في إطار الأبحاث المتواصلة لكشف جميع الملابسات المحيطة بالجريمة البشعة التي راحت ضحيتها، بداية الأسبوع الماضي، سائحتان إسكندنافيتان بإقليم الحوز، اعتقلت السلطات الأمنية المغربية تسعة مشتبه بصلاتهم بهذه الأفعال الشنيعة التي صدمت المغاربة وجعلتهم يهبون للتنديد بها والتبرؤ منها باعتبارها لا تمت بصلة لقيمهم الأخلاقية التي جبلوا عليها ولا لتقاليدهم وأعرافهم المبنية على التسامح وحب الآخر كيفما كان لونه ومعتقده. وقد أفاد المكتب المركزي للأبحاث القضائية بأن الموقوفين الجدد على ذمة هذه القضية، هم تسعة، جرى توقيفهم يومي الخميس والجمعة الماضيين، في كل من مدن مراكش، والصويرة، وسيدي بنور، وشتوكا آيت باها، وطنجة، مبرزا، أن عمليات التفتيش المنجزة أسفرت عن حجز معدات إلكترونية، وبندقية صيد غير مرخصة، وأسلحة بيضاء، ومصابيح، ومنظار، وسترة عسكرية، ونظارات مخبرية، بالإضافة إلى كمية من المواد المشبوهة التي يحتمل استخدامها في صناعة وإعداد المتفجرات، والتي أحيلت على المصالح التقنية المختصة لإخضاعها للخبرات العلمية الضرورية. وبذلك، يرتفع عدد الموقوفين إلى 13 شخصا للاشتباه بصلاتهم بجريمة قتل السائحتين. وكان عبد الرحيم خيالي الذي ينتمي إلى مجموعة متشددة، أول من أوقف من قبل الشرطة، يوم الاثنين الماضي، للاشتباه بارتباطه بهذه الجريمة الشنيعة التي أكدت الأجهزة الأمنية المغربية على “طابعها الإرهابي”، وقد ظهر في تسجيل مصور إلى جانب ثلاثة مشتبه بهم آخرين أوقفوا بعد ثلاثة أيام، وهم يبايعون جميعهم تنظيم الدولة الإسلامية. وبحسب السلطات الأمنية، فإن هؤلاء المشتبه بهم سجلوا هذا الفيديو الأسبوع ما قبل الماضي قبل تنفيذهم الجريمة البشعة في موقع يبعد عشرات الكيلومترات عن منطقة العزوزية، يستقطب هواة رياضة المشي. يذكر أن المملكة بقيت بمنأى عن هجمات تنظيم الدولة الإسلامية، منذ الاعتداء الانتحاري في الدارالبيضاء (33 قتيلا) سنة 2003 ، وفي مراكش (17 قتيلا) سنة 2011. وقد شدد المغرب، بعد ذلك، إجراءاته الأمنية وترسانته التشريعية، معززا تعاونه الدولي في مجال مكافحة الإرهاب.