أكد المشاركون في القمة الإفريقية الثامنة للمدن والحكومات المحلية المتحدة(أفريسيتي 8) التي أختتمت أشغالها مساء أول أمس السبت، أن الانتقال نحو مدن ومجالات ترابية مستدامة ليس اختيارا و إنما ضرورة، مشددين، في التوصيات الختامية، على ضرورة انخراط الحكومات في دعم وتعزيز اللامركزية ومواكبة المدن والمجالات الترابية لتأدية مهامها بتمكينها من الموارد اللازمة لذلك بشريا وماليا، مع تطوير التشريعات التي تسمح بمنح أدائها التنموي فعالية أكبر. ودعت القمة في توصياتها الختامية إلى إشراك المواطنين في دعم وتنفيذ الانتقال، بتشجيع الحوار السياسي والاجتماعي وإشراك السكان في رصد وتقييم مشروعات الميزانية التشاركية المحلية، مع التأكيد على أهمية انخراط المجتمع في تدبير المدينة بغية تعزيز الحكامة لدعم الانتقال إلى مدن وأقاليم مستدامة، والرفع من وعي المواطنين بأهمية المشاركة. وأبرز الإعلان الختامي دعم الجماعات المحلية للأجندات القارية والعالمية، بما فيها أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي وأولويات البنك الإفريقي للتنمية، وكذا أهداف التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر وتشجيع النمو المندمج، وأهداف "الأجندة الحضرية الجديدة 2036" بتمكين الإدارات المحلية والجهوية من القدرات اللازمة للعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتمكينها من الولوج المباشر إلى التمويل الدولي لمشاريع التخفيف من آثار التغيرات المناخية، ومنحها قدرة أكبر على تدبير العقار والمالية والضرائب والتخطيط. وأكد الإعلان الختامي التزام المدن باتفاق باريس حول التغيرات المناخية، وتعزيز الشراكة الدولية بهدف مواكبة التحولات والتنمية المستدامة للمدن والمجالات الترابية الإفريقية. وتميزت أشغال القمة الثامنة للمدن والحكومات المحلية المتحدة بإفريقيا، بعقد أزيد من مئة ورشة ولقاء تناول فيها المشاركون القضايا المرتبطة بالانتقال نحو مدن ومجالات ترابية مستدامة، كالطاقات المتجددة والتغيرات المناخية والتدبير المعقلن للتوسع الحضري، واللامركزية، وتمويل المدن المستدامة، والهجرة ، والمساواة بين الجنسين، ومحاربة الفقر، والأمن الغذائي والمائي، والمدن الذكية، وسياسات الإدماج الاجتماعي بالمدن وغيرها، وعرفت مشاركة فعالة لمجموعة من الهيئات المغربية التي نظمت في إطار القمة لقاءات موضوعاتية بهدف ترسيخ الشراكة مع المؤسسات الإفريقية ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا الإطار نظمت فدرالية «مجال» للوكالات الحضرية بالمغرب ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية ندوة في موضوع « التخطيط الحضري والتنمية المجالية : رهانات وفرص المدن الإفريقية»، الذي يهدف بشكل أساسي إلى تبادل الخبرات والتجارب حول التخطيط والتنمية الترابية في إفريقيا وتحفيز مبادرات ومحاور للعمل المشترك في إطار التعاون جنوب- جنوب، والتي تجسدت من خلال توقيع مجموعة من الاتفاقيات بين المغرب وعدة دول إفريقية مشاركة. وفي هذا السياق قالت خدوج كنو، رئيسة فدرالية مجال والمديرة العامة للوكالة الحضرية للرباط-سلا، «تصبو فدرالية مجال من خلال تنظيم هذه التظاهرة إلى إعطاء صورة عن انفتاحها الإفريقي في إطار علاقات التعاون والشراكة الممتازة التي تربط المغرب ببلدان القارة تحت قيادة جلالة الملك، الذي أبى إلا أن يجعل من التعاون جنوب -جنوب أحد الروافد الرئيسية التي تمكن القارة الإفريقية من الاستفادة من التجارب والخبرات المكتسبة من طرف جميع أبنائها في مختلف الميادين. « وتمحورهذا اللقاء حول عدة قضايا ذات الاهتمام المشترك، منها المتعلقة بأدوات التخطيط الحضري في كل بلد على حدة، والاشكاليات العقارية، والحكامة، والتمويل، وآليات التنفيذ.. وتكريسا للأهمية السياسية للتعاون الثنائي بين المغرب ومجموع الدول الإفريقية، والدور المنوط بقمة المدن الإفريقية والالتزامات التي تعهدت بها الدول والحكومات والجماعات الترابية الإفريقية، من خلال اعتماد الأجندة الحضرية الجديدة (السكن III، كيوتو، 2016)، فإن الملتقى عرف إبرام اتفاقيات شراكة بين المدن المغربية، والمدن الإفريقية، منظمة «المدن والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا»، وبرنامج «الموئل» التابع للأمم المتحدة، وشركة العمران، وفدرالية «مجال».