كشف تقرير أعدته المخابرات المركزية الأميركية، أن المغرب غير معرض لهزات اجتماعية عنيفة قد تؤدي به إلى الأحداث التي تعيشها مصر وتونس، في حين توقع التقرير سقوط النظام في الجزائر على المدى القصير أو المتوسط كأقصى تقدير. وعكف على إعداد هذا التقرير فريق من نخبة الخبراء والمحللين في جهاز المخابرات الأميركية حلوا، مؤخرا، بكل الدول العربية بناء على طلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمساعدته على اتخاذ «القرارات السياسية الصعبة»، حسب مصدر مسؤول بالمخابرات المركزية الأميركية. وحسب مؤسسة «sahel intelligence» الفرنسية المتخصصة في الدراسات الإستراتيجية، التي كشفت عن مضامين التقرير، فإن الإدارة الأميركية «تولي أهمية كبيرة إلى ما يمكن أن يقع في العالم العربي وشمال إفريقيا بعد هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بنعلي». وفي هذا السياق، وضع التقرير المغرب، شأنه في ذلك الأردن ودول الخليج، في المجموعة الثالثة التي لن تعرف هزات اجتماعية عنيفة، فيما وضع اليمن ضمن المجموعة الأولى التي قد تشهد نفس الأحداث التي عرفتها تونس، وكان ضمن هاته المجموعة مصر، قبل أن تقع فيها الأحداث الأخيرة» وبحسب المؤسسة الفرنسية التي يوجد مقرها بباريس، فإن الخبراء، الذي صاغوا التقرير، وجدوا صعوبة في وضع تصورات موضوعية بالنسبة للجزائر بسبب «الغموض الكبير الذي يلف دوائر القرار»، فيما يمكن اعتباره إشارة إلى الغموض الذي يكتنف الحاكم الفعلي في الجزائر. ومن جانب آخر، أبرز التقرير الاستخباراتي الأميركي أن دولا قد تعرف اضطرابات تؤدي إلى تغيير النظام في المدى القصير والمتوسط، وتشمل هذه الدول كل من الجزائر وليبيا وسوريا. وقال «إن هذه الدول قد تعرف تغييرا في القيادة ما بين سنة وخمس سنوات على أبعد تقدير». ومثلما استبعد تقرير الاستخبارات الأمريكية قيام «ثورة» في المغرب عكس ما يروج لها البعض، أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية، ترينيداد خمينيث هي الأخرى هذا الطرح، وقالت في تصريحات لها مؤخرا، «إن المغرب ليس تونس أو مصر ولن يكون المرشح المقبل في لائحة الدول العربية التي تشهد ثورات شعبية على أنظمتها مثل تلك التي أطاحت بزين العابدين بن علي أو تلك على وشك إنهاء ثلاثة عقود من حكم الرئيس المصري حسني مبارك». وكانت عدة دراسات وتقارير قد خلصت إلى أن هناك أزمة سياسية تعيشها بعض الأنظمة العربية، حيث أكدت مؤسسة كارنيغي الأميركية في وقت سابق، أن انتفاضة تونس ومصر تعكس «اليأس الكامل» لجزء كبير من الشعوب العربية وعدم قدرة الأنظمة الاستبدادية التي تحكم هذه البلدان على التعامل مع هذه الأوضاع.