انتقد الحزب الشيوعي السوداني أعضاء الوفد المفاوض للمجلس العسكري الانتقالي، في بيان رسمي، نشره أول أمس الأحد. وقال المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني، في بيانه، إنه يرفض ما أطلق عليه محاولة تكريس الأمر الواقع أو الاعتراف بأي سلطة عسكرية أو الانفراد بالقرارات عدا ما يصدر عن قيادة قوى الحرية والتغيير. ووجه المكتب السياسي اتهاما لرئيس المؤتمر السوداني عمر الدقير ومريم الصادق المهدي باختطاف منبر الحرية والتغيير، والتغريد خارج السرب، داعيا المعتصمين في الخرطوم وبقية الولايات إلى البقاء في ساحات الاعتصامات للحفاظ على نجاح الثورة . وقال البيان إن الحزب الشيوعي لم يكن جزءا من الوفد الذي قابل ممثلي المجلس العسكري، يوم السبت الماضي، وأن عضوي تحالف قوى الإجماع الوطني تم تغييبهما قصدا وعمدا من حضور ذلك الاجتماع رغم تواجدهما في ذات المكان، مضيفا أن ما صدر من “تصريحات متعجلة ومتهافته” من ممثلي بعض القوى السياسية التي حضرت الاجتماع، لا يعبر عن موقف الحزب الرافض ل “أي انقلاب عسكري ولأي محاولة لسرقة الثورة أو إجهاضها أو إبقاء أي من رموز النظام البائد على سدة الحكم الانتقالي سواء أكان لمجلس عسكري أو خلافة والذي سيعمل على إعادة إنتاج النظام المندحر البغيض” . وأعلن الحزب الشيوعي السوداني، في بيانه، أن مطلب الجماهير هو “الحل الجذري للأزمة الوطنية واجتثاث نظام الفساد والاستبداد والاقتصاد الطفيلي بصورة كاملة، تصل مؤسساته ومليشياته وقوانينه ومحاكمة الذين أجرموا في حق الشعب السوداني وأهدروا كرامته وأذلوه وأهانوه”، والعمل على قيام حكومة وطنية مدنية انتقالية مدتها أربع سنوات تكونها القوى الوطنية التي صنعت الثورة على أساس المواثيق التي توافقت عليها. وحدد الحزب الشيوعي السوداني هذه المواثيق في ميثاق هيكلة الدولة السودانية، وإعلان قوى الحرية والتغيير وفق الشعارات الوطنية للجماهير الشعبية السودانية الثائرة التي تعبر عن أشواقها وطموحاتها لسودان الغد. وهي شعارات تحمل عنوان “سودان بكرة”، و “حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب”، و”سلمية”، و”سلمية ضد الحرامية”، و”تسقط بس”، و”تسقط أول وثاني وثالث”، و”وحتى آخر ممثل للقوى الظلامية التي جثمت على صدرها ثلاثة عقود”. وشدد الحزب الشيوعي السوداني على رفضه أي محاولة لتكريس الأمر الواقع أو الاعتراف بأي سلطة عسكرية أو الانفراد بالقرارات، عدا ما يصدر عن قيادة قوى الحرية والتغيير، معلنا معارضته القاطعة “اختطاف لمنبر إعلان الحرية والتغيير والتغريد خارج السرب كما حدث من رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير ونائبة رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق” . وختم الحزب الشيوعي السوداني بيانه بدعوة الثوار، شبابا ونساء وشيبا، في الخرطوم، وولايات السودان المختلفة، إلى العمل على “حماية ثورتهم بالبقاء في الميدان حتى النصر المؤزر”، مهيبا بكل القوى الوطنية إلى اليقظة ضد “إجراء أي تسوية سياسية مع بقايا وفلول النظام البائد المندحر والتمسك بالحل الجذري..”