إذا أردنا أن نُعَرِّف النقد، فإننا سنجد أنفسَنا أمامَ العديد من الْمَفاهيم الْمُتشعِّبة، لكنها تكوِّن رؤيةً عامّةً حولَه، ويُمْكننا أن نستغل بعضها في تَحْليل ودراسة النص. مثلا: أولا، النقد الْجَديد، يُقَيِّم (عالَمَ النص) ويركز عليه فقط، فضلا عن شكله الفني، كالصور والرموز والأسلوب… لا تعنيه الْمَسائل الْخارجة عنه، كالسيرة الذاتية لصاحبه، أي لا يربط بين الْمَكتوب وكاتبه، وإنْ كانت هناك علاقة قوية بينهما. ثانيا، النقد التفاعلي، ينبني على الْمُتلقي، وافتراضاته الذاتية، فيحاول أنْ يُخْضِعَ النصَّ لِجُمْلةٍ من الْمَعاني والأحاسيس والتصورات التي يَخْتَزِنُها، ويقابلها معها، ومن خلالها يَحْكم له أو عليه. ثالثا، النقد الشامل، يُشَرِّح النص في ضوء النصوص الأخرى، أي يرصد التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية على النص، وبذلك يصبح هذا النص شاملا، يستوعب كل الأهوية الْخارجية التي شكّلته. رابعا، النقد النموذجي، وأطلقنا عليه هذه الصفة، لأنه يركز على الْمَكْنونات النفسية، التي تستقر في الوعي واللاوعي، وهي الْمُتراكمة عن الثقافة الاجتماعية من أُمثولات وأساطير وقصص وحكايات ومواقف وذكريات وخواطر! خامسا، النقد البنيوي السيميائي، ينظر إلى النص كنظام للعلامات، فالكلمات ذات معنى مِمّا يَحْدث في عالَمِ النص، ويبني عليها مواقفه ورؤيته الفكرية والفنية، دون أن يعتبر الأحداث والشخصيات أساسا له في التحليل والدراسة. سادِسا، النقد الجنسي، يركز على فهم أدوار الجنسين، أو التناقض بينهما، عبر النصوص، وكيف تلعب الهيمنة والخضوع في العلاقة بينهما، وكيف تتطور هذه العلاقة، إيجابا أو سلبا، وتأثيرها في حياتهما ونشاطهما. سابعا، النقد الماركسي، يركز على علاقة السلطة بالأدوار الاجتماعية، ومدى التفاعل بينهما. ثامنا، النقد العام، يركز على كيفية تمثُّل الثقافة الغربية في بلدان العالم الثالث، وحضور الشعوب في القصص والأساطير، والصور النمطية، التي تشجع القمع والتسلط. وهناك وسائل نقدية أخرى، يتوسّل بها الناقد في قراءته للنصوص. لكنْ، يمكننا أن نعتبر، بدون أدنى تحفظ، بأن عدد هذه الوسائل أو الطرق، يعادل عدد النصوص في العالم. ذلك أن كل نص، يفرض طريقة التعامل معه، أو طريقة قراءته!