أكد مولاي عبد العزيز الكرسي العلوي، محافظ بالمديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال، أن معارض الكتب، فضاءات تحتوي أمهات الكتب في مختلف التخصصات وبلغات متعددة، باعتبارها مؤلفات تأخذ المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والاتصال على عاتقها مهمة الإشراف على طريقة بيعها والكشف عن محتواها، كما تقدم دعما ماديا للمعرض الوطني للكتاب المستعمل لأجل تنظيم الأنشطة الثقافية والندوات الفكرية والورشات التي تستمر طيلة شهر أبريل الجاري. وتعتبر هذه المبادرات الثقافية فرصة جيدة لترويج الكتب ونشر ثقافة الكتاب في صفوف الجيل الحالي. * * هل هناك إقبال على المعرض الوطني للكتاب المستعمل في دورته الحادية عشر بالمقارنة مع الدورات السابقة؟ من خلال الزيارات المكثفة للمعرض، وحسب آراء الكتبيين والذين أجمع غالبية عارضي الكتب وأعضاء جمعية الكتبيين، وعارضي الكتب بمكتبات معينة بالعاصمة الاقتصادية كمكتبة ذخائر العرب وغيرها.. فإن المعرض في نسخته الحادية عشر عرف إقبالا مكثفا، من طرف زائرين من مختلف المدن المغربية. وسجل المعرض ارتفاع نسبة زيارة كل من الأطفال والطلبة الباحثين عن مراجع نادرة لم تعد متوفرة بكبريات المكتبات، بكونها مجموعة كتب تندرج في صنف أمهات الكتب في مختلف التخصصات وبلغات متعددة، تبقت لدور النشر العربية التي شاركت في المعرض الدولي للكتاب في نسخته الرابع والعشرين، اقتناها الكتبيون بالجملة، وخزنوها طيلة السنة لبيعها في معرض الكتاب المستعمل بأثمنة منخفضة وجد مناسبة للقدرة الشرائية لمختلف الشرائح الاجتماعية وبالأخص تماشيا مع إمكانيات الطلبة الباحثين. ومن الملاحظ أن المؤلفات الأكثر مبيعا في هذا المعرض هي روايات حديثة الصدور أو ذات طبعات جديدة أو مجلدات تتعلق بأصول الفقه و السنة.. بالإضافة إلى كتب التنمية البشرية وكتب التلوين الخاصة بالأطفال. وحسب وزارة الثقافة والاتصال بجهة الدارالبيضاءسطات أنها مؤلفات نادرة لم تعد موجودة بالمكتبات أو بالخزانات. وهي ذات قيمة علمية وأدبية عالية. * ما هي الإجراءات المتخذة من طرف وزارة الثقافة الهادفة لنشر ثقافة الكتاب؟ تشرف وزارة الثقافة بتعاون مع لجنة الاتصال، ولجنة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ولجنة الأمن والاستعلامات، والمحافظة على التراب الوطني على تخصيص دورتين في السنة لتفتيش المكتبات، بهدف محاربة ظاهرة الكتب المقرصنة. وذلك حرصا على تقديم كتب تتماشى والمكتسبات الدراسية للطلبة الباحثين والتلاميذ، وتوفيرها بكلا المعرضين سواء الدولي أو الوطني للكتاب، لأجل تطبيق البنود التي وضعتها المذكرة الوزارية الهادفة لمراقبة نوعية الكتب عبر حملات مكثفة لمعاينة محتويات المؤلفات وجودة طبعاتها. ومن التدابير التي تؤديها وزارة الثقافة إلى جانب مراقبة جودة الكتب من حيث الطبعة والمحتوى، تقدم دعما ماديا خاصا بمثل هذه المعارض، ضمانا لتحقيق رضا الباحثين عن كتب نادرة تندرج ضمن المجال الفكري لتتلاءم ومتطلبات الطلبة المقبلين على إتمام بحوث تخرجهم وعامة الناس من القراء لاسيما أصحاب الدخل المحدود لملائمة أسعار الكتب القدرة الشرائية لهم. و تتكلف الوزارة أيضا بالخفض من تسعيرة الكتب لمعالجة إشكالية عزوف الشباب عن القراءة، في إطار تقريب الكتاب من المواطن ونشر ثقافة القراءة ، ولإنجاح هذه العملية لابد وأن يبذل عارضي الكتب جهدهم، لإخراج الكتاب من الرف وتعميم الفائدة العلمية، من خلال إلزامية الكتبيين بالإلمام التام بنوعية الكتب التي يعرضونها للجمهور القارئ. وتزيد وزارة الثقافة من الدعم المادي لجمعية الكتبيين بالبيضاء كل سنة ينظم فيها المعرض الوطني للكتاب المستعمل، والذي وصلت نسبته إلى ثلاثة ملايين درهم مقدمة للجمعية الخاصة بترويج الكتب القديمة في مختلف المبادرات الثقافية التي تغطيها الجمعية، والتي تستهدف بيع أكبر نسبة من الكتب بجودة عالية للشغوفين بالقراءة، وتحفيز المبتدئين على مطالعة الكتب وجذبهم نحو الكتاب الذي يكون أكثر إغراءا كلما انخفض ثمن بيعه. * ماهي المشاريع المستقبلية لوزارة الثقافة؟ تضع وزارة الثقافة ثلة من البرامج المستقبلية والتي تتجلى في تنظيم دورات تكوينية لأصحاب المكتبات و الكتبيين، وجعلها مهنة متوارثة أبا عن جد، عبر استفادة الكتبيين الجدد من خبرة زملائهم الذين سبقوهم في مزاولة الحرفة. فإن نجاح الكتبي في أداء دوره في بيع الكتاب للمواطن، هو في الوقت ذاته كسب رهان تثقيف الشباب المغربي. وتشدد الوزارة أيضا على ضرورة اجتهاد الكتبي من تلقاء نفسه، لتنمية قدراته المهنية المتعلقة بعرض الكتب، عبر التثقيف من خلالها بالموازاة مع أدائه لعملية البيع و الشراء، وتخزين أمهات الكتب النادرة والتي لم تعد متوفرة في كبريات الخزانات والمكتبات بالمغرب بإجماع المهنيين في القطاع الثقافي. وتسند وزارة الثقافة مهمة تناقل حرفة بيع الكتب واستمرارها لجمعية الكتبيين التي تعنى بدرجة أولى بالقطاع الثقافي لأجل تكوين كتبيين مستقبليين، وتتجه وزارة الثقافة إلى تحقيق مشروع فضاء ثقافي خاص بالكتبيين في المستقبل القريب ليكونوا سريعي البديهة في تزويد الزبائن بالكتب التي يبحثون عنها، بالتركيز على إعطاء الأولوية للطلبة الباحثين، في وضع مراجع ومصادر رهن إشارتهم.