تحتفل الشغيلة المغربية، شأنها شأن الطبقة العمالية عبر العالم، بالعيد الأممي للشغل، يوم فاتح ماي من كل سنة. وبهذه المناسبة، يحي حزب التقدم والاشتراكية القوى العاملة ببلادنا، تحية نضالية أخوية، على تفانيها وتضحياتها التي بذلتها وتبذلها هذه القوى باستمرار لضمان عزة بلدنا. وهي مناسبة أيضا، للوقوف عند المكتسبات التي تم تحقيقها من قبل الطبقة الشغيلة بفضل نضالها وتعبئتها، والتعبير عن تضامننا المطلق مع مطالبها المشروعة سواء المادية أو المعنوية. إن تخليد هذا العيد خلال هذه السنة، يأتي بعد أن وقعت الحكومة مع النقابات الأكثر تمثيلية، اتفاق الحوار الاجتماعي الذي يمتد لثلاث سنوات، يوم 25 أبريل الماضي. هذا الاتفاق، تضمن إجراءات مهمة سواء على المستوى الاقتصادي (إعادة تثمين الأجور والتعويضات العائلية في القطاعين العمومي والخاص)، أو على المستوى التشريعي والمؤسساتي. وبالنظر إلى الظرفية الراهنة فإن الاتفاق ساعد على تهدئة الوضع الاجتماعي. وعلى أساس ذلك، فإن حزب التقدم والاشتراكية، الذي لم يتوقف عن الدعوة إلى مأسسة الحوار الاجتماعي وإيجاد مخرج نهائي له، لا يمكن له إلا أن يرحب بمخرجات هذا الاتفاق الموقع بين الحكومة والنقابات الأكثر تمثيلية. وإذ يهنئ حزب التقدم الاشتراكية، بهذه المناسبة، جميع الفرقاء على مواقفهم البناءة، والوصول إلى هذه النتيجة التي تخدم، بما لا شك فيه، المصلحة العليا لبلادنا، فإنه يذكر، في هذا السياق، أن اتفاق الحوار الاجتماعي، كان من الممكن أن يتم توقيعه خلال جولة الحوار الاجتماعي أبريل 2016، لو لم تحل دون ذلك، مجموعة من الاعتبارات المرتبطة بالوضع السياسي، والمواقف التي أبدتها بعض التنظيمات النقابية. والخلاصة أن المتضرر من هدر هذا الزمن الاجتماعي، هم العمال أنفسهم، حيث كان بإمكانهم الاستفادة من مجموعة من المكتسبات خلال السنوات الماضية، وفي كل الأحوال يبقى هذا الوضع بمثابة درس للمستقبل. ويأمل حزب التقدم والاشتراكية، بمناسبة هذا العيد الأممي، أن ترى كل الالتزامات التي تم التعهد بها، النور، في إطار اتفاق الحوار الاجتماعي، لاسيما تعزيز الحريات النقابية، واعتماد القانون التنظيمي المؤطر لممارسة الحق في الإضراب، والإصلاح الشامل لمنظومة التقاعد، وتنفيذ هذه التعهدات في آجال معقولة. إن تنفيذ هذه التعهدات والالتزامات، من شأنه يعيد الثقة لتسريع وثيرة الإصلاحات التي انخرطت فيها بلادنا، ودعم آليات الإنتاج، وخلق فرص شغل كافية، وكذا تحسين مستوى عيش العمال وضمان كرامة المواطن. ويعتبر حزب التقدم والاشتراكية، أن التوازنات الماكرو اقتصادية الضرورية، لا يجب أن يكون بأي حال من الأحوال على حساب التوزان الاجتماعي ومستوى رضا المواطن، ولا على حساب الحاجيات الأساسية للطبقة الشغيلة باعتبارها طبقة تخلق الثروة. وباعتباره الحزب الطليعي للطبقة العاملة، فإن حزب التقدم والاشتراكية، مقتنع أيما اقتناع أن تلبية المطالب المشروعة للجماهير العاملة، ضرورة ملحة ليس فقط من وجهة احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، بل أيضا لتعزيز الجبهة الداخلية والتماسك الاجتماعي، وخلق مناخ تسوده الثقة والظروف المواتية لمواجهة التحديات المتعددة التي تواجه بلادنا. وعلى أساس هذه القاعدة يضع حزبنا المسألة الاجتماعية في قلب مشروعه الاجتماعي. ويود حزب التقدم والاشتراكية، الحزب الأممي، أن يعرب، بمناسبة الاحتفال بيوم العمال العالمي، عن تضامنه الكامل مع نضالات الطبقة العاملة في مختلف البلدان ضد الهجوم النيوليبرالي الذي يهدف إلى الضرب في المكاسب التي حققها العمال، آليات متعددة منها تحرير الاقتصاد، وتفكيك أنظمة الحماية الاجتماعية، وخصخصة الخدمات الاجتماعية الأساسية وتقويض التوازنات البيئية الأساسية. وينتهز حزب التقدم والاشتراكية، هذه الفرصة ليؤكد تضامنه المستمر مع جميع الشعوب التي تكافح من أجل التحرر من الحكم الاستعماري، كما هو الحال بالنسبة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، أومن الأنظمة الدكتاتورية والاستبدادية في جميع أنحاء العالم. ولجعل فاتح ماي لحظة حقيقية من الابتهاج الشعبي والتعبئة الوطنية، يحث حزب التقدم والاشتراكية جميع مناضليه ومنخرطيه ومتعاطفيه، على أن يكونوا حاضرين إلى جانب العمال من خلال المشاركة على نطاق واسع في المسيرات التي ينظمها الاتحاد المغربي للشغل في مختلف جهات المملكة.