أجمع المشاركون في ندوة أول أمس السبت بالرباط، حول تقييم مشاركة المنتخبات الإفريقية في كأس العالم 2018 بروسيا، نظمتها الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم، على أن "وضع برامج واقعية على مستوى التكوين والحكامة كفيل بجعل كرة القدم الإفريقية تنافس نظيراتها العالمية". وقال أحمد أحمد، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، إن هذه الندوة التي اختتمت فعالياتها أمس الأحد، بمشاركة نجوم سابقين لكرة القدم الإفريقية من قبيل المدرب الحالي للمنتخب السنغالي أليلو سيسي، والدولي الكاميروني السابق باتريك مبوما، تأتي من أجل دراسة الأسباب التي كانت وراء خروج المنتخبات الإفريقية الخمسة التي شاركت في كأس العالم من الدور الأول. وأضاف أحمد أنه "إذا كان الأمر يتعلق بإخفاق، فإنه ينبغي تحمل مسؤولية ذلك"، مؤكدا على ضرورة القيام بتحليل دقيق لمعرفة المسببات كاملة بهدف إيجاد الحلول والبدائل. وسجل رئيس الكونفدرالية أن العامل الرئيسي في تألق المنتخبات الأوروبية، مؤخرا في دورات كأس العالم، هو اعتمادها على تكوين الشباب من خلال الاهتمام بمنتخبات أقل من 20 سنة وأقل من 23 سنة، عبر وضع برامج نموذجية موجهة لجميع الفئات العمرية، حيث يبقى أكبر دليل على ذلك النجاح الذي حققه المنتخب الفرنسي الذي أنتج العديد من المواهب اضطلعت بدور حاسم في الفوز بكأس العالم. وأكد أحمد أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم مستعدة لتنفيذ جميع الاقتراحات والبرامج التي يقدمها المتخصصون، لاسيما وأن أغلبهم تابعوا النجاح الكبير الذي حققه مونديال روسيا، والإمكانيات التي تم تسخيرها لإنجاح هذا الحدث العالمي. وأضاف أن الجميع تابع النجاح الكبير الذي حققه مونديال روسيا على جميع المستويات، معتبرا أن التخطيط الجيد، والعمل الجاد، وحب الوطن، يعتبرون أهم المفاتيح التي جعلت من هذا العرس العالمي في كرة القدم، أحد أحسن الدورات في التاريخ. وأبرز أحمد أن بإمكان إفريقيا أن تحلم بالوصول لهذا المستوى، شريطة إعادة النظر في "رؤيتنا للمستقبل، ووضع أسس مقاربة استراتيجية بقواعد جديدة ومحددة، تعتمد الصرامة والجدية في العمل". ومن جهته قال فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، "إن العمل بشكل احترافي على مستوى التكوين والبنيات التحتية، سيسمح لكرة القدم الإفريقية بمقارعة نظيراتها عالميا، معتبرا، في نفس الوقت، أن "الحكامة في كرة القدم تساءلنا على جميع المستويات، وستتساءلنا بدون شك في السنوات القادمة". وأكد لقجع أن هناك فرقا واضحا بين الممارسة الكروية بالقارة الإفريقية، مقارنة بالمنتخبات التي تظهر بشكل جيد في المونديال، سواء من حيث الممارسة أو التكوين أو الحكامة، معتبرا أن معرفة الإشكاليات والأسباب التي تقف وراء ذلك لا يحتاج إلى بذل مجهود كبير. وأشار إلى أن التقييم سيوضح بجلاء، أن شروط الممارسة لا ترقى إلى المستوى المطلوب، حيث يبدو واضحا عدم الاعتماد على مسلسل احترافي في تكوين الشباب، باستثناء بعض المبادرات الفردية. وشدد لقجع على أن تطوير كرة القدم رهين بعاملين رئيسيين آخرين، يتعلق الأول بالمال، ويتجسد الثاني في الموهبة، التي تضفي على اللعبة الأكثر شعبية في العالم المتعة والجمال، محذرا من سيطرة منطق المال على كرة القدم، لأن ذلك يمكن أن يساهم في التضحية بالموهبة من دون شك. وفيما يتعلق بالتحكيم، أكد لقجع أنه يعتبر ثاني مؤشر على تطور كرة القدم، ما يحتم تقديم مقترحات ملموسة من أجل مصلحة ومستقبل كرة القدم عبر القيام بتحليل عميق. وبخصوص مسألة الاستعانة بالتكنولوجيا لخدمة كرة القدم، كتقنية الفيديو "الفار" في مجال التحكيم، أكد لقجع أنه "يجب مناقشتها من الجوانب الفلسفية والحضارية والتاريخية لكرة القدم لتكون أداة لتحقيق النزاهة والعدالة الكروية في الملاعب". وخلص لقجع إلى أن تحقيق رهين بتوحيد الجهود والعمل بعزيمة قوية من أجل ترجمة الأفكار إلى واقع. *** غياب رونار يترك أكثر من علامة استفهام… ترك غياب المدرب هيرفي رونار عن اجتماع الكاف الخاص بتقديم حصيلة المنتخبات الإفريقية بالرباط علامة استفهام كبيرة. وجاء هذا الغياب ليعزز الشكوك حول إمكانية استمراره على رأس الإدارة التقنية للمنتخب المغربي لكرة القدم. غياب رونار عن هذه الندوة التقييمية عوضه المدرب المساعد باتريس بوميل، الذي صرح على هامش الجلسة الافتتاحية للندوة، أن غياب رونار راجع لظروف خاصة، وأنه كلف بتمثيله في هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة ممثلين عن المنتخبات الخمسة المشاركة بالنسخة 21 لنهائيات كأس العالم روسيا2018، وقدم تقريره الخاص منذ انطلاق مرحلة الإعدادات للمشاركة بالمونديال، وأثناء المنافسات. وبخصوص تأثير أخبار رحيل رونار عن الأسود خلال الفترة الأخيرة، أوضح بوميل أنهم يشتغلون كطاقم تقني للمنتخب المغربي، وهناك عقد يربطهم بالجامعة الكرة، وهم فخورون بذلك وليس هناك أي سبب للرحيل. ولم يسجل خلال ندوة الرباط غياب هيرفي رونار فقط، إذ غاب كل من الأرجنتيني هيكتور كوبر، والتونسي نبيل معلول اللذين اشرفا عن تدريب المنتخب التونسي خلال المونديال، في حين حضر الندوة عن منتخب نيجيريا، المدرب الألماني جيرنو رور، ومساعده التونسي نبيل الطرابلسي، فيما حضر أليو سيسيه المدير الفني للمنتخب السنغالي. ومن تونس حضر وديع الجريء رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، بالإضافة ليوسف الزاواوي مدير المنتخبات التونسية، وذلك بعد استقالة المدرب نبيل معلول. وناقشت الندوة أسباب تواضع مستويات المنتخبات الإفريقية في مونديال روسيا، حيث لم تحقق مجتمعة الفوز سوى في 3 مباريات وحققت التعادل مرتين، من أصل 15 مباراة خاضتها بالبطولة، بينما سجلت 16 هدفا واستقبلت 26 حضر الندوة عدد من نجوم القارة الإفريقية، فضلا عن أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.