عسكريون وخبراء مدنيون يناقشون التحديات الإرهابية في إفريقيا وخطر «القاعدة في المغرب الإسلامي» انطلقت، الخميس أول أمس بمراكش، أشغال الملتقى الدولي الثاني للأمن بإفريقيا الذي تنظمه الفيدرالية الافريقية للدراسات الاستراتيجية على مدى ثلاثة أيام حول موضوع «إفريقيا في مواجهة التحديات الإرهابية: ويشارك في هذا الملتقى، المنظم بشراكة مع المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، حوالي 200 مسؤول، مدنيين وعسكريين وممثلين عن منظمات دولية وخبراء وأخصائيين في مجال الأمن يمثلون أزيد من 70 دولة من إفريقيا وأوروبا وأمريكا وآسيا. ويناقش المشاركون خلال هذا المنتدى عدة مواضيع تهم «إفريقيا مجال جديد للحرب بالنسبة لتنظيم القاعدة» و»تحول جماعة إرهابية جزائرية إلى فرع للقاعدة»و»القاعدة بالمغرب الاسلامي: من الجهاد إلى الاتجار في المخدرات والإرهاب». وأكد وزير الدفاع البلجيكي بيتير دوكريم، أن المغرب، بفضل مصداقيته، يضطلع بدور جد هام في مجال مكافحة الارهاب. وأضاف دوكريم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال هذا الملتقى أن المغرب يضطلع بدور جد هام ومحوري في مجال مكافحة الارهاب و»يتمتع بمصداقية كبيرة». واعتبر أن «الاتحاد الأوربي ودولا أخرى مشاركة في هذا الملتقى لها دور أساسي في محاربة الارهاب الذي يرتبط من حين لآخر بتيارات أصولية، موضحا أن الإرهاب يهم كل بلدان العالم، وهو ما يفسر مشاركة بعض الدول في عمليات عسكرية بالخارج كما حدث بأفغانستان». وذكر بأنه في إطار جهود المجتمع المدني الهادفة الى محاربة الارهاب، تشارك بلجيكا في القوات الدولية لحفظ السلام بأفغانستان، مبرزا أن الاستقرار هو الضمان الأمثل من أجل تجنب الاعتداءات الإرهابية. وبخصوص الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الذي يسعى إلى استقطاب جميع الجهاديين في كل أنحاء المغرب العربي، أكد دو كريم أن الجواب الملموس لا يكون سوى عبر مستويات متعددة ومتفاوض بشأنها بين أكبر عدد من الفاعلين. وخلال جلسة عامة نظمت في إطار هذا الملتقى، أشار وزير الدفاع البلجيكي إلى أن بعض الدول تبنت طرقا تهدف إلى إقصاء الفاعلين الاستراتيجيين في مجال مكافحة الإرهاب، موضحا أن مصادر عدة أبرزت أن من يقوم ب»التأطير وأمراء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي هم تقريبا جزائريون كانوا ينتمون سابقا للجماعة السلفية للدعوة والقتال». وقال «يبدو لي جليا أن المغرب له القدرة، ليس فقط على تقديم المساهمة الملموسة على صعيد مكافحة الإرهاب، ولكن أيضا لإقامة الجسور في المنقطة وعلى المستوى الدولي». وأبرز أن هناك علاقة حوار جيدة بين الاتحاد الأوربي والمغرب الذي له معرفة عميقة ومتوازنة بالمنطقة وتربطه علاقات تعاون وثيق بموريتانيا، مضيفا أن المغرب يعد أحد البلدان الأكثر أهمية والتي تضطلع بدور أساسي في تدبير هذه الاشكالية العصيبة. وحسب وزير الدفاع البلجيكي، فإن محاربة الإرهاب تبقى رهينة على الخصوص بتعزيز «سمو القانون وتعزيز مصداقية المؤسسات العمومية»، معتبرا أن التشاور والتعاون بين دول المنطقة، بدعم من المجتمع الدولي، وحده الكفيل بالقضاء على تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. من جهته، أكد زهير المرشاوي ممثل الأمين العام لاتحاد المغرب العربي في أشغال الدورة الثانية لملتقى مراكش حول الأمن بإفريقيا، أن اجتثاث ظاهرة الإرهاب يتطلب التعاون بين كل الأطراف والقوى المحبة للأمن والسلم والتنمية الشاملة لبني البشر. وقال مرشاوي، في كلمة خلال جلسة عامة نظمت في إطار الملتقى إن «الإرهاب الذي لا دين ولا طعم له يحتم علينا التعبئة لمواجهته بشكل مشترك، لأن هناك ارتباطا وثيقا بينه وبين الجريمة العابرة للقارات». وأكد، في هذا الصدد، أن بلدان المغرب العربي متشبثة بمبدأ التمسك بمقومات السيادة في مقاومة جذور وأوكار التطرف بتعاون جدي وكامل مع كل الأطراف المحبة للسلام. وأضاف مرشاوي أن «الأمن بمنطقة المغرب العربي هو أمن لإفريقيا كما أن أمن الاتحاد من أجل المتوسط مرتبط بأمننا»، داعيا في هذا السياق إلى ضرورة العمل بشكل جماعي من خلال تبادل المعلومات وتقصي أوكار الجريمة والعمل الميداني المتمثل في تدريب رجال الأمن على مكافحة المخدرات وجميع أشكال التهريب. ودعا أيضا إلى تبني مقاربة استباقية واحترازية ترتكز بالأساس على التنمية الميدانية والنهوض بالإنسان وضمان العيش الكريم للجميع حتى لا يرتمي الشباب في أحضان الشبكات الإرهابية، مشددا على ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى ترسيخ الحكامة والمواطنة والمشاركة الحقيقية في إطار دولة القانون. وشدد على ضرورة الاهتمام بالشباب المغاربي وتقوية الوازع الديني لديه وتمكينه من التعبير عن ذاته بكل حرية حتى يساهم بفعالية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وينأى بنفسه عن الجماعات الإرهابية والأفكار الهدامة. يشار إلى أن الملتقى يروم وضع تحليل ناجع وإجراء دراسات وحوارات حول مواضيع تهم على الخصوص «استراتيجية تدويل الارهاب»، و»افريقيا.. فضاء جديد للحرب بالنسبة لتنظيم القاعدة»، و»تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي، أية أنشطة وأهداف استراتيجية»، و»مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل». وستتاح الفرصة للمشاركين، خلال الجلسات العامة، لمناقشة عدة مواضيع تهم «افريقيا مجال جديد للحرب بالنسبة لتنظيم القاعدة»، و»تحول جماعة ارهابية جزائرية الى فرع للقاعدة»، و»القاعدة بالمغرب الاسلامي.. من الجهاد الى الاتجار في المخدرات والارهاب». كما سيتم التركيز خلال هذا المنتدى الدولي، على مواضيع أخرى تناقش «التواطؤ المحلي وحلفاء تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي»، و»أية استراتيجية لمكافحة الارهاب والجريمة».