خصصت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ليلة أول أمس الإثنين، الجلسة السرية الخامسة في ملف المتهم بوعشرين، مؤسس جريدة "أخبار اليوم" وموقع "اليوم 24″، المتابع من أجل جنايات الاتجار في البشر، لاستكمال عرض باقي الفيديوهات الجنسية المنسوبة للمتهم، والتي تعود للمشتكية (أ. ح)، المستخدمة بقسم التوزيع بذات الجريدة. وقررت المحكمة بعد ذلك، في حدود الساعة الواحدة صباحا من يوم الثلاثاء، استدعاء جميع المشتكيات والمصرحات والشهود في الملف عن طريق القوة العمومية، للجلسة السادسة المقررة يومه الأربعاء، بعد صلاة التراويح. وفي تعليق له على قرار المحكمة، قال النقيب زيان، عضو دفاع المتهم بوعشرين، إن إحضار المشتكيات والمصرحات باستعمال القوة العمومية، هو " قرار غريب صدر من طرف المحكمة، وإجبار لباقي الأطراف في الملف لتأكيد الزُّور الذي تمت فبركته من طرف الفرقة الوطنية"، مضيفا في تصريح للصحافة، أن المحكمة بقرارها المذكور، تجبر المصرحات والشهود للحضور والإدلاء بتصريحاتهم أمام المحكمة. هذا، وتميزت هذه الجلسة، باستكمال الفيديوهات المتعلقة بالمشتكية (أ.ح)، التي استغرق عرضها حوالي 47 دقيقة. وحسب مصدر حضر هذه الجلسة، فهي شبيهة بالفيديوهات السابقة، من حيث الممارسات الجنسية الشاذة والمقززة. وفي هذا الإطار، اعتبر المحامي عبد الفتاح زهراش، عضو هيئة دفاع الضحايا، أن الممارسات والسلوكات الجنسية لبوعشرين تبدو أكثر سادية واستغلالا واستعبادا، مقارنه مع ما عاينه قبل عدة سنوات، في ملف محاكمة العميد ثابت، مشيرا في تصريح للصحافة، إلى أن سادية المتهم تظهر بجلاء من خلال تصرفاته وأفعاله. وأكد أيضا، أن هذه الفيديوهات" أظهرت الوجه الآخر للمتهم، وجه بشع، أكثر فظاعة، وأكثر بشاعة، وأكثر استغلالا، وأكثر استبدادا، وأكثر سادية"، موضحا، أن صدمة هذه الوقائع هي التي تفسر التصريحات والندوات التي عقدها دفاع بوعشرين في المغرب وخارجه، من أجل محاولة دحض هذه الاتهامات وإنكار وجود الفيديوهات أو اعتبارها مفبركة. وأضاف أنه، بعد عرض الفديوهات اتضحت الحقيقة، وخرج دفاع المتهم يتحدث عن فساد وعلاقات رضائية، للتهرب من جريمة الاتجار بالبشر، بحكم السلطة التي كانت للجاني على المجني عليهن. وقال، " لقد تكسرت كل الدفوعات التي أثارها دفاع المتهم بخصوص المظلومية والمؤامرة مع عرض هذه التسجيلات". كما تساءل نفس المتحدث، عن المحامية الفرنسية التي صالت وجالت في هذا الملف في مراحله الأولى، ولماذا تم تغييبها عند عرض هذه الأشرطة، ونفس الشيء بالنسبة للمحامي البريطاني الذي كان يدبج بلاغاته وبياناته في بداية المحاكمة. وكشف أيضا، أن دفاع الضحايا في ملف توفيق بوعشرين، بقي متماسكا ومنسجما طيلة المحاكمة، في حين أن دفاع المتهم بوعشرين يعيش تفككا واضحا من حيث مواقفه، وغيابا للانسجام بين أعضائه. واعتبر أيضا، أن كل الأساليب الدنيئة التي يسلكها إعلام بوعشرين للنيل من الضحايا ووصفهم بأبشع النعوت، والتقليل من الاحترام الواجب لدفاعهن، لن يزعزع في قناعتهم كون المتهم مذنب في حق عدد من الضحايا.