ابرزت دراسة حول معالجة وسائل الاعلام انجزها مجلس الجالية المغربية في الخارج في سياق تنظيم الندوة الأولى للصحفيين المغاربة بالخارج, أن قضية الهجرة حاضرة بقوة في معظم وسائل الإعلام المكتوبة التي تم فحصها من خلال شبكة للقراءة تتداخل فيها معايير تخص تدبير التحرير وتموقع وسائل الإعلام نفسها، وشكلها، واستخدام الصورة، وطبيعة الموضوعات والموضوعات الفرعية، ووضع محرري المقالات. وأكد البحث، الذي قدمت نتائجه من قبل الباحث ادريس العيساوي اول أمس السبت خلال الجلسة الافتتاحية العامة لهذا الملتقى المنظم من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج وهيئة إدارة «الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع»، تردد موضوع الهجرة من خلال وتيرة المقالات خلال فترة البحث، مع الابتعاد عمدا عن الفترات التي يمكن أن تتداخل مع بعض الأحداث، مثل عودة مغاربة العالم إلى بلدهم، التي تتميز عموما بمعالجة موسمية تستعمل فيها صيغ مبالغة في التعامل مع الظاهرة. وكشف البحث الذي تناول بالتحليل حوالي 506 مقال على الفترة الممتدة ما بين شهر يناير ومارس من السنة الماضية، أي بمعدل ست مقالات في اليوم أن تغطية مختلف وسائل الإعلام تتطرق إلى موضوع / إشكالية الهجرة، على العموم، بخط تحريري يتسم بالتماثل والتشابه دون أدنى تميز أو اجتهاد فعلي, مبرازا ان صحيفة »الاتحاد الاشتراكي « تأتي في المقدمة من ناحية عدد المقالات المقاربة لقضايا الهجرة على اختلاف مواضيعها وذلك بنسبة 17 بالمائة من مجموع المقالات المنشورة خلال فترة الدراسة. كما كانت الجلسة الافتتاحية مناسبة تم خلالها عرض نتائج بحث أجراه مركز حرية الإعلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حول «وضعية وانتظارات الصحفيين المغاربة في العالم»، وكشف عبرها المدير التنفيذي للمركز، سعيد السولامي، أن الشريحة العمرية السائدة لدى الصحفيين المغاربة العاملين بالخارج تتوزع على الفئات (ما بين 35 و44 سنة) بنسبة تقدر ب` 45 بالمائة، تليها الشريحة العمرية (ما بين 44 و49 سنة)، بنسبة 17 بالمئة، ثم الصحفيين ذوي الأعمار ما بين 50 و54 سنة، بنسبة 12 بالمئة، والصحفيين ذوي الأعمار ما بين 55 و59 سنة، بنسبة 6 بالمائة.?وبخصوص أهم البلدان التي يشتغل بها الصحفيون المغاربة، تأتي قطر في صدارة هذه الدول بنسبة 23 بالمئة، تليها الإمارات العربية المتحدة ب` 17 بالمئة، ثم بريطانيا وهولندا بنسبة 12 بالمئة. من جهة أخرى، أوضح البحث أن هؤلاء الصحفيين يشتغلون بنسبة 41 بالمئة في القنوات التلفزية، تليها نسبة 19 بالمئة في المحطات الإذاعية، ثم 9 بالمئة بالمواقع الإلكترونية، بينما تشغل الوكالات الأجنبية نسبة 6 بالمئة من مجموع الصحفيين المغاربة بالخارج. في نفس السياق، أبرز البحث أن 64 بالمئة من هذه الفئة يشتغلون كصحفيين مهنيين لدى المؤسسات الإعلامية الأجنبية، بينما يعمل 14 بالمئة منهم كمنتجين، ثم 11 بالمئة كرؤساء تحرير، مسجلا كذلك أن 50 بالمئة من هؤلاء الصحفيين يشتغلون باللغة العربية، و22 بالمئة باللغة الإنجليزية، فيما يشتغل 17 بالمئة بالفرنسية و6 بالمئة باللغة الهولندية. وفي رصده لأسباب ودوافع اختيار الذهاب للعمل بالخارج، أكد 42 بالمئة من المستجوبين أن سبب هذا الاختيار راجع إلى ظروف العمل غير المواتية، في ما عبر 28 بالمئة منهم عن اتخاذ هذا القرار بحثا عن تنمية الكفاءات الذاتية وتطوير المسار المهني، أما 23 بالمئة فقد اختاروا الذهاب إلى الخارج من أجل إتمام الدراسات العليا، بالموازاة مع العمل في الصحافة. من جهة أخرى، أبرز هذا البحث أن 27 بالمئة من المستجوبين توقفوا عن ممارسة الصحافة في المغرب بين سنتي 2000 و2004، بينما توقف 17 بالمئة عن العمل في المغرب بين سنتي 1995 و1999، و15 بالمئة بين سنتي 1985 و1989. وعبر 98 بالمئة - يضيف البحث - عن استعدادهم لاستثمار كفاءاتهم المكتسبة في الخارج ببلدهم الأصلي، مشيرا إلى أن 31 بالمئة يفضلون الاستثمار في الإعلام التلفزي، أما نسبة 24 بالمئة فتفضل الاستثمار في الصحافة المكتوبة و18 بالمئة في الإعلام الإذاعي، موضحا في هذا الصدد، أن الصحفيين المغاربة العاملين بوسائل إعلام أجنبية أكدوا بنسبة 65 بالمئة شروعهم في بحث إمكانيات الاستثمار في الحقل الإعلامي بالمغرب. واجمع المشاركون في الورشات على تأكيد على ان المغرب يجب أن يبذل مجهودا كبيرا من اجل تسويق صورته اعلاميا في الخارج و ان يساهم في تسهيل مآمورية عدد من الاعلاميين المغاربة العاملين في عدد من وسائل الاعلام عبر العالم، وذلك من خلال خلق استراتيجية واضحة. كما عبروا عن تقديمهم المساعدة الكاملة للمغرب في اطار مهني ومستقل، وهو الامر ذاته الذي تم التآكيد عليه من خلال خلق شبكة عالمية للعاملين في وسائل الاعلام الذي تمت الاشارة الى أنها مستعدة للتجاوب مع القضايا التي تهم المغرب, لكن في سياق مهني ومستقل مع التفكير في خلق شبكة لوسائل الاعلام يديرها مغاربة في المهجر. كما تم التآكيد اساسا بالنسبة للصحافيين المغاربة محليا على ضرورة خلق برامج للتكوين بالنسبة اليهم و خلق شراكات و كذلك الاتجاه نحو دول الاقامة لمعايشة اوضاع المهجر و المهاجرين على« الواقع, بالاضافة الى تدارس وضعية الصحافيين التي كانت ابرزها وضعية الصحافيين المغاربة المتعاقدين مع جريدة العرب الذين تم خفض اجورهم بحوالي 37 بالمائة مما خلق لهم مشاكل مادية ومعنوية كبيرة. وكان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، قد عبر مساء الجمعة بالجديدة في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الأولى للصحفيين المغاربة بالخارج، عن رغبته في بناء شراكة حقيقية بين الإعلام والسلطة بمفهومها الواسع،على اعتبار أن كلا الطرفين يعملان على بناء نفس النموذج الحداثي والمنفتح. وقال في هذا الصدد أن هذا اللقاء يتيح توطيد العلاقات وتعزيز الروابط التي تجمع بين نساء ورجال الإعلام الذين يشتغلون بالمؤسسات الإعلامية الوطنية والدولية، كما يتيح تبادل التجارب وتقاسم الخبرات، بهدف إيجاد حقل إعلامي متميز ركيزته الأولى هي حرية التعبير التي تعد أساس البناء الديمقراطي المتين. من جهته، أكد منسق الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، جمال الدين الناجي، ان هذا اللقاء يعد تثمينا للحقل الإعلامي الوطني وتجسيدا للارتباط الوثيق الذي يجمع الصحفيين المغاربة في الخارج ببلدهم الأم،معتبرا أن المغرب يتوفر على عدد كبير من الصحفيين يشتغلون في كافة وسائل الإعلام بأزيد من 35 بلدا عبر العالم. وأوضح الناجي، خلال استعراضه لأهم خلاصات «الكتاب الأبيض» عشية إصداره، أن هذا الأخير يعد نتاج 15 نقاشا موضوعاتيا و7 بحوث إلى جانب الاقتراحات المستقاة عبر الإنترنت، يرتكز بالأساس على بعد قيمي يتناول المشهد الإعلامي الوطني من الزاوية الحقوقية والدستورية، وبعد اقتصادي يطرح إشكالية الإعلام في ارتباطه بالمجال الاقتصادي. من جانبه، قال رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج،ادريس اليزمي، أن هذه الندوة تعد فضاء ملائما للتبادل وتداول مختلف الآراء حول الإكراهات والتحديات التي تواجه الصحفيين المغاربة بالخارج بغض النظر عن اختلافها أو تعارضها،على اعتبار أن هجرة هذه الفئة عرفت تحولات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة. من جهته، أكد الصحفي والوزير السابق محمد الكحص، أن المشهد الإعلامي العالمي شهد تحولات عميقة وغير مسبوقة في الآونة الأخيرة، والتي قد تنسف المقومات والأسس النبيلة التي تقوم عليها هذه المهنة، مؤكدا أن الصحفي المغربي مدعو إلى مواكبة هذه التحولات التي قد تغير مفهوم الصحافة بشكل جذري. وأشار في هذا الصدد، إلى «أننا نعيش اليوم ثورة تكنولوجية هائلة ترفع من سقف حرية التعبير وتثير النقاش حول موضوعات كثيرة،غير أن التعبير عن الرأي عبر المواقع الاجتماعية والتفاعلية لا يستجيب بكيفية كاملة لقواعد وضوابط مهنة الصحافة،حسب ما هو متعارف عليه دوليا».?يشار إلى أن هذه الندوة عرفت مشاركة 200 صحفي ومهني يشتغلون في 18 دولة عبر العالم، تميزت بتكريم الإعلاميين ، عبد الله الستوكي ، مصطفى اليزناسي ، فاطمة بلعربي والعربي المساري