محور شهادات بالمؤتمر الدولي بالرباط لنصرة الأسرى الفلسطينيين محنة الأسر وعذابات الاعتقال في السجون الإسرائيلية كان محور الجلسة المسائية ليوم افتتاح المؤتمر الدولي لنصرة الأسر الفلسطينيين الذي احتضنته العاصمة الرباط على مدى ثلاثة أيام متتالية، حيث توالت على المنصة نساء ورجال فلسطينيون ذاقوا بطش السجان إما شخصيا أو عبر أسراهم حيث أدولوا بشهادات عن وحشية السجان وأوضاع السجناء نساء أطفالا شبابا وشيوخا وآلام أسرهم، أمهاتهم, آبائهم وأطفالهم في انتظار يوم اللقاء الذي قد يأتي أو لايأتي . شهادات تدمي القلوب لكن تحاول عبر حكيها خلال المؤتمر الدولي بالرباط إيقاظ الضمير العالمي من أجل محاصرة إسرائيل التي تنتهك بشكل صارخ المواثيق الدولية الخاصة بالأسرى، والعمل على متابعتها أمام المحكمة الجنائية الدولية اعتبارا للجرائم ضد الإنسانية التي تقترف من طرف ضباطها داخل السجون، حيث تمارس الضرب وتمنع العلاج عن الأسرى المرضى وتنتهك الأعراض وتمتهن كرامة الأسرى. **-**-** نادية الخياط: الأسيرات الفلسطينيات والأمل في أن يشكل المؤتمر الدولي بالرباط مرحلة لانطلاق المتابعة الجدية لمختلف قضايا الأسرى السياسية والحقوقية والقانونية كانت أولى الشهادات المدلى بها للأسيرة المفرج عنها نادية الخياط ممثلة «رابطة نساء أسرى من أجل الحرية» والتي تعنى بالأسيرات المحررات اعتبارا للمعاناة النفسية والمشاكل الصحية التي تشكين منها عقب الإفراج. نادية الخياط التي قضت 5 سنوات في سجون الاحتلال من أصل عشرين سنة كانت محكومة بقضائها لكن عملية تبادل الأسرى أنقذتها من مواصلة ذلك الجحيم، تحكي عن قساوة تجربة الأسر التي تتضاعف لدى النساء الأسيرات، حيث يمارس الجلاد التعذيب في حقهن من الأسر في زنازن انفرادية ضيقة والرش بالغاز والضرب، بل حتى الحوامل لا يرأف لحالهن ويتركن مكبلات وهن في مرحلة المخاض ويمنعن من حضور الأهل أثناء الوضع. وأكدت المتحدثة أن هؤلاء النساء اللواتي يعانين أيضا بعد التحرر من الأسر يجب الاهتمام بهن، فهن يناضلن سياسيا، عسكريا واجتماعيا على اعتبار أنها في حالة غياب الرجل لظروف الاعتقال أو الإبعاد فهي تقوم بمختلف المهام. وسردت كيف أن النساء الأسيرات يخضن نضالات متوالية داخل المعتقلات من أجل المطالبة بحقوق الأسر التي تكفلها المواثيق الدولية ولإجبار المحتل على إطلاق سراحهن في حالة اعتقالهن إداريا دون لائحة اتهام ويخضن من أجل ذلك إضرابات عن الطعام . وأكدت ممثلة رابطة نساء أسرى من أجل الحرية أن الأسيرات يتشبثن بوحدة الصف الفلسطيني ويعبرن عن الأمل في أن يشكل المؤتمر الدولي بالرباط مرحلة لانطلاق المتابعة الجدية لمختلف قضايا الأسرى السياسية، الحقوقية والقانونية والعمل على تشكيل مجموعات ضاغطة على إسرائيل وكل الدول التي تساندها للإفراج عن الأسرى والتزامها بالمواثيق الدولية المعمول بها في هذا الصدد. إبراهيم أبو عجلة: حملة دولية للإفراج عن قدامى الأسرى الفلسطينيين والمرضى منهم أما رسالة الأسير إبراهيم أبو عجلة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، المحكوم بثلاثين عاما سجنا والمعتقل بسجن ديمون الصحراوي، والتي قرأها بالنيابة عنه المناضل حلمي الأعرج، فقد وجه فيها تحية للمغرب والجهود التي تم بذلها من أجل تنظيم وإنجاح هذا المؤتمر الدولي الذي احتضنته الرباط على مدى ثلاثة أيام متوالية. وضمن الأسير رسالته مقترح تشكيل لجنة لمتابعة دائمة تواكب تنفيذ التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر، والعمل على تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحاكم الجنائية الدولية، كما اقترح تنظيم حملة دولية للمطالبة بالإفراج عن قدامى الأسرى الفلسطينيين وإنقاذهم من غياهب السجون، قائلا «إن هذا الملف يمتلك من مقومات القوة ما يجعل بإمكانه توحيد كل الجهود الدولية ومؤسسات وهيئات حقوق الإنسان بل وكل شعوب العالم من أجل الضغط على إسرائيل». كما طالب الأسير بالضغط لإيفاد لجنة تحقيق إلى سجون الاحتلال للإطلاع على واقع الأسرى المرضى، لتكون بذلك أول خطوة نحو إرغام إسرائيل التي تتحدى العالم والقانون والمواثيق الدولية على فتح أبواب المعتقلات. هبة حرب: حتى لايعود باقي مبعدي كنيسة المهد الموجودين حاليا بالمنافي في تابوت قدمت هبة حرب زوجة عبد الله داوود المبعد من كنيسة المهد والذي استشهد في المنفى شهادة عن معاناة هؤلاء المبعدين، قائلة «مبعدو كنسية المهد الذين أبعدهم الاحتلال سنة 2002 إلى قطاع غزة وإلى المنافي في الدول الأروبية هو نوع آخر من الأسر خارج قضبان السجان يتمثل في إعطاء الحرية خارج الوطن وليس داخله، حيث ينتزع الفلسطيني من أرضه ويرمى به على الحدود، فلا يعيش كباقي الفلسطينيين أو أي من البشر خارج أوطانهم الذي يهاجرونه من تلقاء أنفسهم « وقالت بحرقة «لا نريد أن يعود باقي مبعدي كنيسة المهد كما عاد زوجي في تابوت» مشيرة إلى المأساة الأليمة التي ذاقت مرارتها رفقة أبنائها هبة ويوسف، وحذرت في ذات الوقت من القرار الإسرائيلي 1650 الذي تم إصداره لمعاقبة المتسللين أي الذين لا يحملون إذن إقامة في الضفة الغربية بما فيها القدسالمحتلة، مشيرة أن هذا القرار يريد به الاحتلال إخلاء كل الفلسطينيين من الضفة الغربيةوالقدس، وجعل مشروع إقامة الدولة الفلسطينية ينحصر في قطاع غزة. مصطفى اللداوي: الأسرى الفلسطينيون ليسوا منهارين أو ضعافا أو مهزوزي الإرادة مصطفى اللداوي الأسير المفرج عنه والمبعد بلبنان، عضو حركة حماس، أكد أن قضية الأسرى قضية إجماع وطني، مشيرا أن الأسرى الفلسطينيين ليسوا منهارين أو ضعافا أو مهزوزي الإرادة بل هم يواجهون سجنهم بشموخ ويعتبرون أن فلسطين أغلى من الحرية. وأشار إلى وثيقة الوحدة التي أصدرها الأسرى الفلسطينيون، قائلا «لا يريدون حياة ذليلة، أفقهم واسع يتطلعون للدولة الواحدة «، مضيفا أنهم يتطلعون لحرية عزيزة من خلال تبادل للأسرى يجبر إسرائيل على إطلاق سراحهم. وأضاف أنهم سيواصلون، حتى بعد تحريرهم، مقاومة المحتل وإن عادوا للسجن مجددا، مبرزا أنهم «أقوى وأشد عزما منا». أحمد سعدات: حشد التأييد الشعبي الدولي لقضية الأسرى عبر الضغط على الدول النافذة والمسيطرة على القرار لإلزام إسرائيل بالقانون الدولي وفي الرسالة التي تلتها عبلة سعدات زوجة الأسير لدى إسرائيل أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، شدد على جعل هذا المؤتمر فرصة لحشد التأييد الشعبي الدولي لقضية الأسرى عبر الضغط على الدول النافذة والمسيطرة على القرار لإلزام إسرائيل بالقانون الدولي، مطالبا بإعادة الاعتبار لمكانة وشرعية المقاومة والأسير كمقاوم من أجل الحرية وأسير حرب بموجب المواثيق الدولية. وأفاد أن هذا المؤتمر يعد محطة نوعية لفعل شعبي متقدم لنصرة القضية الفلسطينية والنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ضد القهر والطغيان الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي الذي أضحى يقترف أسوأ أشكال إرهاب الدولة المنظم ويعتبر أن كل مقاوم هو إرهابي يجب اغتياله أو أسره.