جرّب الناخب الوطني هيرفي رونار، بعض التكتيكات خلال ودية أوكرانيا استعدادا لمونديال روسيا الشهر القادم، والتي أجريت مساء أمس الخميس، على أرضية ملعب "جنيف" في سويسرا. رونار دخل بخطة مغايرة أمام أوكرانيا، حيث أشرك ثلاثة مدافعين وخمسة لاعبين في خط الوسط ومهاجمين، وهي خطة لم يسبق وأن لعبها أو عوّد عليها جماهير المنتخب الوطني، وحاول الاندفاع والضغط بدون كرة على حامل كرة الخصم، وفق منظومة لعب محترسة من الجانب الأوكراني الذي أظهر قوة كبيرة وسط الميدان، كما اختبر أكبر عدد ممكن من اللاعبين الحاضرين في قائمته النهائية. حارس مجرب ودفاع قوي بقيادة "الكابيتانو" استهل مدرب "الأسود" ظهوره الأول قبيل أيام قليلة من كأس العالم بأسماء يعتمد عليها منذ وقت طويل، حيث أشرك الثلاثي، رومان سايس ومروان داكوستا، و"الكابيتانو" مهدي بنعطية، ناهيك عن الحارس منير المحمدي في حراسة المرمى، ولعبت الأسماء المذكورة بتركيز كبير رغم بعض الأخطاء الفردية. ويلزم الثلاثي الدفاعي وقتا أكبر لخلق الانسجام بينه، حيث من الصعب الوقوع في أخطاء مماثلة أمام منتخبات مجموعة المغرب وخاصة أمام منتخب إسبانيا الذي يهاجم بأكبر عدد من اللاعبين، رغم أن الثلاثي لقي مساندة من الظهير الأيسر، حمزة منديل الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته، سواء في الشق الدفاعي أو الهجومي. الأحمدي حاضر بقوة وبوصوفة قائد خط الوسط وبلهندة خارج النص لا محيد عن حضور كريم الأحمدي في خط الوسط الدفاعي، فتجربة اللاعب وحنكته تبرز بجلاء أنه الأجدر لشغر هذا المركز، وقطعه للعديد من الكرات للخصم، يؤكد أن الثقة التي مُنِحته منذ سنوات لم تأت من فراغ، وهو نفس الكلام الموجه لمبارك بوصوفة، صاحب التمريرات المدروسة والقتالية العالية التي أبان عنها في هذه المواجهة، ليستحق بعد خروج بنعطية حمل شارة العمادة باستحقاق. اللاعب "الغير مفهوم" يونس بلهندة الذي ضيّع العديد من الكرات في مناطق حساسة، وكاد أن يمنح مهاجمي أوكرانيا هدف السبق في إحدى المحاولات، كما ظل شاردا في خط الوسط دون تقديم الإضافة التي ينتظرها منه رونار. زياش "فنان" وأمرابط "محارب" لا يمكن أن تمر أي مباراة على النجم حكيم زياش دون أن يستعرض مهاراته الفنية، فاللاعب موهوب بالفطرة ويقدم عطاء جيدا ومردودا طيبا، حيث مرر كرات نحو عمق دفاع الطرف الآخر، وكاد أن يسجل هدفا من تمريرة ممتازة لمنديل في الشوط الأول، لكنه اصطدم ببراعة الحارس أندري بياتوف، فيما أرسل إشارات قوية أنه سيكون من بين نجوم كأس العالم القادم. في مقابل فنيات زياش، قاتل نور الدين أمرابط في كل بقاع الملعب، فتارة يخطف كرة من الجانب الأيمن ويقود هجمة، وفي مرات أخرى يبحث عن رأسيات المهاجمين دون أن يكلل مجهوده بنجاح. بوطيب بدون إضافة لهجوم "الأسود" استعصى على خالد بوطيب تسجيل أي هدف أو حتى تهديد حارس المرمى بشكل صريح، تحرك بشكل بطيء نحو المرمى ولم يشكل خطرا كبيرا داخل مربع العمليات، ولازال أمامه الكثير لإظهاره في قادم المباريات الودية أمام سلوفاكيا وإيستونيا، حتى يكون جاهزا لهز شباك إيران أو البرتغال أو إسبانيا. رونار يختبر غالبية الأسماء ويغير خطته مرة أخرى شوط المباراة الثاني عرف تغيير رونار لنهجه وخطته مرة أخرى، حيث انتقل من الخطة الإيطالية 3/5/2 إلى نظام 4/5/1، بإخراج بنعطية وتعويضه بأشرف حكيمي، وإرجاع منديل لمركز الظهير الأيسر، كما اعتمد على كل من فيصل فجر وسفيان أمرابط ويوسف أيت بناصر، مدعومين ببوصوفة في الوسط، وإدخال بوحدوز وحيدا في الهجوم، الشيء الذي لم يغير نتيجة المباراة رغم أن الاستحواذ على الكرة ظل مغربيا بنسبة امتلاك بلغت 56%. جدير بالذكر أن "الأسود" يخوضون مقابلتين وديتين إضافيتين قبل الوصول إلى روسيا للمشاركة في العرس العالمي، مواجها منتخب سلوفاكيا يوم 4 يونيو في سويسرا، ثم يحلّ ضيفا على منتخب إستونيا في التاسع من نفس الشهر ب"تالين" الإستونية.