صعدت قيادة البوليساريو في الأيام الأخيرة حملة القمع ضد الناشطين الصحراويين في مخيمات تندوف والذين يعارضون سياسة الجبهة. وفي هذا الإطار، ذكر عدد من الناشطين في المخيمات ومواقع إخبارية متطابقة، أن الناشط الصحراوي مولاي أبا بوزيد، وهو عضو في «المبادرة الصحراوية للتغيير» ومعروف بانتقاده لقيادة الجبهة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض يوم الاثنين إلى الاختطاف على يد عناصر تنتمي إلى ما يسمى بالدرك الوطني. وأضافت ذات المصادر أن اختطاف الناشط الصحراوي مولاي أبا بوزيد، تم أمام مقر المفوضية السامية لغوث اللاجئين، وأمام أنظار موظفيها، مضيفة أن قيادة الجبهة سلمت الناشط أبا بوزيد للسلطات الجزائرية في تندوف التي تشرف على تعذيبه. وفي اليوم الموالي، الثلاثاء، ذكرت نفس المصادر أن الناشط فاضل ابريكا، المنتمي بدوره إلى «المبادرة الصحراوية للتغيير» والناطق الرسمي باسم تنسيقية الكشف عن مصير الخليل أحمد، جرى اختطافه ظهر الثلاثاء من طرف الأمن التابع لجبهة البوليساريو، ولا تعرف أسرته وأصدقاءه مكان اختفائه. وذكرت مصادر من داخل المخيمات أن الناشط والمدون محمود زيدان يتعرض للتهديد بقصد ثنيه عن الكتابة ضد فساد البوليساريو. وجاء اختطاف الناشطين المذكورين في ظل تصاعد الاحتجاجات ضد قيادة البوليساريو وفساد الطغمة المتحكمة في مصير المحتجزين الصحراويين، وهي الاحتجاجات التي لم تستطع قيادة الجبهة وعسكر الجزائر وضع حد لها. وأثارت موجة القمع هاته، ردود فعل واسعة داخل المخيمات، وعلى مستوى المواقع الإخبارية التي لا تتحكم فيها قيادة الجبهة وأيضا على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي وفي هذا الإطار، أصدرت «المبادرة الصحراوية للتغيير» بيانا تدين فيه حملة القمع التي يتعرض لها أعضاؤها والمعارضون لسياسة جبهة البوليساريو، ورد فيه أن قيادة البوليساريو وسلطات القمع التابعة لها تنوي، القيام بمزيد من الاعتقالات فيما يعتبر حملة غير مسبوقة لإسكات الأصوات المنتقدة للجبهة. ووجه البيان نداء إلى جميع منظمات حقوق الإنسان للتدخل بشكل عاجل لصالح الناشطين الصحراويين حتى يمكن ضمان حقوقهم كسجناء سياسيين. بدوره طالب الناشط الصحراوي مصطفى سلمة سيدي مولود، من موريتانيا، مفوضية غوث اللاجيين بالتدخل فورا لحماية اللاجئين الصحراويين وصون حقوقهم، و دعا كل معارضي جبهة اابوليساريو في الخارج إلى الاجتماع في أقرب الآجال في موريتانيا، للتوجه جميعا إلى مخيمات تيندوف، طالبا من المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في حماية الصحراويين بالمخيمات، كما طالب الصحراويين بتنظيم وقفات احتجاجية أمام السفارات الجزائرية في الخارج، ونقل معاناة الصحراويين في المخيمات إلى البرلمانات والحكومات في مختلف أصقاع العالم.