تدخلت القوات العمومية بالعاصمة الرباط مساء أول أمس الاثنين بقوة لتفريق المتظاهرين الذين حجوا إلى ساحة باب الأحد لتنظيم وقفة احتجاجية استمرارا لمسيرة يوم الأحد 20 فبراير، أصيب على إثرها العديد من المشاركين بجروح متفاوتة استدعت نقل بعضهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. لم تظهر أية بوادر على وقوع أي ما يمكن أن يقض مضجع مرتادي ساحة باب الأحد، عشية أول أمس الاثنين، وحدها حركة السير الكثيفة كانت السمة المميزة. وقبيل مغيب الشمس بدأ بعض الشباب في التوافد إلى نفس الساحة التي شهدت انطلاق مسيرة يوم الأحد. حافلات تقل المواطنين وأخرى تلفظهم بعد نهاية السير، وآخرون ينتظرون دورهم للصعود، ورغم أن عدد الشبان كان قليلا، إلا أن حضورهم بذات الساحة كان مثيرا للانتباه. بعضهم انزوى في ركن قصي من الساحة بالقرب من الباب الذي تحمل الساحة اسمه، وبعضهم انتشر هنا وهناك كحبات متناثرة في انتظار وصول باقي المشاركين في الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها حركة شباب 20 فبراير. ووسط هذا الجو كانت أعين رجال القوات العمومية تراقب الوضع عن كثب، دون أن تغفل من حساباتها التواجد الكثيف لمرتادي الساحة طلبا للاستجمام، وأغلبهم من النساء وربات البيوت المصحوبات بأطفالهن، والبعض الآخر من المارة الذين اعتادوا تلمس طريقهم منها، بضع من الباعة المتجولين الذين يفرشون سلعتهم في الأرض. ولم تكد تبلغ الجموع بضع العشرات حتى بدأت في ترديد الشعارات، نفس الشعارات التي صدحت بها حناجر المشاركين في مسيرة يوم الأحد. ولم تفلح تحذيرات رجال الأمن الذين حجوا بكثافة إلى المكان من ثني المتظاهرين عن تنظيم وقفتهم الاحتجاجية. أمام الإنزال الكبير لقوات الأمن والقوات المساعدة، تملك الخوف المتواجدين بالساحة وأفزعهم منظر سيارات الإسعاف وسيارات الأمن مما دفعهم إلى مغادرة الساحة بسرعة قصوى. حيث قامت القوات العمومية بالتدخل لتفريق المتظاهرين. وساد جو من الهلع والخوف في نفوس أصحاب المحلات التجارية القريبة، وارتبكت حركة السير ولاذت جموع المارة بالفرار خوفا أن تنال حقها من الضرب والركل الذي ووجه به المتظاهرون. وأغلقت المحلات التجارية والمقاهي والأروقة والمرافق التجارية أبوابها، منذ مغيب شمس يوم الاثنين. وذكر بيان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن خمسة مناضلين حقوقيين، من بينهم رئيسة الجمعية، خديجة الرياضي، بالإضافة إلى بعض شباب حركة 20 فبراير، تعرضوا لاعتداء قوات الأمن بالضرب نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وكانت حركة شباب 20 فبراير أكدت في بلاغ لها على أن نضالها مستمر ولا رجعة فيه إلى حين تحقيق مطالبها المشروعة والعادلة. ووضعت الحركة جدولا زمنيا يرتكز على تنظيم وقفات احتجاجية كل مساء، ومسيرات في نهاية الأسبوع. ودعا البلاغ «كافة الجماهير المغربية والقوى السياسية والنقابية بمختلف توجهاتها إلى الالتفاف حول المطالب والاستمرار في الاحتجاج بطرق سلمية إما على شكل وقفات أو مسيرات أو اعتصامات أو حلقات، حسب الأيام المناسبة، لأن 20 فبراير ما هو إلا بداية للمعركة ضد الاستبداد والفساد».