دورة الاكتشافات وعودة قوية للسينما الألمانية تتواصل فعاليات مهرجان برلين السينمائي وكان فيلم الأخوين كوين الأخير «عزم حقيقي»، قد افتتح الدورة الحادية والستين. والفيلم الذي يعرض خارج المسابقة، هو فيلم الغرب الأمريكي الأول للأخوين، وأيضا أول أفلامهما في استعادته فترة تاريخية غير معاصرة (تجرى أحداث الفيلم في عام 1890). لا يمكن تفسير رغبة الأخوين بإخراج هذا الفيلم، إلا بحبهما لهذا النوع من السينما، فلقد سبق تقديم القصة ذاتها في عام 1969 بفيلم من بطولة «جون واين» وبعد عام فقط من صدور الرواية التي تحمل الاسم نفسه للكاتب تشارلز بورتز. ويحكي الفيلم عن الفتاة الصغيرة والتي لا تتجاوز الرابعة عشرة من العمر، والتي تملك العزيمة للقبض على قاتل والدها، بمساعدة شرطي بدين ومدمن على الكحول. يعرض المهرجان 34 عملاً أول، موزعة في مسابقته الرسمية وتظاهراته السينمائية الكبيرة. فهناك أربعة أفلام أولى في المسابقة الرسمية، منها فيلم «كوريولانوس» للممثل البريطاني المعروف رالف فيينس في أول وقوف له خلف الكاميرا، كذلك تقدم ممثلة أمريكية اقل شهرة من فيينس هي فيكتوريا ماهوني فيلمها الأول «الصراخ إلى السماء» والذي يعرض في المسابقة الرسمية أيضا. فيما يعرض وضمن تظاهرة «البانوراما» والتي تعد الأكثر أهمية ضمن تظاهرات المهرجان، 8 أفلام أولى. ويعرض ضمن برنامج «فوروم» 10 أفلام أولى، فيما تعرض تظاهرة «أجيال» عشرة أفلام أيضا، وفيلمين ضمن تظاهرة «كينو» الخاص بالسينما الألمانية. هذه الأفلام ستتنافس على جائزة العمل الأول الخاصة، إضافة إلى منافستها على جوائز المهرجان الأخرى، المستقلة وتلك التي ترتبط بالمهرجان نفسه. مع مجموعة الأفلام الأولى، يعرض المهرجان أفلاماً لمخرجات ومخرجين مقلين، أو قادمين من التلفزيون، أو آخرين متأرجحين بين السينما «التجارية» بتعاريفها المتعددة وسينما البصمة المحددة للمخرج. فضمن المسابقة الرسمية يعرض المهرجان فيلم «أهلا في ألمانيا» للمخرجة والمؤلفة الألمانية من أصل التركي ياسمين سمدرالي. ويقدم الفيلم قصة عائلة تركية تعيش في ألمانيا تقرر بعد 4 عقود العودة إلى وطنها. ويعرض أيضا ضمن المسابقة الرسمية فيلم «غير المعروف» للمخرج الاسباني «جاومي كوليت - سيرا»، والذي بدأ يتجه في السنوات الخمس الأخيرة إلى سينما الرعب وقدم أفلاما باللغة الانكليزية حققت النجاح التجاري في الولاياتالمتحدة الأميركية. والفيلم التركي «يأسنا الكبير» للمخرج الشاب صافي تومان في قصة عن شابين يقعان في حب الفتاة نفسها. وتحضر السينما المستقلة الأميركية بفيلم «اتصال الصباح» للمخرج الأميركي الشاب «جي. سي. شاندور» في عمله الطويل الأول. والفيلم يقدم قصة عن عالم البنوك الأميركية. وأيضا فيلم «المستقبل» للمخرجة الأميركية ميرندا جولي عن علاقات الحب والهجران بين مجموعة من الشباب الأميركي. كذلك سيعرض في مسابقة المهرجان الرسمية للأفلام الطويلة، الفيلم الروسي «سبت بريء» للمخرج الكسندر ميندادزه، والذي يعود إلى منتصف الثمانينات من القرن الماضي، يصوّر تأثيرات انفجارات مفاعل تشرنوبل النووي على حياة عضو شاب من الحزب الشيوعي في مدينة روسية صغيرة. وللفرنسي المختص في أفلام الرسوم المتحركة ميشيل اوكليت، يعرض ضمن المسابقة فيلمه الجديد «قصص من الليل»، والفيلم الذي يجمع التحريك مع سينما الأبعاد الثلاثة، هو قصة طفل وطفلة وامرأة، يذهبون ذات ليلة إلى إحدى السينمات المهجورة المسحورة والتي تتحقق فيها كل الأحلام. وعلى رغم غياب الكثير من الأسماء المعروفة عن هذه الدورة، إلا أن الكثير من الاهتمام سيتجه إلى أفلام يتوقع أن تثير الكثير من الاهتمام منها: فيلم المخرج الإيراني اصغر فرهادي الجديد «نادر، سيمينا، الفراق» والذي يأتي بعد تحفته السابقة «عن ايلي» والذي فاز عنه بجائزة أفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي لعام 2009. وفيلم المخرج الهنغاري المقل بيلا تار «خيل تورين»، والذي من المتوقع أن يحافظ على الاتجاه الفريد الذي يميز سينما المخرج، بتمسكها بالأبيض والأسود، وغورها في أعماق النفس البشرية لشخصيات من بلده الأوروبي. وتشهد هذه الدورة عودة اثنين من أبرز المخرجين الألمان المعاصرين، هما فيم ويندرز، والذي يعرض له خارج المسابقة فيلمه التسجيلي والذي صور بنظام الأبعاد الثلاثة «بينا» والذي يرافق فيه مدربة الرقص الألمانية الراحلة بينا باريج وهي تمارس عملها اليومي. كذلك يعرض ضمن عرض خاص للمخرج الألماني وارنر هيرزوغ فيلمه التسجيلي الجديد «كهف الأحلام المنسية» والذي يذهب فيه إلى فرنسا إلى واحد من أقدم الكهوف في العالم ليقدم بعضاً من الرسوم والإشارات التي تركها ناس عبر التاريخ على جدران ذلك الكهف. وبالعودة إلى السيرة الفيلمية الطويلة للمخرجين الألمانيين، يمكن توقع أفلام مختلفة، بعيدة من المعالجات المألوفة الشائعة، وبخاصة من المخرج فيم ويندرز، والذي عرف بأفلام كبيرة منها «باريس، تكساس»، و «بلاد الأحلام»، والأخير يعتبر واحداً من أهم الأفلام عن الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر. المخرج الإيراني جعفر بناهي الذي صدرت في حقه من القضاء الإيراني عقوبة ً الحبس لستة أعوام، ومنعه من العمل في السينما لفترة العشرين عاماً المقبلة، يبقى الغائب عن الدورة الحالية، لكنه سيحضر من خلال أفلامه، حيث سيعرض المهرجان أربعة من أشهر أفلامه ضمن برنامج المسابقة الرسمية، وتظاهرات المهرجان الأخرى، ليكون مع المخرج السويدي انغريد بيرغمان من المخرجين الذين يستعيد المهرجان أفلامهم هذا العام لأسباب وظروف مختلفة كثيراً.