خالد الناصري: المغرب عازم على جعل الإعلام الوطني فضاء لممارسة خلاقة ومتجددة قال خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، يوم الجمعة الأخير، بالجديدة، إن «المغرب عازم قبل أي وقت مضى على جعل الإعلام الوطني فضاء لممارسة خلاقة ومتجددة تأخذ بعين الاعتبار كل الإسهامات والآراء والطموحات». وأوضح الناصري، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الأولى للصحفيين المغاربة بالخارج، المنظمة من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج وهيئة إدارة «الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع»، أن المغرب يعد بلدا رائدا في مجال حرية التعبير على المستويين الإقليمي والقاري، على اعتبار أن كافة مكونات المجتمع المغربي كانت سباقة إلى الإجماع على ضرورة انفتاح المشهد الإعلامي ومواكبته لمختلف التحولات التي عرفها هذا المجال الحيوي خلال العشرية الأخيرة. وعبر الوزير خلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة المنظمة على مدى ثلاثة أيام بالجديدة، عن رغبته في بناء شراكة حقيقية بين الإعلام والسلطة بمفهومها الواسع، على اعتبار أن كلا الطرفين يعملان على بناء نفس النموذج الحداثي والمنفتح. وقال في هذا الصدد، إن هذا اللقاء الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المغرب، يتيح توطيد العلاقات وتعزيز الروابط التي تجمع بين نساء ورجال الإعلام الذين يشتغلون بالمؤسسات الإعلامية الوطنية والدولية، كما يتيح تبادل التجارب وتقاسم الخبرات، بهدف إيجاد حقل إعلامي متميز ركيزته الأولى هي حرية التعبير التي تعد أساس البناء الديمقراطي المتين. من جهته، أكد منسق الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، جمال الدين الناجي، خلال استعراضه لأهم خلاصات «الكتاب الأبيض» عشية إصداره، أنه يأخذ بعين الاعتبار كافة التحولات التي شهدها قطاع الإعلام على الصعيد الوطني والدولي، بما في ذلك تأثير الثورة التكنولوجية والرقمية على الأداة الإعلامية بكافة فروعها. وأوضح الناجي أن هذا الكتاب الذي يعد نتاج 15 نقاشا موضوعاتيا و7 بحوث إلى جانب الاقتراحات المستقاة عبر الإنترنت، يرتكز بالأساس على بعد قيمي يتناول المشهد الإعلامي الوطني من الزاوية الحقوقية والدستورية، وبعد اقتصادي يطرح إشكالية الإعلام في ارتباطه بالمجال الاقتصادي. وأضاف من جهة أخرى، أن هذا اللقاء يعد تثمينا للحقل الإعلامي الوطني وتجسيدا للارتباط الوثيق الذي يجمع الصحفيين المغاربة في الخارج ببلدهم الأم، معتبرا أن المغرب يتوفر على عدد كبير من الصحفيين يشتغلون في كافة وسائل الإعلام بأزيد من 35 بلدا عبر العالم. من جانبه، قال رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، ادريس اليزمي، أن هذه الندوة تعد فضاء ملائما للتبادل وتداول مختلف الآراء حول الإكراهات والتحديات التي تواجه الصحفيين المغاربة بالخارج بغض النظر عن اختلافها أو تعارضها، على اعتبار أن هجرة هذه الفئة عرفت تحولات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة. من جهته، أكد الصحفي والوزير السابق محمد الكحص، أن المشهد الإعلامي العالمي شهد تحولات عميقة وغير مسبوقة في الآونة الأخيرة، والتي قد تنسف المقومات والأسس النبيلة التي تقوم عليها هذه المهنة، مؤكدا أن الصحفي المغربي مدعو إلى مواكبة هذه التحولات التي قد تغير مفهوم الصحافة بشكل جذري. وأشار في هذا الصدد، إلى «أننا نعيش اليوم ثورة تكنولوجية هائلة ترفع من سقف حرية التعبير وتثير النقاش حول موضوعات كثيرة، غير أن التعبير عن الرأي عبر المواقع الاجتماعية والتفاعلية لا يستجيب بكيفية كاملة لقواعد وضوابط مهنة الصحافة، حسب ما هو متعارف عليه دوليا». يشار إلى أن افتتاح هذه الندوة التي تعرف مشاركة 200 صحفي ومهني يشتغلون في 18 دولة عبر العالم، تميز كذلك بحضور وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، نزهة الصقلي، وعامل إقليمالجديدة، معاذ الجامعي، إلى جانب ثلة من الفاعلين في مجال الإعلام على الصعيد الوطني. وتواصلت أشغال الملتقى، على الخصوص، من خلال عرض دراستين تتناولتا على التوالي، انتظارات وطموحات الصحفيين المغاربة بالخارج، وإشكالية الهجرة من جانب الصحافة المغربية المكتوبة خلال الثلاثة أشهر الأولى من سنة 2010.