انطلقت يوم الجمعة بالرباط ،أشغال المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني تحت شعار «تحرير الأسرى الفلسطينيين مسؤولية دولية»، بحضور السيد مصطفى حنين ممثل عن الوزير الأول الأستاذ عباس الفاسي وعدد مهم من الأمناء العامين للأحزاب المغربية والمنظمات النقابية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني المغربي والعربي والدولي ووفد منظمة التحرير الفلسطينية وسفير فلسطين بالمغرب وأفراد من عائلات الأسرى . وقال الأستاذ محمد بن جلون الأندلسي في كلمة افتتح بها المؤتمر إن الدافع الرئيسي لعقد هذا المؤتمر هو أن الأسرى الفلسطينيين يريدون من العالم معرفة أوضاعهم داخل السجون الإسرائيلية، وأضاف أن هذا المؤتمر سيكون أول شهادة إثبات لهؤلاء السجناء مذكرا بما يقوم به الأسرى الفلسطينيون من نضال داخل زنازنهم، وأشار إلى اعتقال الأطفال الفلسطينيين ومحاكمتهم على أنهم راشدين إضافة إلى كل أنواع المكر والتعذيب التي تقترفها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني. وأكد بن جلون أن هذا المؤتمر لا يجب أن يكون خطابيا أو شعاراتيا بل يجب أن يكون بداية للنضال في إطار مهام موكولة لتكثيف الجهود وتوطيد المساعي من أجل خطوة جادة ومبادرات ممنهجة. ودعا إلى ضرورة أن يكون هذا المؤتمر علمي ودراسي للخروج بائتلاف دولي لمناصرة الأسير الفلسطيني وذلك وفق أجندة ومنهجية محددتين. وذكر من مهام هذا الائتلاف استغلال مجموعة من الملفات ونقلها إلى المحاكم الدولية لتفعيل محاكمة إسرائيل موضحا أن إسرائيل تعيش فوق القانون وفوق الشرعية الدولية، واعتبر ذلك من مميزات الدول الضعيفة .وقال أيضا إن إسرائيل تدعي الديمقراطية ولكنها الشيطان الماكر الذي يلتجئ إلى التعتيم والمخادعة من أجل السيطرة على كل الشعوب. وأعلن بن جلون عن الانتهاء من إنجاز مرصد خاص بالأسرى الفلسطينيين وعن تكوين جبهة إعلامية من أجل «إشراك الإعلام العربي والدولي في قضية الأسير الفلسطيني».وقال عباس زكي رئيس وفد فلسطين في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن قضية الأسرى الفلسطينيين لها إجماع وتمثل دَيْنا في رقاب كل عربي وكل مسلم وكل مسيحي، موضحا أن فلسطين هي مهد الديانات، ولهذا فالصراع غير مرتبط بفلسطين وإسرائيل بل القضية عقدية في بعدها. وأضاف أن قضية الأسرى الفلسطينيين هي مسؤولية كل الأمة العربية وهي مسؤولية كل الذين يتحدثون عن حقوق الإنسان ومسؤولية كل الذين وقعوا على معاهدة جنيف. وأشار زكي إلى المذابح التي اقترفتها إسرائيل في غزة واعتبر ذلك من السلوكات الهمجية للاحتلال الإسرائيلي. وأكد على أن المرحلة تستدعي وضع العديد من العناوين كقضية الأسرى ومسألة تدويل هذه القضية. وأكد قدورة فارس رئيس نادي الأسير أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالحرية إلا بتحرير فلسطين موضحا أن مئات الآلاف في الحركة الفلسطينية ناضلوا من أجل استقلال فلسطين والحد من البطش الذي تمارسه إسرائيل. واعتبر المؤتمر الدولي للأسرى الفلسطينيين محطة تكمل كل ما سبق من مؤتمرات ولقاءات حول تدويل قضية الأسرى. وتطلع عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين أن يكون هذا المؤتمر خطوة تضاف إلى سائر الخطوات الأخرى نحو عقد مؤتمر دولي واسع تحت رعاية جامعة الدول العربية ومشاركة كافة المؤسسات الشعبية والحقوقية والإقليمية والدولية وذلك طبقا لقرار القمة العربية لعام 2008 والذي اعتبر قضية الأسرى الفلسطينيين عربية، وأكد قراقع أنه من خلال هذا المؤتمر يجب أن يأخد الأسير الفلسطيني مكانته وشرعيته القانونية والإنسانية والوطنية باعتباره أسير حرب وحتى لا يظل رهينة في أيادي القوانين العسكرية والإملاءات الاستبدادية. وقال إن قضية الأسرى لم تعد فلسطينية أو عربية فحسب بل هي قضية المجتمع الدولي والإنساني بأسره. وأوضح محمد لحلو مندوب جامعة الدول العربية أن هذا المؤتمر ينعقد في ظرف يعيش فيه الأسرى الفلسطينيون أوضاعا مأساوية، وأكد أن جامعة الدول العربية تولى هذه القضية أهمية قصوى من خلال رصد أوضاع الأسرى وإصدار قرارات داعمة وبيانات والتحسيس بهذا الملف في كل المنتديات والمحافل. وطالب لحلو باسم الجامعة العربية بالضغط على إسرائيل لإطلاق كافة الأسرى، واعتبر مسألة الاعتقال الإداري لا تفسير له في القوانين المحلية والدولية. وقالت آمنة بوعياش عن الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان إن هذا المؤتمر هو لحظة تاريخية وخاصة تربط الشرق الأوسط بشمال إفريقيا على مستوى الحقوق على الخصوص. وأشارت في كلمة قدمتها بالمناسبة إلى اعتقال الفلسطينيين وترحيلهم إلى مناطق غير مناطقهم الأهلية واعتبرت ذلك يشكل انتهاكا جسيما وصارخا لحقوق الإنسان، وطالبت بوعياش الجامعة العربية والدول الأعضاء بملاءمة قوانين هذه الدول الوطنية بالقوانين الدولية، وتبقى الإشارة إلى أن المؤتمر الدولي للأسرى الفلسطينيين سيواصل فعالياته على امتداد أيام 21 22 و 23 يناير الجاري بالرباط من خلال تنظيم ورشات قانونية وحقوقية حول الإفلات من العقاب وتأسيس ائتلاف دولي حقوقي لنصرة الأسير الفلسطيني وتأسيس كذلك إئتلاف دولي إعلامي.