يخوض مساء اليوم المنتخب المغربي لكرة القدم آخر مقابلة ضمن التحضيرات التي أعدها الطاقم التقني استعداد للمشاركة لمونديال الذي سينطلق الخميس القادم بالعاصمة موسكو، بمقابلة الافتتاح التي ستجمع المنتخب الروسي بنظيره السعودي. مقابلة اليوم ستواجه خلالها العناصر الوطنية منتخب إستونيا على ملعب "لو كوك أرينا"، وجاء اختيار مكان إجراء هذه المقابلة، بحكم انها لا تبعد عن سان بطرسبورغ سوى ب400 كلم، وهى المدينة التي ستحتضن أول مقابلة للمنتخب الوطني بمونديال روسيا، وهذا ما يبرر اختيار المغرب إجراء هذه المباراة بالأراضي الإستونية. وسيسمح هذا الاختبار للطاقم التقني بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رونار، إدخال آخر الترتيبات قبل الدخول الفعلي في غمار منافسات المونديال، خاصة بعد المعطيات التي أفرزتها مباراتا أوكرانياوسلوفاكيا، والسعي لمعالجة بعض الاختلالات التي ظهرت على مستوى الشق الهجومي بالدرجة الأولى وأسباب ضياع الفرص وعدم استغلال الفرص المتاحة، وإمكانية الاعتماد على الهداف أيوب الكعبي كأساسي عوض خالد بوطيب الذي عجز في كل المباريات الأخيرة عن إظهار أي نجاعة هجومية تذكر. اما بالنسبة للتكتيك، فلا نعتقد أن رونار سيعود مرة أخرى لشاكلة (3-5-2)، باعتماد على ثلاثة مدافعين (المهدي بنعطية ومروان داكوستا ورومان سايس) وظهيرين متقدمين، على اعتبار أن هذا التكتيك شكل بعض الصعوبة على ثلاثي الدفاع المغربي، وفتح ممرات كبيرة في جناحي خط الدفاع المغربي، كما سهل مهمة لاعبي المنتخب الأوكراني، إلا أن غياب التركيز لديهم خاصة نجمهم كونوبليانكا، جعله يهدر الكثير من الفرص السهلة والسانحة للتسجيل. في الشوط الثاني من المقابلة، تراجع رونار عن مغامرته وعاد لطريقته المعتادة 4-3-3، وهو نفس التشكيل الذي لعب به أمام سلوفاكيا، ومن المؤكد أنه سيطبقه أيضا في أول مباراة ضد إيران، لكون هذا الأسلوب المعتاد يملأ الفراغات الممكنة في خط الدفاع، كما يمنح خط الوسط نقط القوة في الأداء المغربي ويمكنه من السيطرة على مجريات أي مباراة، عبر فواصل من التمريرات القصيرة والهجمات السريعة من الجهة اليمنى عبر نور الدين أمرابط وحكيم زياش انطلاقا من الوسط، وأيضا أمين حارث بدخوله عادة كاحتياطي. وحسب المتتبعين، فإن الخطة التقليدية (3-3-4)، تسمح للعناصر الوطنية بالضغط بسبعة لاعبين في نصف ملعب الخصم و تمنعه من الخروج بالكرة، وهو أسلوب ناجع يلخص في نظر التقنيين اللعب على أربعة مرتكزات: اندفاع – ضغط – تنظيم – توازن، كما يمكن من الحفاظ على الصلابة الدفاعية، والحفاظ على السجل الخالي من الهزائم، اذ لم ينهزم الفريق الوطني في آخر 17 مباراة، كما لم تتلق شباكه أي هدف في مشوار الإقصائيات، وطيلة فترة التحضيرات سجل عليه في أربع مقابلات إعدادية هدفين فقط. وعليه، فإن مقابلة إستونيا ستجيب تكتيكيا على مجموعة من التساؤلات المطروحة، كما ستوضح ملامح التشكيلة التي ستخوض مباراة إيران، حتى وإن كانت أسماء العناصر الأساسية معروفة بجل الخطوط، كما أكد ذلك رونار نفسه في المؤتمر الصحفي الذي عقده مباشرة بعد مباراة سلوفاكيا، وبالتالي فلا ينتظر أن تكون هناك مفاجآت تذكر …