المخابرات الإسرائيلية تحاول اغتيال أسير فلسطيني بدس حبة دواء له في فنجان قهوة أكدت مصادر فلسطينية متعددة، أول أمس الأربعاء، بأن أسيرا فلسطينيا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي تعرض لمحاولة اغتيال على يد المخابرات الإسرائيلية وذلك من خلال دس حبة دواء له في فنجان قهوة أدت لإصابته بأمراض خطيرة أقلها فقدانه التركيز وعدم سيطرته على التبول. وأوضح أسرى سجن «إيشل» الصحراوي في منطقة النقب، في بيان تم تسريبه من داخل المعتقل، أن المخابرات الإسرائيلية دسّت حبة دواء في فنجان قهوة لأحد الأسرى عن طريق أحد العملاء، مما تسبب للأسير بأعراض مرضية خطيرة في وقت لاحق. وأكد البيان أن أحد العملاء المرتبطين بالمخابرات الإسرائيلية، بعد التحقيق معه من قبل الأسرى في معتقل «إيشل» والذي يضم ما يقارب 300 أسير غالبيتهم من عناصر حركتي فتح وحماس ويقضون أحكاما عالية، اعترف بأنه مرتبط مع المخابرات الإسرائيلية منذ مدة طويلة، وأن ضابط المخابرات المسؤول عن السجن ويطلق على نفسه اسم طلال سلّمه حبة دواء مربعة الشكل وحمراء اللون، وطلب منه أن يضعها في فنجان من القهوة وتقديمها لأحد الأسرى الفلسطينيين والذي يقضي حكما بالسجن لفترات طويلة. وأوضح الأسرى بأن الأسير من الضفة الغربية بات يعاني من أمراض خطيرة، أهمها فقدان التركيز وعدم الشعور في الجانب الأيمن بالكامل من الجسم إضافة إلى فقدان السيطرة على التبوّل وأعراض أخرى خطيرة. وتحفظ الأسرى على اسم الأسير رافضين الكشف عنه إلا بعد إبلاغ عائلته بالأمر، مشيرين إلى أن إدارة السجن رفضت وترفض حتى اللحظة تقديم العلاج اللازم للأسير، مناشدين مؤسسات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي التدخل وبشكل عاجل لتوفير العلاج اللازم للمعتقل. ومن جهته أكد رياض الأشقر مدير الإعلام بوزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة الثلاثاء تعرض الأسير لمحاولة الاغتيال، وقال إن الأسرى في سجن «ايشيل» أرسلوا رسالة أوضحوا فيها تفاصيل تلك الجريمة الجديدة بحق أحد الأسرى حيث أوعز ضابط الشاباك المدعو طلال وبحضور المدعو يعقوب كدوريب رئيس الاستخبارات في سجن «ايشل» لأحد العملاء المدسوسين بوضع حبة دواء حمراء اللون ومربعة الشكل في كأس القهوة التابع لأحد الأسرى بالتحديد، وبالفعل قام العميل بتنفيذ مهمته مما أدى إلى إصابة الأسير بأعراض مرضية خطيرة أهمها فقدان التركيز وخدر في الشق الأيمن من وجهه وجسده وأطرافه، وفقدان السيطرة على عملية التبول وهي أعراض تشبه أعراض الجلطة. وأشار الأشقر إلى أن الأسرى أكدوا في رسالتهم بأن إدارة السجن تعاملت مع الأمر باستهتار تام مما يدل على النية المبيتة لقتل الأسير، حيث لم تبد أي اهتمام للأمر بل قامت فقط بإخراج العميل من أقسام الأسرى بعد أن اعترف بفعلته أمامهم . وحملت وزارة الأسرى سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الذي رفض الأسرى الإفصاح عن اسمه خوفاً من التسبب في قلق ذويه، قبل التأكد مما ستؤول إليه أوضاعه الصحية، معتبرة أن هذا العمل الإجرامي يدلل بشكل واضح على مدى الأوضاع القاسية والانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى، ويؤكد ما يعانيه بعض الأسرى المرضى في سجون الاحتلال جراء استخدام الاحتلال لأدوية مجهولة وغير صالحة ولا تناسب حالات الأسرى المرضية، مما يعرض حياتهم للخطر الشديد، ويهدد بموت هؤلاء المرضى في أية لحظة وخاصة أن الاحتلال لا يقدم العلاج المناسب للمرضى سوى المسكنات. ومن جانبها استهجنت جمعية واعد للأسرى والمحررين ما حدث في سجن «إيشل» (بئر السبع). واعتبرته أسلوبا جديدا في إعدام الأسرى، وجريمة تضاف إلى سجل جرائم إدارة السجون الإسرائيلية. وقالت الجمعية في بيان صحافي: «إن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض لها الأسرى لتناول أدوية غير معروفة، فقد سبق وأن حدث هذا مع الأسير الشهيد أحمد عبد السلام عابدين والذي استشهد في معيار الرملة نتيجة لإعطائه دواء لم يعرف بعد. وأشارت واعد إلى أن «عدد الأسرى الشهداء منذ عام 1967 حتى اليوم بلغ 200 شهيدا كان آخرهم الشهيد عابدين، محذرة من استمرار إدارة السجون باستخدام هذا الأسلوب البشع لقتل الأسرى دون محاسبة أو مراقبة من أحد». وأضافت واعد بأن عدد الأسرى المرضى يقدر ب 1200 أسير وأسيرة، منهم 30 أسيرا يقبعون بصورة دائمة في مستشفى سجن الرملة. موضحة أن وضع الأسرى المرضى والجرحى الرازحين في السجون الإسرائيلية من أكثر القضايا إلحاحا في ظل معاناة كبيرة وقاسية يواجهونها، تتمثل في سياسة الإهمال الطبي المتعمدة بحقهم وعدم تقديم العلاج لهم. وطالبت واعد المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالخروج عن صمتها تجاه الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الأسرى وخاصة سياسة الإهمال الطبي المبرمجة.