واصل محتجون بحرينيون اعتصامهم في دوار اللؤلؤة بالعاصمة المنامة أمس الإثنين بعد انسحاب قوات الشرطة من هناك. يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الضغوط على الحكومة لبدء محادثات جدية مع المعارضة التي ينتظر أن تتقدم بمطالبها اليوم. وذكر مراسل لوكالة الأنباء الألمانية أن الوضع في دوار اللؤلؤة بدا هادئا ولم يشهد أي مصادمات، متوقعا انضمام عدد من الصحفيين والمدونين إلى الاعتصام في وقت لاحق اليوم. وكان المحتجون تدفقوا عائدين إلى دوار اللؤلؤة في المنامة يوم أمس وأجبروا شرطة مكافحة الشغب على الانسحاب منه ونصبوا خياما استعدادا لإقامة مطولة في الميدان. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المدمع بادئ الأمر لتفريق المحتجين، لكنها انسحبت بعد ذلك. وحاول المحتجون تجنب القيام بأي أعمال تمنحهم طابعا طائفيا ولوحوا بعلم البحرين بلونيه الأحمر والأبيض، ورددوا شعارات تدعو لوحدة. وقالت محتجة سنية إنها جاءت تضامنا مع محتجين شيعة ودعت للإصلاح السياسي. وأضافت فاطمة سيدي -التي تقول عن نفسها إنها سنية ليبرالية- أن «البحرين دولة غنية فأين يذهب المال إذا؟»، ومضت قائلة «نريد برلمانا لديه سلطات حقيقية، نريد انتخاب الوزراء في بلدنا، هذا ليس أمرا يتعلق بالشيعة، نريد ملكية دستورية، وهذه المطالب ليست لها أي صبغة دينية». يأتي ذلك في وقت أدت فيه الدعوة التي وجهتها جمعية المعلمين البحرينية يوم أمس إلى اعتصام مفتوح ابتداء من اليوم الأحد لجميع معلمي ومعلمات مدارس البحرين، إلى توقف غالبية المدارس التي غاب عنها الطلاب والطالبات وفق بعض المدرسين. وبحسب أحد المدرسين المشاركين في المسيرة فإن غالبية المدارس البالغة أكثر من 200 مدرسة أغلقت اليوم، وتركز هذا الإغلاق في أربع محافظات أهمها مدارس الشمالية والعاصمة والوسطى. وقال رئيس جمعية المعلمين مهدي أبو ديب -في اتصال بالجزيرة نت- إن الاعتصام الذي جرى اليوم استجابت له أكثر من 80% من مدارس البحرين. وأضاف بوديب أنه لا توجد لدى الجمعية أي مطالب حاليا سوى تضامنها مع مطالب المحتجين في دوار اللؤلؤة. ويتزامن ذلك مع إلغاء النقابة العامة للعمال في المملكة إضرابا عاما كان من المقرر أن ينظم غدا الاثنين، بعد استجابة الحكومة لمطلبها بالحق في التظاهر سلميا. وقالت النقابة إنها قررت وقف الإضراب والعودة إلى العمل. تأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه أحزاب المعارضة البحرينية لتقديم مطالبها اليوم إلى ولي عهد المملكة سلمان بن حمد آل خليفة، بعد استجابة الحكومة لمطلبها بسحب الجيش من دوار اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن رئيس كتلة الوفاق البحرينية عبد الجليل خليل إبراهيم قوله إن المعارضة بصدد مناقشة الإستراتيجية التي ستعتمدها في الحوار الذي دعا إليه ملك البحرين للخروج من الأزمة الراهنة في البلاد. كما نسبت وكالة رويترز للأنباء إلى مصدر بالمعارضة البحرينية قوله إنه «بالإضافة إلى سحب قوات الأمن فإن مطالب المعارضة الرئيسية هي الإفراج عن المعتقلين السياسيين واستقالة الحكومة وإجراء محادثات بشأن وضع دستور جديد». وأضاف المصدر -الذي اشترط عدم ذكر اسمه- أنه من المرجح تقديم هذه الطلبات اليوم الأحد إلى ولي العهد. وذكر المصدر أن «هناك تكهنات متزايدة» بأن ولي عهد البحرين، الذي ينظر إليه على أنه إصلاحي، سيحل مؤقتا محل رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة. وبحسب المصدر فإن من سيحمل مطالب المعارضة هما الأمين العام لجبهة الوفاق علي سلمان، ورئيس جمعية وعد العلمانية إبراهيم شريف. وكان سلمان قد نفى -في لقاء سابق مع الجزيرة- أن يكون الحوار قد بدأ، مشترطا استقالة الحكومة قبل ذلك. لكنه اعترف -في تصريح آخر لوكالة الصحافة الفرنسية- بأن «هناك اتصالات» قال إنها «لم تفض إلى نتيجة». وفي وقت سابق قال عضو البرلمان السابق عن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيعية إبراهيم مطر إن المطلب الرئيسي للمعارضة هو أن تقبل الحكومة فكرة التحول إلى نظام ملكي دستوري. وذكر مراسل الجزيرة في البحرين غسان أبو حسين أن المعارضة البحرينية أجلت بدء الحوار لمعرفة طريقة تعامل الحكومة مع مظاهرة من مائة ألف دعت إليها غدا الاثنين.