أحداث «الكوت ديفوار» تحرم فقراء العالم من الشوكولاته فيما تستمر أسعار المواد الأساسية في الارتفاع عبر العالم مع مطلع السنة الجديدة، خلفت الأحداث الأخيرة التي شهدتها «ساحل العاج»، تقلبات في السوق الدولية للكاكاو، وأدى الطلب المتزايد على الكاكاو للدول الآسيوية، إلى ارتفاع أسعاره، خاصة مشتقاته. وفي سياق ذلك، أشار مهنيو صناعة الشوكولاته بالمغرب إلى ارتفاع بلغت نسبته 6 في المائة، عند بداية السنة الجديدة، والذي يتراوح سعره حاليا بين 30 و500 درهم، حسب الجودة. هذا وأرجع المهنيون سبب هذا الارتفاع إلى تقلبات السوق الدولية، حيث شهدت المادة الذي تشتق منها الشوكولاته ارتفاعا بنسبة 40 في المائة، على خلفية الحرب الأهلية التي تعيشها «الكوديفوار»، باعتبارها أول منتج لمادة الكاكاو عالميا، بنسبة تصل إلى 40 في المائة من الإنتاج العالمي. ففي نهاية السنة الماضية، تأرجحت أسعار الكيلوغرام الواحد من الكاكاو بين ثلاثة آلاف دولار وأربعة آلاف، واستطاعت «الكوديفوار» إنتاج كمية مهمة من المادة التي كانت متوفرة في السوق الدولية قبل دخول السنة الجديدة. كما توقع المهنيون أن يؤثر هذا الارتفاع على المثلجات التي تستخلص من مادة الكاكاو خاصة في المحلات التجارية الكبرى. ولم تسلم بدورها المواد التي تستخلص من مادة الكاكاو من الارتفاع، إذ سجلت جملة من المواد ارتفاع ملحوظا عقب أزمة المادة في العالم، خاصة «البسكويت» وبعض أنواع الحلويات. وفي ذات السياق، حذرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، في تقرير نشرته على صدر صفحتها الرئيسية، من أن سعر الشوكولاته سيتجاوز في المستقبل القريب سعر الكافيار، وقالت إن العالم لن يستطيع تحمل نفقة قالب الشوكولاته في غضون عشرين عاما، وذلك نظرا إلى تخلى المزارعين عن محاصيلهم في سلة الكاكاو العالمية في غرب إفريقيا، حسبما يقوله خبراء هذه الصناعة. ونقلت «الإندبندنت» تحذير خبير الشوكولاته البريطاني، مارك ديماركويت، الذي عمل كمستشار لأحد الأفلام الوثائقية التي أنتجتها ال»BBC» حول حقول الكاكاو في غرب أفريقيا، بشأن ارتفاع سعر قالب شيكولاته «جالكسى» و»كريم إيجز» من جنيه إسترليني إلى 7 جنيهات إسترلينية. ويقول جون ماسون، المدير التنفيذى ومؤسس مركز البحوث الطبيعية في غانا، إن «الشوكولاته ستكون مثل الكافيار في غضون 20 عاما، إذ إنها ستكون نادرة للغاية وغالية للغاية، بحيث لا يستطيع حتى الأغنياء تحمل نفقتها».