خيم الاف المتظاهرين المناهضين للحكومة في دوار (ساحة) اللؤلؤة التي اضحت رمزا لقضيتهم في انتظار حوار بين المعارضة وولي عهد البحرين. ويتوقع ان تقدم المعارضة البحرينية مطالب لولي العهد الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة الذي يقود حوارا وطنيا بعد اضطرابات استمرت عدة أيام واسفرت عن سقوط ستة قتلى. وتدفق أمس مزيد من المحتجين عائدين الى دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة ودفعوا شرطة مكافحة الشغب للهرب ونصبوا خياما استعدادا لاقامة مطولة في الميدان. وبناء على اوامر من ولي العهد انسحبت قوات الجيش والمدرعات والدبابات في وقت سابق من الدوار الذي ظلت تسيطر عليه منذ يوم الخميس بعد أن شنت شرطة مكافحة الشغب هجوما خلال الليل ضد المحتجين الذين اعتصموا هناك. وأدى ذلك الى مقتل أربعة أشخاص واصابة 231. وقال ولي العهد في حديث مع شبكة سي.ان.ان الاخبارية عن الحوار مع المعارضة «جميع الاحزاب السياسية في البلاد جديرة بان يكون لها صوت على المائدة» وأضاف ان ملك البحرين كلفه بان يقود الحوار وبناء الثقة مع جميع الاطراف. وتابع «اعتقد ان ثمة الكثير من الغضب والكثير من الحزن وفي هذا الصدد اريد ان اتقدم بتعازي الجميع لاسر من فقدوا احباءهم ولجميع المصابين. نحن في غاية الاسف وهذه مأساة رهيبة لامتنا». وقال ولي العهد انه سيجري «بكل تأكيد» السماح للمحتجين بالبقاء في الساحة. وارتفع عدد المحتشدين في دوار اللؤلؤة الى الالاف الذين احتفلوا بانتصار المحتجين واغلبهم من الشيعة الذين خرجوا الى الشوارع ثورتين شعبيتين اطاحتا برئيسي مصر وتونس. وقال مصدر بالمعارضة طلب عدم نشر اسمه لرويترز انه بالاضافة الى سحب قوات الامن فان مطالب المعارضة الرئيسية هي الافراج عن المعتقلين السياسيين واستقالة الحكومة واجراء محادثات بشأن وضع دستور جديد. وفي وقت سابق قال ابراهيم مطر عضو البرلمان السابق عن جمعية الوفاق الوطني الاسلامية الشيعية ان المطلب الرئيسي للمعارضة هو ان تقبل الحكومة فكرة التحول الى نظام ملكي دستوري. وذكر المصدر المعارض ان من المرجح تقديم هذه الطلبات الى ولي عهد البحرين الشيخ سلمان الذي ينظر اليه على انه اصلاحي. وقالت الحكومة ان الحوار بدأ بالفعل. وتابع المصدر قائلا ان «الطرفين الاساسيين هما الشيخ علي سلمان وابراهيم شريف». والشيخ علي هو الامين العام لجمعية الوفاق الشيعية المعارضة في حين يرأس شريف جمعية وعد العلمانية التي لم تفز بأي مقعد في البرلمان. واشار ولي عهد البحرين الى ان هذه الاضطرابات جاءت نتيجة عدم تلبية مطالب الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان البحرين. وقال لقناة العربية «نلخص الموضوع بعدم الاهتمام او يعني تهميش لبعض المطالب الاساسية فنحن نريد ان نصلح هذا الوضع نريد ان لا يتكرر هذا الوضع مرة ثانية». وتشعر الاغلبية الشيعية التي تشكل 70 في المئة من شعب البحرين بتفرقة ضدها في الدولة التي تحكمها عائلة سنية وحليفة وثيقة للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة ويوجد مقر للاسطول الخامس الامريكي في البحرين. وصرح ولي العهد لسي.ان.ان «المحتجين في دوار اللؤلؤة يمثلون نسبة كبيرة جدا من مجتمعنا ومعتقداتنا السياسية». واضاف في الحديث الذي اذيع في ساعة متأخرة من مساء أمس «ثمة قوى اخرى تتحرك هنا. هذه ليست مصر وليست تونس. ولا نريد ان نفعل كما حدث في ايرلندا الشمالية وهو التحول الى حرب ميليشيات او طائفية». ودعت السعودية - التي تخشى من احتمال استشراء هذه الاضطرابات الى الاقلية الشيعية الموجودة على اراضيها - البحرينيين الى العمل بحكمة وقبول مقترحات حكومة البحرين التي قالت السعودية انها حريصة على حماية الاستقرار والامن. ويشعر الشيعة باستبعادهم من صنع القرار ويشكون من معاملة غير عادلة فيما يتعلق بالحصول على الوظائف الحكومية والاسكان. وعمل المحتجون على تجنب اي اعمال تمنحهم طابعا طائفيا ولوحوا بعلم البحرين بلونيه الاحمر والابيض ورددوا شعارات تدعو لوحدة البحرين. وقال المصدر ان هناك تكهنات متزايدة بان ولي عهد البحرين سيحل محل رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة بشكل مؤقت. وقال مراقبون في البحرين ان ولي العهد ظهر بوصفه الرجل القوي الذي استبعد في الوقت الحالي الصقور في البلاط الملكي ورئيس الوزراء. وقالوا انه جرت اتصالات غير رسمية خلال الازمة وقال المصدر «اتصل ولي العهد بالشيخ علي سلمان الليلة الماضية». اعلن مسؤول كبير في المعارضة الشيعية البحرينية ان بدء حوار سياسي مع السلطة مرتبط باستقالة الحكومة المسؤولة بحسب قوله عن القمع الدموي لحركة الاحتجاج الشعبية. وقال عبد الجليل خليل ابراهيم رئيس الكتلة البرلمانية لجمعية الوفاق الشيعية المعارضة لوكالة فرانس برس ان «الحكومة التي لم تستطع حماية شعبها يجب ان تستقيل، ومن ارتكب المجزرة يجب ان يحاسب ويحاكم». واضاف ان «المعارضة لا ترفض الحوار وانما تطالب بالارضية الصالحة للحوار».