وصفت الصحافة الإسبانية تردد وتأخر بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، عن زيارة الرباط، بالفشل في السياسة الخارجية تجاه الدول المغاربية، معتبرة إياه “فاشلا”. وآخذت الصحافة الإسبانية على بيدرو سانشيز إيلاءه، منذ توليه رئاسة الحكومة الإسبانية، أهمية قصوى لدول القارة الأمريكية “أمريكا الشمالية والجنوبية”، ولمجموعة من الدول الأوروبية، على حساب المتنفس الحيوي للبلاد، أي المغرب الذي كان من الأجدى أن يخصه بزيارة رسمية. وانتقدت جريدة ABC الإسبانية، في هذا الصدد، عدم إقدام بيدرو سانشيز على زيارة للمغرب، كانت مبرمجة مسبقا، وكان من المفروض أن يلتقي خلالها بوزراء من الحكومة المغربية للتباحث حول قضايا مهمة بالنسبة للسياسة الخارجية الإسبانية، على اعتبار أن لمدريد مجموعة من الملفات المشتركة مع الرباط. ووصف مقال جريدة ABC الإسبانية العلاقة الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، ب “الباردة والفاترة”، مسجلا أن الحكومة الإسبانية لم تبادر بعد إلى فتح جدي ومباشر للملفات العالقة مع المغرب، من قبيل، ملف الهجرة السرية، والأمن، وفتح آفاق اقتصادية بين الدولتين، في إشارة إلى غلق معبر بني أنصار الرابط بين مدينة الناظور ومليلية المحتلة. وحذرت جريدة ABC من التمادي في الاستهتار بالمغرب، الذي يعد شريكا لدول الاتحاد الأوروبي ككل، نظرا للأدوار التي يضطلع بها، كالربط بين دول القارة الإفريقية، علاوة على المساعدة التي يقدمها للقارة العجوز، في المجال الأمني، نظرا لريادته وخبرته في هذا المجال، خصوصا بعد تدخل أجهزته الأمنية في العديد من المناسبات لتفكيك الخلايا الإرهابية. إلى جانب هذا، يتعاون المغرب كذلك مع الاتحاد الأوروبي، بحسب الجريدة، في الحد من ظاهرة الهجرة السرية، فضلا عن التعاون الاقتصادي، من خلال مجموعة من الاتفاقيات الموقعة بهذا الشأن. وأشار المصدر ذاته إلى أن التوتر الديبلوماسي القائم اليوم بين مدريدوالرباط لا يخدم مصلحة الرباطومدريد على حد سواء، داعيا إلى ضرورة التنسيق ووضع الملفات على طاولة واحدة من أجل التعاون المشترك في حل بعض القضايا الكبرى المتعلقة بالهجرة والتهديدات الإرهابية المفترضة. وفي الأخير، دعت الصحيفة بيدرو سانشيز إلى إعادة برمجة زيارة الرباط، في أجندته الخارجية، وتسريع وثيرة العمل مع المغرب، الذي يعتبر شريكا أساسيا لإسبانيا والاتحاد الأوروبي.