يشارك الأديب المغربي محمد برادة ضمن البرنامج الثقافي للدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، بالمناسبة كان لبيان اليوم حوار معه، حول طبيعة هذه المشاركة، وحول جديد إصداراته الفكرية والأدبية، وتصوره الخاص لما يجب أن يكون عليه موعد ثقافي سنوي من هذا الحجم. ماذا يشكل بالنسبة حدث المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء وهو يبلغ دورته الرابعة والعشرين؟ معرض الكتاب هو قبل كل شيء، موعد للقاء الكُتاب بالقراء، وفرصة للتعرف على ما جدّ في مجال النشر باعتباره مؤشرا على حيوية الإبداع ودينامية الفكر. كيف تفضل أن يكون المعرض من حيث التنظيم والإعداد والبرمجة؟ أتصور أن تنظيم المعرض وبرمجة أيامه، يقتضيان الحرص على جعل كل يوم حدثا ثقافيا يحاور القراء والرأي العام، ويُشركهم في الأسئلة التي تشغل المبدعين والمفكرين. ولأجل ذلك، يتوجب الحرص على أن تكون اللقاءات والمحاضرات والندوات في أوقات تلائم معظم المترددين على المعرض، أي مراعاة أن الطلبة والمعلمين والأساتذة لا يمكنهم أن يحضروا إلى المعرض في الصباح للاستماع إلى الندوات.. نود أن تقربنا من طبيعة مشاركتك في هذه الدورة؟ مشاركتي تتمثل في حوار مع روائي مصري من جيل الثمانينات، هو سعيد نوح، صاحب رواية " كلما رأيتُ بنتا حلوة قلتُ يا سعاد" ( وذلك يوم الثلاثاء 13 فبراير، في الساعة 11 و 30 دقيقة صباحا)! ثم لدي لقاء بمناسبة فوزي بجائزة "كتارا" عن روايتي الأخيرة" موت مختلف" ( دار الفنك، 2017)، يوم الاثنين 12 فبراير، الساعة الثالثة بعد الظهر. ما هو أحدث إصداراتك، وحول أي شيء يتمحور؟ أحدث ما أصدرتُه هو كتاب نقدي بعنوان "تخييلُ الذات والمجتمع والتاريخ" (عن الدار المصرية اللبنانية)، وهو عبارة عن قراءة في 46 رواية عربية من مختلف الأقطار، تحاول أن تتبين تجديدات الشكل ومدى تلاؤمه مع الدلالات والرؤيات. هل تتصور استمرارية وجود الكتاب الورقي في ظل هيمنة الثقافة الرقمية، وعلى أي أساس تبني تصورك؟ أظن أن الكتاب سيستمر في سياق الهيمنة الرقمية، في مجالات معينة، تقتضي أن تكون القراءة مُقترنة بالتأمل والتعليق على الحواشي والدخول في حوار عميق مع ما نقرؤه؛ مثل دواوين الشعر، والروايات ذات الأبعاد الفلسفية والوجودية، وكتب الفلسفة والفكر المتصل بالعلوم الإنسانية.. لكن الكتب الرقمية ستسود في المجالات التطبيقية والعملية وفي كل ما يتصل بالمعلومات والإخبار.