أعلن الفريق أول عوض بن عوف، وزير الدفاع ونائب الرئيس السوداني عمر البشير، بيان القوات المسلحة “اقتلاع النظام”، بعد اعتقال عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، وبدء الفترة الانتقالية لمدة عامين. وفي بيان بثه التلفزيون السوداني، أكد عوض بن عوف إطلاق سراح كل المعتقلين السياسين في جميع أنحاء البلاد. وأضاف رئيس اللجنة الأمنية العليا، أنه تم تعطيل الدستور، وحل المجلس الوطني ومجلس الولايات ومجلس الوزراء والمجالس التشريعية. وطمأن عوض بن عوف دول العالم بالالتزام بالاتفاقات الدولية وتأمين المرافق. وقال إن الفقراء زادوا فقراء والأغنياء زاد غناهم، وأضاف أن الشعب كان مسامحا وكريما، رغم ما أصاب المنطقة، فقد خرج شبابه في تظاهرات سلمية تعبر عنها شعاراتهم منذ ديسمبر الماضي.
وتابع بن عوف أن النظام ظل يردد الوعود الكاذبة حول مطالب الشبع السوداني، ودعا عوض بن عوف للترحم على الشهداء وتمنى الشفاء للجرحى والمصابين، مشيرا إلى أن اللجنة الأمنية حذرت من الأوضاع، وسوء الإدارة والفساد.
في المقابل، قال مصدر كبير في تجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيسي للاحتجاجات ضد حكم عمر البشير، إن التجمع يرفض البيان الذي تلاه وزير الدفاع معلنا فيه عن فترة انتقالية مدتها عامان بقيادة مجلس عسكري، وذكر المصدر أن التجمع دعا المحتجين أيضا لمواصلة اعتصام بدأ يوم السبت خارج وزارة الدفاع. وأضاف "ندعو الثوار لمواصلة الاعتصام، لاعتبار بيان بن عوف استنساخا جديدا لنظام الإنقاذ…”.
وكان الجيش السوداني، أصدر قرارا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والمتظاهرين بالعاصمة الخرطوم ومختلف الولايات في البلاد .جاء ذلك بعد سيطرة قوات الجيش على مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي بالعاصمة السودانية، كما أشارت مصادر من داخل الجيش السوداني إلى أنه تمت الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير ووضعه قيد الإقامة الجبرية واعتقال عدد من قيادات الصف الأول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
حكومة مدنية
طالبت المعارضة تطالب بحكومة مدنية انتقالية مكونة من قوى إعلان الحرية والتغيير، وقال عمر صالح سنار القيادي في تجمع “المهنيين السودانيين” التي شاركت في الاحتجاجات الخميس، إن الجماعة لن تقبل إلا بحكومة مدنية تضم شخصيات من المعارضة. وأضاف “التفاوض مستقبلا مع الجيش حول ترتيبات انتقال السلطة. نحن متمسكون بالمذكرة التي قدمناها يوم السادس من أبريل للجيش”.
وخيمت أجواء احتفالية شوارع العاصمة السودانية الخرطوم بعد أنباء عن تنحية الرئيس السوداني من سدة الحكم، وترقب للبيان الأول الذي من المقرر أن يصدره الجيش السوداني. ووجه تجمع المهنيين السودانيين، نداءً مهما لجميع الجهات في السودان، مع تصاعد التوتر وورود أنباء تفيد بتنحي البشير. وناشد الجميع بضبط النفس والتحلي بالحكمة والعقل وعدم التفلت أو الاعتداء على أي ممتلكات حكومية أو شخصية.
وكتب، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: “نناشد الجميع بضبط النفس والتحلي بالحكمة والعقل وعدم الاعتداء على أي ممتلكات حكومية أو شخصية”. وأكدت “سيتحاكم الجميع بالقانون والسلمية هي منهجنا في الثورة وفي التغيير”، في إشارة إلى البشير وقيادات الحزب الحاكم الذي تحدثت أنباء عن اعتقالهم من قبل الجيش.
في المقابل، هاجم متظاهرون مركزا لجهاز الأمن والمخابرات السوداني النافذ في مدينة كسلا في شرق السودان، بحسب ما ذكر شهود، مشيرين إلى أن ذلك حدث بعد رفض القيمين على المركز الإفراج عن محتجزين، كما هاجم آخرون مقرا للجهاز في مدينة بورتسودان في الشرق أيضا.
وقال شاهد في كسلا “اقتحم محتجون المبنى ونهبوا التجهيزات فيه”. وأعلن جهاز الأمن والمخابرات قبل قليل “إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل أنحاء البلاد”.
من جهة أخرى هتف مئات آلاف السودانيين، ضد وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف بعد أقل من ساعة على تلاوته البيان، ونادى المعتصمون أمام مقرات الجيش السوداني بسقوط الوزير ابن عوف، وقالوا إنهم “لن يستبدلوا انقلابا بانقلاب”.