أسابيع الفيلم الأوروبي في نسختها العشرين تحل بالمغرب تنطلق مساء اليوم، بمسرح محمد الخامس بالرباط، فعاليات الدورة العشرين من أسابيع الفيلم الأوروبي لتمتد حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، كما سيكون عشاق السينما بالدارالبيضاء على موعد مع انطلاق هذه التظاهرة بعد غد الأربعاء بقاعة سينما لانكس حتى الثاني من شهر مارس القادم. وتشكل أسابيع الفيلم الأوروبي التي تعقد سنويا في المغرب، منذ عام 1991 من قبل بعثة الاتحاد الأوروبي، إحدى الرموز الثقافية الملموسة للشراكة الأوروبية المتوسطية في المغرب. وهو نتيجة لمبادرة بعثة الاتحاد الأوروبي والسفارات والمؤسسات الثقافية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تحت رعاية وزارة الاتصال وبالتعاون مع المركز السينمائي المغربي. وذكر مسؤولون في المفوضية الأوروبية، أن الحدث في دورته العشرين، والذي تشارك فيه ثمانية أفلام أوروبية، سيفتتح بالفيلم الفرنسي الكوميدي «بوتيش» «المزهرية» للمخرج فرانسوا أوزون يسبقه الفيلم المغربي القصير «غفوة» للمخرجة محاسن الحشادى، التي فازت بجائزة سمو الأمير مولاي رشيد ل «سينما المدارس» في النسخة الأخيرة لمهرجان مراكش السينمائي الدولي. وأضافت نفس المصادر أن إيرادات أسابيع الفيلم الأوروبي سيتم التبرع بها لجمعية خيرية مغربية، جريا على العادة، وأن هذه التظاهرة الثقافية الأوروبية، استطاعت طيلة عقدين من الزمن، خلق حوار ثري مع الجمهور المغربي المحب للسينما تميز بتبادل التجارب السينمائية بين أوروبا ومنطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، وساهمت أيضا في مد الجسور وإرساء أسس الحوار وتفعيل الشراكة الفنية والثقافية بين دول الاتحاد الأوروبي والمغرب، باعتبارها تشكل مناسبة لإبراز التنوع الثقافي بين ضفتي المتوسط والتعريف بالسينما الأوروبية بتعدديتها وجودتها. أما بخصوص الدورة الحالية فذكرت نفس المصادر في بلاغ توصلت بيان اليوم بنسخة منه، بأنها سوف تشهد عرض أفلام قيمة، حازت جوائز عالمية في مختلف المهرجانات الدولية. ويتميز برنامج هذه السنة بعرض أفلام مختارة تجمع بين أروع إبداعات المخرجين المرموقين المعروفين على الصعيد العالمي. وهي انتاجات ذات أبعاد ثقافية لا توفرها عادة القاعات التجارية، التي تركز على إنتاجات السينما في هوليوود. وتعتبر هذه الأفلام الجديدة، المقرر عرضها خلال الدورة العشرين والتي سيتشرف الجمهور المغربي بتتبعها، شاهدا على المستوى الرفيع، الذي بلغته السينما الأوروبية، و منطلقا لاكتشاف الاتحاد الأوروبي عبر السينما، والتعرف على تنوعه الثقافي من خلال الشاشة الفضية. خلال الافتتاح سيقدم فرانسوا أوزون شريطه بوتيش» Potiche» ، أحد أبرز التجارب السينمائية الناجحة في فرنسا خلال نهاية سنة 2010 ، ويتناول فيلم «بوتيش»، وهو كوميديا فرنسية ساخرة حققت نجاحا كبيرا، أجواء إضرابات ومطالبات عمالية في مصنع للمظلات تملكه عائلة ثرية، كما يعرض التحولات التي تطرأ على المجتمع الفرنسي من خلال قصة هذا المصنع الذي باتت تديره زوجة صاحب المصنع الذي اختطفه عماله، وقد شاهد هذا الفيلم أزيد من مليوني مشاهد منذ عرضه في متم 2010 كما شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية، من جهة أخرى تمت برمجة فيلمين شكلا الحدث خلال مهرجان كان السنة الماضية وهما فيلما «بيوتيفول» و « La nostra vita « اللذان حاز من خلالهما الممثلان الاسباني خابيير بارديم والايطالي اليو جيرمانو على جائزة أحسن دور رجالي مناصفة، وسيشكلان خلال الدورة العشرين من أسابيع الفيلم الأوروبي مناسبة لاكتشاف روعة الأداء من خلال ممثلين كبيرين. من جهة أخرى تعد الدورة جمهور عشاق السينما بمفاجآت من قبيل الفيلم السويدي « Sound of noise « الذي تم تقديمه خلال أسبوع النقد في مهرجان كان الأخير، الشريط هو من نوع بوليسي/ موسيقي مع لمسات إبداعية خيالية. إضافة إلى الشريط « Le braqueur « وهو فيلم مستمد من أحداث قصة واقعية، شارك في مهرجان برلين و يشكل مزجا موفقا بين كتابة سيناريو أوروبية لشريط من النوع الأمريكي. ويعود كذلك المخرج مايك لي وهو من المواظبين على المشاركة في دورات أسابيع الفيلم الأوروبي، بفيلمه عام آخر أو «Another year» ويتميز هذا الشريط الذي حاز الإعجاب في الدورة الأخيرة من مهرجان كان، بطابعه الفكاهي المتميز. شريطان آخران جديران بالمشاهدة سيكونان ضمن قائمة الأفلام التي من المقرر عرضها خلال هذه الدورة هما « Illégal» و « Armadillo «اللذان يقدمان صورا صادمة عن الواقع شارك الأول في مهرجان كان بينما فاز الثاني بالجائزة الكبرى للنقد في نفس المهرجان وهو من الأفلام الوثائقية التي لا ترتبط بما هو وثائقي. هكذا تبرز على ضوء ما سلف، رغبة المنظمين في إعطاء نكهة ولون جديدين للدورة العشرين من أسابيع الأفلام الأوروبية، التي ستتميز بالشراكة مع المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير، الذي يقترح لهذه الدورة ثلاثة أفلام وثائقية قصيرة سيتم عرضها قبل شريط «لانوسترا فيتا» الايطالي يوم 25 فبراير بالنسبة لمدينة الرباط و 27 من نفس الشهر بالنسبة للدار البيضاء. إضافة إلى العروض السينمائية، تقام على هامش هذه الأسابيع، التي ستختتم فعالياتها بالدارالبيضاء يوم 2 مارس المقبل، موائد مستديرة حول السينما بأوروبا وجنوب المتوسط بمشاركة منتجين ومخرجين سينمائيين وممثلين من المغرب، أوروبا والعالم. وكانت آخر دورة من أسابيع الفيلم الأوروبي، تميزت ببرمجة ، أزيد من 10 أفلام روائية تمثل دولا أوروبية منها، فرنسا، والبرتغال، وألمانيا، وإسبانيا، وإيطاليا، وانجلترا، وبلجيكا. وحققت نجاحا جماهيريا متميزا في كافة المدن التي حطت الرحال بها، وشملت تطوان، الرباط، الدارالبيضاء و مراكش، ما يجعل هذه الأسابيع بمثابة موعد سنوي قار لعشاق السينما الأوروبية في المغرب، وأحد أبرز الرموز الثقافية للشراكة الأورو- متوسطية عبر تقديم أجود الأفلام الأوروبية المعاصرة الرائدة من حيث الجودة والتنوع.