دعا وزير إعداد التراب الوطني و التعمير و السكنى و سياسة المدينة، عبد الأحد الفاسي الفهري، يوم الجمعة الماضي بمراكش، إلى اعتماد دبلوماسية المدن في سياق التعاون الأفريقي اللامركزي. وأكد الوزير لقاء حول موضوع ” التخطيط الحضري والتنمية التربية : الرهانات و الفرص المتاحة امام المدن الافريقية “، مدرج ضمن فعاليات قمة افريستي 2018 ، “أنه يتعين أن يقترن التزامنا الجماعي إزاء المدن المخططة والمستدامة والآمنة والمرنة والمفتوحة على نحو أفضل، بتعاون عميق بين الدول والجماعات المحلية على المستوى الأفريقي”. واعتبر أن هذه الشراكة التي تعد بمثابة اتفاق حقيقي في القارة الأفريقية، يجب أن تركز على عدة محاور، لا سيما حول منصة تدخل مشتركة، مع تعزيز فضاءات للحوار والتشاور حول الاشكاليات الحضرية، و تطوير مشاريع التعاون بشأن تقوية آليات التخطيط الحضري، وتنمية المجالات الترابية، والمساهمة في تعزيز اللامركزية عبر دعم التعاون اللامركزي، فضلا عن تشجيع مبادرات المشاريع الخاصة وتنمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص وكذا الساكنة. وأشار الى أن المدن الافريقية ،التي تعد آلية أساسية لتفعيل السياسات الوطنية و الحضرية، مدعوة إلى تنفيذ الاستراتيجيات الحضرية التي ترتكز عليها عمليات صنع القرار على أساس الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، واعتماد أدوات السياسة العامة إلى جانب الآليات المؤسساتية والتشاركية والإجراءات التنظيمية المصممة حسب السياقات الوطنية. واستعرض في هذا السياق أربعة تحديات رئيسية لأفريقيا قادرة على جعلها تنتقل إلى مدن وأقاليم مستدامة، وهي البنية التحتية والخدمات الأساسية والاستراتيجيات الحضرية والإسكان، مضيفا أن مشكلة التخطيط الحضري والترابي توجد في قلب الأجندة الحضرية الجديدة لافريقيا. من جهته، اعتبرت رئيسة فيدرالية الوكالات الحضرية في المغرب، خدوج غنو، أن الانتماء إلى نفس الفضاء الجغرافي يعد ركيزة هامة يتعين على البلدان الأفريقية توظيفه لتبني سياسات منسجمة بشأن الوسائل والأدوات التي سيتم تنفيذها من أجل مدن مستدامة. وأفادت في هذا السياق بأن المغرب سيضع رهن إشارة البلدان الإفريقية، وكالاته الحضرية 30 من أجل تعزيز دبلوماسية المدن والمجالات الترابية. أما عمدة مدينة مراكش محمد العربي بلقايد ، فأكد على أهمية التخطيط الحضري لمدن افريقية مستدامة وقادرة على الاستمرار، مبرزا الصعوبات التي تعوق جهود الجماعات المحلية . واستعرض في هذا الصدد استراتيجية التخطيط المعتمدة على مستوى مراكش وجميع الإصلاحات التي تم اعتمادها لجعل المدينة الحمراء نموذجا على المستوى الإفريقي ، داعيا إلى ضرورة زيادة التعاون بين المدن وتبادل الخبرات . من جهته، أبرز نائب رئيس جهة مراكش- آسفي، التهامي مهيب، الخطوات الجبارة التي قطعها المغرب في مجال تعزيز الديموقراطية المحلية وخاصة الجهوية المتقدمة . وذكر أن جهة مراكش -آسفي قد أعدت مخططها التنموي على أساس منهج تشاركي متكامل للتصدي لتحديات التوظيف والاستدامة والاندماج الاجتماعي، معربا عن ارتياحه للموقع الذي تحتله على الصعيد الوطني و مساهمتها المتميزة في خلق الثروات . وقد توجت أشغال هذا اللقاء بالتوقيع على اتفاقات التعاون اللامركزي بين عدد من المدن المغربية والأفريقية (دكار – الرباط، وأبيدجان – الدارالبيضاء، و أبومي (بنين) – الحسيمة، و جينجا ( أوغندا ) – الصويرة ، و روفزيك ( السينغال) – الداخلة ، وسوسة ( تونس ) – الجديدة ،ومراكش – ياوندي. من جانب آخر، عبر مسؤولون مغاربة، عن استعداد المغرب لوضع تجربة الوكالات الحضرية رهن إشارة المدن الافريقية، وذلك من خلال اتفاقيات الشراكة والتعاون التي تم توقيعها على هامش الدورة الثامنة لقمة المدن الافريقية. وتم التوقيع على هذه الاتفاقيات، التي تتعلق بالتخطيط الحضري والتنمية المجالية، من قبل فدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب “مجال” ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية. ويتعلق الأمر باتفاقيات تجمع بين سبع مدن مغربية وأخرى افريقية (دكار-الرباط، وأبيدجان-الدارالبيضاء، وأبومي (بنين)-الحسيمة، وجينجا (أوغندا)- الصويرة، وروفزيك (السينغال)-الداخلة، وسوسة (تونس)-الجديدة، ومراكش-ياوندي. وأكدت خدوج كنو، رئيسة فدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب “مجال”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الاتفاقيات تهدف بالأساس إلى تبادل الخبرات في مجال التخطيط الحضري والتنمية المجالية في افريقيا، وتعزيز التعاون جنوب-جنوب. وأوضحت كنو، التي تشغل أيضا المديرة العامة للوكالة الحضرية للرباط – سلا، أن فدرالية “مجال” تطمح إلى أن تنفتح على القارة الافريقية، التي يقيم المغرب معها علاقات تعاون وشراكة متميزة، ولاسيما في إطار دبلوماسية المدن. وعبرت عن الأمل في رؤية هذا التعاون يترجم من خلال “خارطة طريق” من أجل إعطاء دفعة جديدة لهذه العلاقات. من جهته، أشاد الأمين العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، جان بيير إيلونغ مباسي، بالتجربة المتراكمة والجيدة للمغرب في مجال التخطيط الحضري من خلال الوكالات الحضرية. وقال جان بيير إيلونغ مباسي “نرغب في أن يتم تطبيق هذه التجربة في افريقيا”، معبرا عن تفاؤله بالتوقيع على هذه الاتفاقيات، حيث “سنساعد في نقل التجارب الجيدة للوكالات الحضرية المغربية نحو البلدان جنوب الصحراء”. يذكر أن فدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب (مجال)، التي تأسست سنة 2006، تهتم بإغناء عمل الجيل الجديد من هذه الوكالات التي ظهرت في إطار سياسة القرب التي يتبناها المغرب.