تجارب سينمائية منتقاة من أبرز المهرجانات الدولية تعود أسابيع الفيلم الأوروبي هذه السنة للاحتفاء بمرور عشرين سنة على الوجود الفعلي كتظاهرة ثقافية وفنية متميزة، وتعتبر أسابيع الفيلم الأوروبي، من أهم التظاهرات الثقافية، التي تشكل حضورا قويا في الشراكة الأورو متوسطية بالمغرب. كما تعتبر نتيجة للمبادرة الموحدة لمندوبية اللجنة الأوروبية والسفارات والمعاهد الثقافية للدول الأعضاء للاتحاد, بتعاون وثيق مع وزارة الاتصال، والمركز السينمائي المغربي. فمنذ انطلاقها سنة 1991، لم تتوان أسابيع الفيلم الأوروبي عن تقديم أبرز الأفلام الأوروبية المعاصرة الرائدة من حيث جودة و تنوع مواضيعها، و تتميز الأفلام المختارة لهذه السنة بكونها تجمع بين أروع الانتاجات السينمائية المشاركة في أكبر مهرجانات العالم. إذ ستشهد هذه الدورة عرض أفلام قيمة، حازت جوائز عالمية في كبريات المهرجانات العالمية مثل برلين، وكان، والبندقية. وتوفر هذه التظاهرة السنوية ، فرصة للمغاربة لمشاهدة إنتاجات أوروبية جيدة، متوجة بجوائز رفيعة، لا توفرها عادة القاعات السينمائية، التي تركز على إنتاجات هوليوود التجارية في افتتاح هذه الدورة سيقدم فرانسوا أوزون شريطه «بوتيش» Potiche، أحد أبرز التجارب السينمائية الناجحة في فرنسا خلال نهاية سنة 2010 ، الفيلم هو عبارة عن كوميديا ممتعة ذات بعد نسائي خالص، شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية. كما تمت برمجة فيلمين شكلا الحدث خلال مهرجان كان السنة الماضية وهما فيلما «بيوتيفول» و « La nostra vita « اللذان حاز من خلالهما الممثلان الاسباني خابيير بارديم والايطالي اليو جيرمانو على جائزة أحسن دور رجالي مناصفة، وسيشكلان خلال الدورة العشرين من أسابيع الفيلم الأوروبي مناسبة لاكتشاف روعة الأداء من خلال ممثلين كبيرين. من جهة أخرى تعد الدورة جمهور عشاق السينما بمفاجآت من قبيل الفيلم السويدي « Sound of noise « الذي تم تقديمه خلال أسبوع النقد في مهرجان كان الأخير، الشريط هو من نوع بوليسي/ موسيقي مع لمسات إبداعية خيالية. إضافة إلى الشريط « Le braqueur « وهو فيلم مستمد من أحداث قصة واقعية، شارك في مهرجان برلين و يشكل مزجا موفقا بين كتابة سيناريو أوروبية لشريط من النوع الأمريكي. ويعود كذلك المخرج مايك لي وهو من المواظبين على المشاركة في دورات أسابيع الفيلم الأوروبي، بفيلمه عام آخر أو « Another year « ويتميز هذا الشريط الذي حاز الإعجاب في الدورة الأخيرة من مهرجان كان، بطابعه الفكاهي المتميز. شريطان آخران جديران بالمشاهدة سيكونان ضمن قائمة الأفلام التي من المقرر عرضها خلال هذه الدورة هما « Illégal « و» Armadillo « اللذان يقدمان صورا صادمة عن الواقع شارك الأول في مهرجان كان بينما فاز الثاني بالجائزة الكبرى للنقد في نفس المهرجان وهو من الأفلام الوثائقية التي لا ترتبط بما هو وثائقي. هكذا تبرز على ضوء ما سلف، رغبة المنظمين في إعطاء نكهة ولون جديدين للدورة العشرين من أسابيع الأفلام الأوروبية، التي ستتميز بالشراكة مع المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير، الذي يقترح لهذه الدورة ثلاثة أفلام وثائقية قصيرة سيتم عرضها قبل شريط «لانوسترا فيتا» الايطالي يوم 25 فبراير بالنسبة لمدينة الرباط و 27 من نفس الشهر بالنسبة للدار البيضاء. وكتكريم لسينما الشباب في المغرب من المقرر عرض الشريط القصير لمحاسن الحشادي الذي فاز بجائزة سمو الأمير مولاي رشيد التي أقيمت على هامش الدورة الأخيرة من مهرجان مراكش الدولي للفيلم، محاسن الحشادي وهي خريجة المدرسة العليا للفنون المرئية بمراكش. منذ 1991 دأبت مفوضية الاتحاد الأوروبي وبشكل سنوي على تنظيم أسابيع الفيلم الأوروبي التي صارت تشكل رمزا ثقافيا للشراكة الأورو متوسطية، وأيضا للعلاقة التي تجمع المغرب بالعالم الأوروبي، والتظاهرة في أساسها ثمرة تعاون بناء بين المفوضية والسفارات والمعاهد الثقافية الأوروبية بدعم من وزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي. هذا، وستنطلق الدورة العشرين من هذه التظاهرة المهمة يوم 21 فبراير الجاري بالنسبة للرباط لتمتد إلى 28 منه بمسرح محمد الخامس. وبالنسبة للدار البيضاء تنطلق يوم 23 فبراير إلى 2 مارس بقاعة سينما اللانكس. بطاقات الدخول متوفرة بعين المكان وبأثمان رمزية وتجدر الإشارة بهذا الخصوص إلى أن مداخيل العروض ستمنح لإحدى الجمعيات المغربية المشتغلة في المجال الاجتماعي أوالإنساني كما جرت بذلك العادة.