مشاركة 350 من المفكرين والأدباء والشعراء وشخصيات من عوالم السياسة والاقتصاد والفن والقانون ساعة مع كاتب يكاد كل كاتب أن يشكل قارة لوحده، اعتبارا لنظرته المخصوصة والمتفردة في استقبال المشاهدات اليومية وصهرهافي قالب من المشاعر والرؤى، قبل أن يقدمها في تجربة إبداعية تشهد عى أصالته وخصوصية تمثله للواقع والحياة.في هذه الفقرة، التي ستستغرق ساعة من الزمن، سيكون زوار معرض الكتاب عى موعد مع ثلة من الكتاب، مغاربة،عرب وأجانب، يفتحون دفاتر أسرارهم ليشركوا قراءهم في قضاياها، التخييلية والأسلوبية والموضوعاتية، بما يقربالمسافات بن الطرفين. ذاكرة مما لا شك فيه، ألا أحد يستطيع مجابهة الحياة من دون ذاكرة، أي بدون اسرجاع واستعادة لكل الماضي أو لبعضتفاصيله الك رى، التي لا تتوقف عن الفعل والتأثر وصياغة بعض ملامح الحاضر ومقومات المستقبل. وليست الذاكرة،بهذا المعنى، مجرد آلية لاستعادة أحداث وقعت في الماضي، وإنما هي أيضا وأساسا أشخاص صنعوا بعض أوجه هذاالماضي المشرقة. هي مناسبة لاستحضار ذاكرة كتاب وفاعلن في مختلف مناحي حياتنا اليومية، كانت لهم أياد بيضاءفي تأثيث ذاكرتنا الوطنية الجماعية. أسماء فوق البوديوم هم سفراء من نوع خاص، كتاب، فنانون ومبدعون مغاربة استطاعوا، بإنتاجهم الثقافي والمعرفي والإبداعي، أن يحجزوالبلدهم بطاقة إشعاع خارج حدودنا الوطنية. ربما لم يكن يدور في خلدهم وهم يكتبون ما كتبوا أنهم يؤسسونلديبلوماسية ثقافية أكر أصالة وتأثرا وفعالية. الأكيد أن الكتابة، في هذا الزمن التكنولوجي والتواصي شديد التحول،لم تعد مجرد شأن شخصي يسعى الكاتب من ورائه إلى قول كلمته قبل أن ينسحب إلى صمته وعزلته الخاصتن، وإنماأصبح تأثيرها يتجاوز ذلك ليلتحم بأذواق الآخرين ويرمم فراغاتهم الجمالية والمعرفية. هي فقرة للاحتفاء بهؤلاءالسفراء الجدد لتثمن مجهوداتهم الإبداعية. جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة منذ إقرارها كفقرة أساسية ضمن البرمجة العامة للمعرض الدولي للنر وللكتاب: أصبحت جائزة ابن بطوطة لأدبالرحلة، التي تدخل ضمن مروع «ارتياد الآفاق »، ويمنحها المركز العربي لأدب الجغرافي، تشكل عنوانا بارزا لاكتشافنصوص رحلية غميسة، اجتهد باحثون متميزون، مغاربة وعرب، في اكتشافها وتحقيقها وإخراجها من مجهوليتها إلى عالمالقراءة والتداول الواسعين. هي مناسبة، إذن، لمعرفة نتائج الدورة الحالية، التي ستحتفي بمحققن سخروا مجهوداتهمالعلمية لتقديم نصوص قديمة، كان لها وقعها الخاص في تقريب الهوة مع الآخر في زمن مى، بما يجعلها ذات منفعةمعرفية وثقافية عامة في وقتنا الراهن. أمسية الأركانة دورة بعد أخرى، بات مؤكدا أن جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي أطلقها بيت الشعر في المغرب، منذ سنة 2003 ، لمتعد مجرد لحظة احتفاء بشعراء من العالم وتكريما لهم ومكافأتهم عن مجمل أعمالهم وعطاءاتهم الأدبية والفكريةوإسهامهم في إشاعة قيم الشعر، وإنما أصبحت تفتح الذائقة الشعرية المغربية عى مختلف الجغرافيات الشعرية فيالعالم، وتجر المسافات بن شعراء المغرب ونظرائهم من دول أخرى شقيقة وصديقة. هي فرصة لاكتشاف أين ستحطشجرة الأركانة المغربية بامتياز في دروتها الثالثة عشرة. أصوات جديدة في الكتابة الكتاب المغاربة أجيال متعاقبة. وكل جيل يحاول جاهدا أن يكرس نظرته وأسلوبه الخاصن في الكتابة، وفي اختيارالموضوعات ومقاربة القضايا المطروحة التي يفرزها الواقع وتثيرها انشغالاتنا بالحياة والنتيجة أن هذا التنوع البانورامي،وهذا الغنى هو ما يسهم في تطوير الذوق الجماعي، وفي تحصن الذات المبدعة المغربية للإبقاء عى جذوة الج المتيقظة فينا. وإذا كانت الأجيال المؤسسة قد كرست أس اءها فوق بوديوم الريادة بكل جدارة واستحقاق، فإنالأجيال الجديدة تسعى بدورها إلى بلوغ هذا الرف الخ اق، بالشكل الذي يشكل إضافة نوعية لما كتبه وأسس لهجيل الرواد. هي مناسبة للإنصات إلى ما يبدعه الجيل الجديد، والاقراب من أسئلته الملحة وقلقه المنتج. الكاتب ومترجمه الترجمة فعل إبداعي خ اق بامتياز، وفعالية معرفية منتجة في نقل واستقبال الجديد و المختلف في ثقافات العالم إلىلغتنا العربية، أو حمل ما تنتجه لغتنا وثقافتنا الوطنية نحو باقي اللغات الحية. ومتى جمع لقاء ثقافي بن كاتبومترجمه تصبح المتعة متحققة والاستفادة مضمونة.في هذا المحور، الذي يسعى إلى الجمع بن الكاتب ومترجمه، سيكون جمهور الدورة مع فرصة لاكتشاف غر قليل منالخبايا التي ساهمت في «تواطئ » مبدعن مختلفن لإعادة كتابة نص واحد من زاويتي نظر مختلفتين. جائزة القراءة تعتبر برامج التحسيس بالقراءة من البرامج المُواطِنة الهامة، التي تعنى بسؤال القراءة والترويج للكتاب. وتتأتى أهميةهذه البرامج من كونها خلقت، وفي مدة وجيزة، دينامية في صفوف الأطفال والشباب، سواء في قلب المؤسساتالتعليمية، وأيضا داخل دور الشباب وفي الحدائق والمرافق العامة التي يرتادها المواطن العادي. لهذا السبب، تحرجائزة القراءة، التي تدشن سنتها الخامسة، وتُنح للشباب واليافعن، ممن أبانوا عن شغف كبر بالقراءة وصداقةالكتاب. في حضرة كتاب ليست الكتب مجرد أوراق جمعت عى نحو يجعل منها سلعة أنيقة تعرض في المكتبات أو في الأسواق، وإنما هيدبيب أرواح وخلاصة تجارب وعصارة أفكار، أجهد أصحابها أنفسهم لتقديمها للآخرين، بما يفيدهم في النظر إلى الواقعوإلى الحياة بشكل مغاير وجديد. من هنا تقرح هذه الفقرة مجموعة من الكتب، التي تم اختيارها بعناية، لما تقدمه من أفكار طريفة ستفيد، ولا شك، جمهور الدورة. *** مشاركة مجلس الجالية المغربية بالخارج دعوة لاستكشاف غنى الثقافة المغربية ما وراء الحدود قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج عبد الله بوصوف مؤخرا بالرباط، إن مشاركة المجلس في المعرض الدولي للنشر والكتاب لسنة 2019 ، تشكل دعوة لاستكشاف غنى الثقافة المغربية ما وراء الحدود والمساهمات الفكرية لمغاربة العالم. وأضاف بوصوف، في معرض حديثه خلال ندوة صحافية خصصت لتسليط الضوء على مشاركة المجلس في المعرض الدولي للنشر والكتاب، أن هذه المشاركة تروم استكشاف الحضور الثقافي المغربي خارج الحدود، في مختلف أبعاده ومكوناته الغنية، والمساهمة في تعميق النقاش حول هذه المعرفة ومعالم التحديات التي تواجهها. وسجل أن المجلس ارتأى الاشتغال على محور «المغرب في العالم: الثقافة المغربية ما وراء الحدود»، بهدف إعادة التفكير في واقع الثقافة المغربية اليوم على إيقاع الهويات والتنوع الثقافي، وتحسيس الرأي العام بأهمية المساهمة اللامادية للمغاربة المقيمين بالخارج والتي تتجاوز بشكل كبير الجانب الذي يحصر مساهماتهم في التحويلات المالية. وأبرز بوصوف أن الهجرة المغربية لم تعد مرتبطة بالعمال بل أصبحت هجرة نخبة ، مشيرا إلى أن مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج يطمح عبر هذه التظاهرة إلى تسليط الضوء على الكفاءات المغربية في العالم بهدف المساهمة في إشعاع المملكة على الصعيد الدولي. وأكد أن المبدعين والفنانين المغاربة قادرون عبر مساهماتهم بلغات بلدان الإقامة، على تثمين العلاقة بين الثقافة المغربية والثقافات الدولية، داعيا إلى إحداث وكالة ثقافية وإعداد سياسة عمومية تأخذ بعين الاعتبار التحولات الجديدة الحاصلة على مستوى الهجرة المغربية. وأشار إلى أن مشاركة المجلس في المعرض من خلال محور «المغرب في العالم: الثقافة المغربية ما وراء الحدود» سيساعد على تطوير الإنتاج الثقافي الموجه للجالية المغربية المقيمة بالخارج. وسيقام جناح مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج بالمعرض، على مساحة تناهز 300 متر مربع، حيث سيتضمن مكتبة رقمية خاصة بالهجرة ستقدم للجمهور والزوار والضيوف أحدث إصدارات المجلس، إضافة إلى تقديم عرضين ، يدور أولهما حول «إفريقيا في الخطب الملكية عبر واجهتي الجماليات وفن الخط»، من خلال أعمال فنية تتقاطع مع الدعوة الملكية السامية للانفتاح على القارة الإفريقية. أما الثاني فيدور حول «الصحراء المغربية بألوان كونية»، وهي أعمال أشرف عليها مبدعون من مغاربة الخارج. وسيحتضن رواق المجلس أيضا جناح «صباحيات الشباب»، وهو موجه للشباب والأطفال، مع الاشتغال على لعبة تثقيفية بعنوان «الإسلام فينا»، وهي عمل تثقيفي جديد من أحدث إصدارات مؤسسة مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وتنتصر للقيم الروحية والأخلاقية والتربوية ذات الصلة بالمواطنة. كما سيتم الاشتغال في هذه الصباحيات على محور «الشخصية المغربية: دينامية التعددية»، وتروم التعريف بشخصيات مغربية رسخت إسمها في تاريخ المغرب ؛ إلى جانب سلسلة لقاءات بعنوان «مع الضيف» ، والتي ستتم بين الشباب وأحد ضيوف رواق المجلس، إضافة إلى عروض مسرحية تلقائية. **** المعهد الفرنسي يخصص برمجة ثقافية غنية ومكثفة للقارة الإفريقية يخصص المعهد الفرنسي، بمناسبة الدورة الخامسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء المقرر تنظيمه من 7 إلى 17 فبراير، برمجة ثقافية غنية ومكثفة للقارة الإفريقية. وجاء في بلاغ للمعهد الفرنسي: “نريد أن نقدم هذا العام للمعرض الدولي للنشر بانوراما محينة للعلاقات بين إفريقيا والصحراء من خلال الكتاب في جميع الأجناس: الروايات والمقالات والشباب، والفنون الجميلة والرسوم المتحركة ..”. وسيشكل هذا المعرض مناسبة للقاء أسماء تمثل الفكر النقدي الإفريقي الجديد، الذي ظهر في السنوات الأخيرة في القارة والشتات، والتي تمت ترجمة بعض عناوينهها إلى العربية لهذه المناسبة. وانطلاقا من هذا الفكر النقدي الجديد الإفريقي، سيكون هذا المعرض مناسبة لإبراز فكرة العالمية الإيجابية، التي يروج لها إدوار غليسانت من خلال التعبير عن العالم في مختلف السجلات السردية في الأدب والتاريخ والشعر أو في الفن. وفي المجال الفني، يضيف البلاغ، فإن معرض الفن المعاصر إفريقيا ريميكس (2005)، والذي صممه سيمون نجامي، وهو الحدث الدولي للكتابات المعاصرة جمع 83 من فنانين من جميع أنحاء إفريقيا، يعكس تماما هذا الانبعاث من الإبداع الإفريقي، علاوة على الحكواتيين والرسامين والفنانين الذين سيبرزون الزخم الثقافي الذي تستلهمه وتعيشه إفريقيا. ويتضمن البرنامج أيضا تكريم الراحل بول أوتشاكوفسكي لورنس، مؤلف كبير غيبه الموت في شهر يناير الماضي، بينما كان ينتظر حضوره في معرض الدارالبيضاء.