تحت شعار: “الشعر، أناقة وقرب”، واحتفاء بالشعر والشعراء وبالكلمة الحرة والهادفة، كانت مدينة القنيطرة على موعد ثقافي وفني مع الشعر ومع الكلمة الهادفة، رغبة في بناء وعي ثقافي يتجاوز زمن الكسل الإبداعي ويشكل ذوقا قادرا على بلورة فكر ينشغل بأسئلة وجودية، وبهوية جماعية مشتركة تمثل ربيع الإبداع الشعري عبر تلاقح الأجيال. موعد ثقافي تفتقت معه شعرية المكان وتوحدت فيه ذات الشاعر بالمتلقي، وصدحت الموسيقى عاليا في أرجاء الصالون الأدبي الذي عرف توافد ثلة من بعض أجود الأصوات الشعرية التي يزخر بها المشهد الثقافي ببلادنا. وقد كان لحضور شواعر وشعراء من مختلف ربوع الوطن، لمسة إبداعية مميزة شكلت مع غيرها بنيات لروح في جسد القصيدة، وشكلت نفسها في لوحة إبداعية بديعة مستوحاة ألوانها من جمال رؤية ورؤيا ذلك الحضور الذي أثث جنبات وزوايا الصالون الأدبي (الأقحوانة). وبما أن مدينة القنيطرة مدينة الشعراء، فإنها كانت على موعد مع التاريخ لأرشيف شعري سيبقى لا محالة محفوظا في الذاكرة، وسيخلد بلا ريب للذكرى، من خلال الشاعرة والكاتبة أمينة السحاقي التي تدير الصالون الأدبي”الأقحوانة” والتي استضافت هذا الاحتفاء ببيتها العامر للبهاء، والمتسع للأناقة وللرقي شعار الموعد. ومما زاد من روعة المكان، حضور بعض نساء ورجال يجمعهم هم وهوس القصيدة اللذان يؤسسان لعالم الإنسان، في مجده وفي صياغته لحضارته عبر الكتابة وغيرها. حضور شكل وقتئذ فسيفساء فنيا غاية في التشكيل والتلوين جمع بين الكلمة الشعرية والموسيقى وهلم إبداعا. ويحق لمدينة الاقحوان وهي التي ترضع شعرا، أن تفتخر بناسها بل وتفخر بما جادت به قريحة عدد كبير من الشواعر والشعراء الذين حلوا ضيوفا عليها ليشنفوا أسماعها وأسماع الحضور ببعض قصائدهم في الفصيح، كما في النثر كما في النظم، بلغة الضاد وبلغة موليير، جاعلين في الآن نفسه من الصالون الأدبي، مساحة أدبية في الزمان تتسع للسمو والتسامي وبأهداف وغايات الشعر كرسالة نبيلة تتغنى بالقيم الكونية في مختلف الاغراض والمواضيع والقضايا التي تشغل بال الإنسانية وتجعلها بالتالي مناسبة لجدلية التصالح والتصافح مع الذات المبدعة، وموضوع القيم الجميلة المبحوث عنها في معترك الكتابة التي هي الأمل والحلم وهي العالم المتخيل من الجمال بل والقلب المنصت والعين المتتبعة للإبداع، وهي الموعد الآخر الذي يتجدد في الزمان والمكان، ويمتد مع كبار الكتاب وعموم المنشغلين بالشعر وبقضاياه ليعانق الحرية والسلام و الإنسانية، موضوع الأقحوانة بالقنيطرة. وللتذكير، فان الصالون الأدبي” الاقحوانة” ببيت الشاعرة أمينة السحاقي، عرف مشاركة مجموعة من الشاعرات والشعراء الذين حجوا إليه من بعض المدن المغربية كفاس ممثلة في رئيس النقابة المغربية للفنانين والمبدعين الشاعر والزجال إدريس بوقاع، ومن مكناس الشاعرة لطيفة الغراس، الشاعر ادريس الرواح والأستاذ سميربنور، ومن الدارالبيضاء الزجالة لبنى الصغيري ومن الحاجب الشاعر رضوان طارق ومن طنجة الشاعرة سليمة إدريسي، ومن الرباط الشاعر والكاتب احمد عبد المالك البقالي، الشواعر بشرى فاضل وحسنة العلوي وحسنتين الصيفي، ومن قلعة السراغنة الزجال عبد المجيد زوان، ومن القنيطرة الزجال عبد الرحمان فهمي، والشاعر والمترجم مصطفى كوارة، والأستاذة عزيزة برادة، والشاعران التهامي شويكة وعبد الرحمان الغوات. أما الجانب الفني والموسيقي فقد كان من تنشيط المطربة الرقيقة احمد حنان والعازف على آلة العود أيمن بنعلي اولحاج.