يزخر المؤلف الجديد للباحث العصامي عبد الحي بنيس بعنوان ” مسار الوزراء والحكومات المغربية من سابع دجنبر 1955 الى حكومة خامس أبريل 2017″، بالعديد من المعطيات والارقام المدققة، حول مختلف الوزراء الذين تحملوا مسؤولية تدبير الشأن العام الحكومي. ففي مواصلة ابحاره في ماضي وراهن المغرب السياسي وتكثيف حفرياته في مسارات المؤسسات الدستورية، يغوص عبد الحي بنيس رئيس المركز المغربي لحفظ ذاكرة البرلمان، في مؤلفه الذى قيد الطبع، في العام والخاص لحركيات الوزراء المغاربة، معتمدا تصنيفا كرونولوجيا تاريخيا بحثا، وهو ما تطلب منه جهدا ذاتيا مضاعفا، هدفه من كل ذلك تسهيل عمل الباحثين من أساتذة وطلبة ومختصين ومهتمين بصفة عامة بالسياسات العمومية على مدار السنوات المتعاقبة من تاريخ المغرب السياسي. فمن بين ما يتضمنه الكتاب الذى اعتمد فيه المؤلف على امكانياته الذاتية، كما هو الشأن في مؤلفاته البالغة 23 كتابا بالتمام والكمال، همت دروب وحقول معرفية متعددة، مواكبة وتتبع مسار الشخصيات الوزارية التي مارست الصحافة والاعلام. وهكذا نجد أن 51 وزيرا ومنذ سابع دجنبر 1955 تاريخ أول حكومة مغربية، يتم تشكيلها بعد استقلال برئاسة امبارك لهبيل البكاي، والي غاية خامس أبريل 2017 تاريخ تنصيب الحكومة الحالية برئاسة سعد الدين العثماني، مارسوا مهنة الصحافة والاعلام سواء من موقع المسؤولية الادارية أو بهيئات التحرير . ويأتي في مقدمة هاته الشخصيات الحكومية، علال الفاسي الذى تولى اصدار سنة 1957 ، أسبوعية “صحراء المغرب”، بعدما كان قد أسس سنة 1930 بفاس مجلة “أم البنين” الشهرية ، فضلا عن كتاباته ومقالات الرأي حول مجريات الاحداث التي يصدرها بجريدة “العلم” التي تأسست سنة 1946. وكان علال الفاسي قد عين ما بين ثاني يونيو 1961 وخامس يناير 1963، على رأس وزارة الشؤون الاسلامية، التي سبق أن اقترح تشكيلها على الراحل الحسن الثاني الذى استجاب لذلك وعينه في المقابل على رأسها كأول وزير بعد احداثها ، حسب ما ذكره بنيس في مؤلفه. كما أن محمد المكي الناصري الذى تولى بدوره وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية والثقافة سنة 1972 فضلا عن كونه كان معروفا لدى المستمعين خلال هذه المرحلة بتقديم برامج دينية على أمواج الإذاعة الوطنية خاصة منها تفسير القرآن الكريم، قام بتأسيس العديد من الصحف بكل من تطوان وطنجة منها مجلة “المغرب الجديد”، وصحف “الوحدة المغربية” ” la voix du maroc ” و”الشعب”. ومن جهته أصدر محمد بن الحسن الوزاني جريدتي L'Action du Peuple)) “عمل الشعب “، و”الدفاع”. وعلى مستوى الاعلام السمعي البصري، تقلد قاسم الزهيري وزير التعليم الثانوي والتقني سنة 1968 مهام مدير عام للإذاعة الوطنية ما بين 1956 و1959، وهو المنصب ذاته الذى تولته سنة 2007 لطيفة أخرباش كاتبة الدولة في الخارجية سابقا والرئيسة الحالية للهيئة العليا للسمعي البصري (الهاكا) . كما أن محمد العربي المساري الذى كان وزير للاتصال ما بين 1998 و2000، اشتغل في الإذاعة من 1958 إلي 1964، قبل أن يتولى ادارة جريدة “العلم”. وفي ما يلى جردا لعدد من الوزراء الذين امتهنوا أو ساهموا من قريب أو بعيد في الصحافة والمنابر الاعلامية اعتمادا على توثيق الباحث عبد الحي بنيس وبدون اعتماد ترتيب تاريخي. أحمد بلافريج: وزير للخارجية في الحكومة الثانية مباشرة بعد استقلال المغرب، ثم رئيسا للوزراء ووزيرا الخارجية. مؤسس ورئيس تحرير “مجلة المغرب” التي كانت تصدر في باريس. عبد الرحيم بوعبيد: أسس صحيفة “الاستقلال” الأسبوعية باللغة الفرنسية، وعمل بها كرئيس للتحرير إلى غاية 1952. وتقلد عدة مهام حكومية من بداية الاستقلال الى 1960. عبد الرحمن اليوسفي: الوزير الاول خلال حكومة التناوب ما بين 1998 الى غاية 2002 تحمل مسؤولية رئاسة التحرير بجريدة اليومية “التحرير” بين 1959 و1965، وبعدها كان مديرا لصحيفة “الاتحاد الاشتراكي” في 14 مارس 1998 الى غاية 2002. عبد الهادي بوطالب: وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية 1955 وتكلف بحقيبة الانباء أربع مرات الى أن رقي الى منصب وزير دولة في الاعلام سنة 1962. كما سبق له العمل رئيسا لتحرير جريدة “الرأي العام”. أحمد بنسودة: مدير جريدة “الرأي العام” كان وزيرا للشبيبة والرياضة في أول حكومة مغربية ائتلافية. عبد الكريم غلاب: أحد رموز الصحافة المغربية، تقلد ابتداء من سنة 1949 مهام رئيس تحرير مجلة (رسالة المغرب) الى حين توقيفها بقرار من الإقامة العامة الفرنسية في ديسمبر 1952. وبعد الاستقلال أصبح رئيس تحرير جريدة “العلم” التي سيصبح في سنة 1960 مديرا لها الي غاية يوليوز 2004. وفي 1981 عين وزيرا منتدبا لدى الوزير الأول. قاسم الزهيري: رئيس تحرير جريدة “العلم” ما بين 1950 – 1952، وبعد الاستقلال، تولى من جديد سنة 1956 رئاسة تحريرها، ليصبح مديرا لها سنة 1959. وكان وزيرا للتعليم الثانوي والتقني سنة 1968. مولاي أحمد العلوي: وزير الانباء والسياحة سنة 1960، كما تقلد بعد ذلك مهام وزير دولة. وشغل منصب المدير العام لمجموعة “ماروك سوار” ولومتان الصحراء”. أحمد بنكيران: كاتب الدولة في التجارة والصناعة سنة 1958. كان مديرا لجريدة “ماروك انفورماسيون” ومن مؤسسي النقابة الوطنية للصحافة المغربية سنة 1963. عبد الحفيظ القادري كاتب الدولة في الفلاحة سنة 1958 ووزيرا للشبيبة والرياضة 1977، تولى مسؤولية مدير جريدة (l'opinion)، باللغة الفرنسية. عبد الرحمن بادو كاتب الدولة في الخارجية 1977 كان قبل ذلك مديرا ل(l'opinion). محمد العربي المساري: تدرج في جريدة” العلم” من محرر إلى رئيس للتحرير إلى أن صار مديرا لها سنة 1982. وعين في 1998 وزيرا للاتصال في حكومة عبد الرحمان اليوسفي التي استمر بها الى حين تقديم استقالته سنة 2000 . عبد الحميد عواد: وزير المكلف بالتوقعات الاقتصادية والتخطيط سنة 1998. كان مدير صحيفة ” لوبينيون” بالفرنسية ما بين بين 1970 و1974. محمد اليازغي ابتداء وزير مكلف بإعداد التراب الوطني والتعمير والاسكان والبيئة كان مديرا لجريدتي “المحرر” ما بين 1975 إلى سنة 1981، و”ليبراسيون” المغربية الناطقة بالفرنسية محمد بنعيسى: كان مديرا لجريدة “الميثاق الوطني” في أواسط السبعينات. وفي سنة 1980 عين وزيرا للشؤون الثقافية سنة 1985. وأصبح بعد ذلك وزيرا للشؤون الخارجية والتعاون سنة 1999 الى غاية 2007. محمد الأشعري وزير الثقافة سنة 1998. اضيفت له حقيبة الاعلام في 2002، لتسند له مرة أخرى خلال نفس السنة، مهام الثقافة. اشتغل بالصحافة حيث كان عضو هيئة تحرير جريدة “الاتحاد الاشتراكي” ومجلة “آفاق” التي يصدرها اتحاد كتاب المغرب. محمد الكحص: 2002 كاتب الدولة المكلف بالشباب الى 2007، كان سنة 1993 مدير مساعدا ومدير تحرير صحيفة “ليبراسيون” بالفرنسية . محمد أوجار: وزير حقوق الانسان الي غاية 2004 وحاليا وزيرا للعدل في حكومة سعد الدين العثماني كان من ضمن طاقم هيئة تحرير جريدة “الميثاق الوطني” وبالمكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية. نبيل بنعبد الله: 2002 وزير الاتصال وبعدها سنة 2012 وزير للسكنى والتعمير وسياسة المدينة كان مديرا لجريدتي “البيان” و”بيان اليوم” ما بين سنتي 1997 و2000. عبدالكريم بن عتيق: مدير نشر صحيفة “الجمهور”، عين سنة 2000 كاتبا للدولة، وبعدها سنة 2001 كاتب دولة مكلف بالتجارة الخارجية. وحاليا وزير منتدب مكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة. عبد الله بها: وزير الدولة في حكومة عبد الاله بنكيران سنة 2012، سبق له أن كان رئيس تحرير بجريدتي “الإصلاح” و”الراية”، وأيضا كان نائبا لمدير نشر “التجديد”. مصطفى الخلفي: وزير الاتصال سنة 2012 وبعدها شنة رئيس تحرير جريدة “التجديد” سنة 2006 التي تولى إدارة نشرها منذ 2008. تولى مهام وزارة الاتصال وحاليا وزير مكلفا بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني ناطقا رسميا باسم الحكومة. وتجدر الاشارة الى اننا قمنا باستخراج ما يتعلق فقط بعلاقة الوزراء المغاربي في الوقت الذى يسلط مؤلف بنيس الضوء على مسارات كافة الوزراء منذ سابع دجنبر 1955 والذين بلغ عددهم 394 وزيرا ووزيرة. وبمؤلفه الجديد يكون بنيس قد أضافه الي مؤلفاته في نفس المنحى، حيث يتعلق الامر، بكتب “موسوعة الحكومات المغربية (1955/2016)” و”البرلمان – الحكومة – القضاء منذ استقلال المغرب إلى دستور 2011″و”البرلمان والحكومة – الذاكرة والتأريخ” و”المسار البرلماني المغربي من النشأة إلى الانتقال الديمقراطي” و”أقوى الأحداث التي طبعت تاريخ المغرب من 1900 إلى 2010″ د. جمال المحافظ