على إثر الاحتقان الذي تعرفه مخيمات تيندوف، جراء موجة الاختطافات والاعتقالات التي تشنها ما تسمى ب “قيادة” البوليساريو في حق معارضين عبروا عن آرائهم، دعا الناشط السياسي والحقوقي مصطفى ولد سلمى كل معارضي جبهة البوليساريو في الخارج إلى الاجتماع في أقرب الآجال في موريتانيا. وحمل ولد سلمى في بلاغ له، توصلت الجريدة بنسخة منه، مسؤولية ما يمكن أن يحدث لههم ولذويهم في المخيمات للمجتمع الدولي الذي ناشده بالتدخل العاجل لوقف الحملة التي تشنها جهات غير معلومة داخل المخيمات تستهدف النشطاء الصحراويين. كما طالب مصطفى ولد سلمى، مفوضية غوث اللاجئين بالتدخل العاجل لحماية اللاجئين الصحراويين وصون حقوقهم، داعيا كل الصحراويين المتواجدين بالخارج إلى الاحتجاج أمام السفارات والقنصليات الجزائرية، ونقل معاناة المحتجزين بمخيمات تيندوف إلى البرلمانات والحكومات في مختلف أنحاء العالم. يشار إلى أن ما يسمى ب “قيادة” جبهة البوليساريو الموالية لعسكر الجزائر، تشن منذ اندلاع الحراك السلمي بالجزائر المطالب بالتغيير، وانعكاس ذلك على المخيمات، (تشن) حملة اختطافات واعتقالات في حق نشطاء عبروا عن آرائهم المعارضة لقيادة البوليساريو الفاسدة، التي جابهت الاحتجاجات والمظاهرات التي تشهدها المخيمات بشكل متواصل، بالآليات العسكرية الثقيلة. وكان آخر ما قام به المتحكمون في رقاب الصحراويين المحتجزين بتيندوف، هو اختطاف الناشط مولاي أب بوزيد، و تسليمه للسلطات الجزائرية في تيندوف التي تشرف على تعذيبه منذ يوم الاثنين الماضي، بالإضافة إلى اختطاف الناشط والمدون فاضل بريكة عضو في التيار السياسي للمبادرة الصحراوية من أجل التغيير، أول أمس الثلاثاء، واقتياده إلى وجهة غير معلومة، حيث لا تعرف أسرته وأصدقاؤه مكان تواجده، كما يتعرض الناشط والمدون محمود زيدان للتهديد بقصد ثنيه عن الكتابة ضد فساد البوليساريو. وكانت جبهة البوليساريو التي تتحرك بأوامر العسكر الجزائري، قد قامت، قبل سنوات قليلة، بموجة اعتقالات واسعة وتصفيات جسدية راح ضحيتها 49 شهيدا في سجون الرشيد واعظيم الريح والذهيبية، والتي أدانها بشكل واسع المنتظم الدولي، وخلفت حالة من الغليان والاحتقان داخل المخيمات. إلى ذلك أفادت المبادرة الصحراوية للتغيير في بيان لها، أن “موجة من القمع يتعرض لها نشطاء المبادرة الصحراوية للتغيير في مخيمات اللاجئين الصحراويين”. واعتبرت المبادرة أن قيام جبهة البوليساريو بعمليات اعتقال واختطاف في حق النشطاء الصحراويين، هو حملة لإسكات الأصوات المعارضة، خاصة تلك المرتبطة بهذا التيار السياسي، وناشدت جميع منظمات حقوق الإنسان للتدخل بشكل عاجل لصالح الناشطين حتى يمكن ضمان حقوقهم كسجناء سياسيين.