خلد الشعب الفلسطيني أمس (30 مارس)، ومعه كل الديمقراطيين وحماة الحرية، ذكرى يوم الأرض، وهي الذكرى التي تحتفي بغضب فلسطينيي الجليل والمثلث والنقب عام 1976، واحتجاجهم على قرار حكومة الاحتلال آنذاك مصادرة أراضيهم بغرض تحويلها لمنشآت عسكرية، وهو الاحتجاج الذي أدى يومها إلى استشهاد ستة فلسطينيين، إضافة لعشرات القتلى والمصابين، واعتقال المئات... طيلة 34 سنة، أصر الفلسطينيون، وكل مناصري الحقوق الفلسطينية على تخليد الذكرى والاحتفاء بالأرض و...بالشهداء. القوى الديمقراطية والتقدمية المغربية، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وطلبة الجامعات، والمنظمات الجمعوية والشبابية بدور الشباب، هي الأخرى جعلت الذكرى عنوانا سنويا لتجديد التضامن والانخراط... اليوم تحل الذكرى، وحكومة نتنياهو تواصل الهمجية ذاتها ضد الشعب الفلسطيني: العمليات التهويدية تستمر، مصادرة الأراضي أيضا، التدمير والاعتقال والحصار كذلك، الجدار، القدس يتعرض للاعتداء، سياسة الاستيطان تتوسع، وهدم المنازل ومصادرتها... عام 1976، وأيضا اليوم، تعتبر الأرض عمق القضية في فلسطين، وجوهر الإنسان وهي التاريخ والمستقبل... وعندما هبت جماهير الداخل في السبعينات، كان ذلك من أجل الأرض، وتطرف نتنياهو اليوم ينطلق أيضا من هاجس الأرض، وحولها تتجمع أهدافه التوسعية والصهيونية، والنضال الفلسطيني عبر التاريخ يتخذ من التمسك بالأرض عنوانه المركزي، والسبيل اليوم لصنع سلام حقيقي في منطقة الشرق الأوسط يمر عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، يعني الأرض بشكل أساسي. من جهة ثانية، يحيل يوم الأرض على هبة فلسطينيي 48 ضد الاحتلال، تشبثا بهويتهم و...بالأرض، ومثلت اللحظة تحولا جوهريا في علاقة سلطات الاحتلال بفلسطينيي الداخل، وهؤلاء قدموا درسا بطوليا في الوحدة الوطنية، وفي الالتحام بالقضية المركزية لشعبهم، أي الأرض... فلسطين اليوم في حاجة إلى استحضار درس 48، هل يصل المعنى إلى غزة اليوم؟ في ظل الظرفية الصعبة والدقيقة التي تعيشها القضية الفلسطينية اليوم، هل تنفع الذاكرة ودروس الذكرى لاستعادة الوحدة الفلسطينية حول الأهداف الوطنية والتحررية، وحول الأرض، وحول الإنسان؟؟؟ لقد احتفى الإبداع الأدبي والفني الفلسطيني والعربي طيلة عقود بالأرض وبفلسطين، واهتزت الجامعات ودور الشباب ومقرات الأحزاب والشوارع في المغرب وفي باقي البلدان العربية بحماسة النشيد الفلسطيني، وبقوة التحدي الفلسطيني، اليوم يلف قضية فلسطين كثير تحديات، الداخلي منها والعربي، فضلا عن السياق العالمي والصلف الإسرائيلي على عهد نتنياهو، ومن ثم فهي في حاجة اليوم إلى إعادة امتلاك المعنى والرهان، وهي ليست في حاجة فقط إلى تكرار الرفض واللاءات فلسطينيا وعربيا أمام استمرار الغطرسة الإسرائيلية، بل إن فلسطين وقضية شعبها في حاجة اليوم إلى نقلة أخرى تتوجه إلى المنتظم الدولي لكي يتحمل مسؤوليته. فلسطين: هي الأرض دائما، هي الإنسان، وهي الحرية والمستقبل... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته