قال متحدث باسم الشرطة السودانية إن ما لا يقل عن 16 شخصا قتلوا وأصيب عشرون آخرون، يومي الخميس والجمعة “بأعيرة نارية طائشة في الاعتصامات والتجمهرات”، في حين دعت المعارضة السودانية إلى الاستمرار في الاحتجاج بعد تنحي الفريق أول عوض بن عوف عن رئاسة المجلس العسكري الانتقالي وتعيين الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلفا له”. وأضاف المتحدث اللواء هشام علي عبد الرحيم، في بيان صدر في وقت متأخر من ليلة أمس الجمعة، أن مباني حكومية وخاصة تعرضت لهجمات أيضا. ولفت المتحدث إلى استمرار الاعتصام بشارع النيل والجامعة وتقاطع المنديل وسط الخرطوم، مشيرا إلى أن “الاعتصامات والتجمهرات أثرت على حركة السير وتسببت في ازدحام كثيف وسط الخرطوم”. وتشهد شوارع الخرطوم احتفالات شعبية متواصلة منذ ليلة أمس الجمعة، إثر إعلان بن عوف تنازله عن منصبه واختياره عبد الفتاح البرهان خلفا له، وذلك غداة إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير. وانطلقت حشود من المواطنين في شوارع العاصمة وهم يرددون شعارات منها “مالْها؟ … سقطت!”، و”في يومين سقّطنا رئيسين!”، و”ثوار أحرار نكمل المشوار”. من جهة أخرى، جدد قائد قوات “الدعم السريع” السودانية، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، السبت، اعتذاره عن عدم المشاركة في المجلس العسكري الانتقالي، إلا بعد الاستجابة لمطالب الشعب. وقال “حميدتي” في بيان نشر على الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع على “فيسبوك”، عقب إعلان عبد الفتاح برهان رئيسا للمجلس العسكري،”قررت عدم المشاركة في المجلس العسكري إلى حين الاستجابة لمتطلبات الشعب والبدء فيها”. وطالب بتشكيل مجلس انتقالي ويكون التمثيل فيه عسكريا، وحكومة مدنية يتم الاتفاق عليها مع جميع الأحزاب وتجمع المهنيين. كما دعا إلى فتح باب الحوار، مع قيادات ورؤساء الاحزاب السياسية وتجمع المهنيين وقادة الشباب وقيادات منظمات المجتمع المدني وطالب ب”وضع برنامج واضح لفترة انتقالية لا تزيد عن ثلاثة الى ستة شهور، يتم خلالها تنقيح الدستور” وفي السياق ذاته، دعا بيان لقوى الحرية والتغيير، وهي قوى عديدة تساهم في الحراك الشعبي في السودان، المجلس العسكري الانتقالي إلى الدخول مباشرة في عملية نقل السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية، وإلغاء القرارات التي اتخذها المجلس بتعليق الدستور وفرض حالة الطوارئ وحظر التجول. وطالب البيان كذلك بإلغاء التحفظ على كافة رموز النظام السابق المتورطين في جرائم ضد الشعب ومحاكمتهم محاكمة عادلة. ودعا البيان الجماهير إلى الاستمرار في الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش وفي باقي الولايات، والإضراب الشامل حتى نقل السلطة بالكامل إلى حكومة مدنية انتقالية. واعتبرت القوى أن تنحي عوض بن عوف عن رئاسة المجلس العسكري جاء “تحت وطأة الثورة العظيمة”، مؤكدة استمرارها في حراكها حتى “إسقاط كل شمولي”.