صيانة حقوق الشغيلة تستوجب بلورة وتنفيذ سياسات عمومية متكاملة تقوم على إجراءات وتدابير ملموسة تحتفل الشغيلة المغربية، ومعها كل العاملات والعمال عبر العالم، بذكرى فاتح ماي، لمواصلة السير على درب النضال، والمطالبة بحقوقها المادية والمعنوية المشروعة، وتقييم المنجزات المحققة في صيرورة نضالها على كافة الجبهات والمستويات. ويأتي احتفال الطبقة العاملة المغربية بهذا العيد الأممي المجيد في ظل المسلسل الإصلاحي الواعد الذي تعيشه بلادنا، وما أفرزه من دستور جديد بمضامين متقدمة، وجيل جديد من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وما فتحه من آفاق تعزيز نضال الشغيلة المغربية، تلبية لطموحاتها المشروعة، بل والاستجابة أيضا لمطالب شرائح واسعة من المجتمع، ممن لا دخل لهم بالمرة، كالعاطلين عن العمل وذوي الدخل غير المستقر، وسائر الفئات الفقيرة والمحرومة التي هي في حاجة إلى عناية خاصة. ويعبر حزب التقدم والاشتراكية عن تضامنه المطلق مع الطبقة العاملة عبر العالم في كفاحها ضد العولمة، وما تسعى إليه من معالجة أزمتها الهيكلية على حساب قوى العمل، من خلال التسريحات الجماعية، والتقليص في الأجور، وتبني السياسات التقشفية، وتدني مستوى الخدمات العمومية. ومن منطلق أنه ما فتئ يناضل دفاعا عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لعموم المواطنات والمواطنين، وفي طليعتها الحق في الشغل اللائق، والسكن، والحق في الصحة والتغطية الاجتماعية، وكذلك الحق في التعليم النافع والتكوين الهادف، والحق في بيئة سليمة، مع إعمال المساواة بين النساء والرجال في كافة هذه الحقوق، فإن حزب التقدم والاشتراكية يحيي بحرارة الطبقة العاملة المغربية تقديرا للنضالات التي تخوضها من أجل تحسين مستوى عيشها والحفاظ على كرامتها، والتضحيات التي تقدمها دفاعا عن المصالح العليا للوطن. ويعتبر حزب التقدم والاشتراكية أن صيانة هذه الحقوق تستوجب بلورة وتنفيذ سياسات عمومية متكاملة، تقوم على إجراءات وتدابير ملموسة، وتعتمد أسلوبا جديدا للتدبير والحكامة، وتعمل على محاربة الفساد بجميع تجلياته، من محاربة للرشوة، واقتصاد الريع والامتيازات، ووضع حد لنهب المال العام، في احترام تام لضوابط الحق والقانون والمؤسسات. كما يعتبر حزب التقدم والاشتراكية أن تحقيق هذا المبتغى يستوجب بلورة «ميثاق اجتماعي متقدم» تتوافق حوله كل الأطراف، وتحدد فيه الواجبات والحقوق، ويشكل فيه الحوار الاجتماعي أسلوبا راقيا لفض النزاعات وإرضاء المطالب العادلة للطبقة العاملة وسائر المأجورين. إن الطبقة العاملة التي أبانت، على مر السنين، عن نضجها الكبير ونضاليتها العالية، قادرة على تحقيق مزيد من المكتسبات، خصوصا إذا توفرت لديها الشروط الذاتية، من قبيل وحدة العمل النقابي، في أفق تحقيق الوحدة النقابية. وإذ يؤكد حزب التقدم والاشتراكية على دعمه الكامل لنضال الحركة النقابية المغربية، ويحيي نضال المركزية النقابية العتيدة «الاتحاد المغربي للشغل»، يهيب بكافة المناضلات والمناضلين بأن يشاركوا بكثافة، خلال فاتح ماي، في تظاهرات الطبقة العاملة ومسيراتها عبر مجموع أنحاء البلاد. عاشت الطبقة العاملة المغربية قوية وموحدة