افتتح الوزير الأول عبد الإله بنكيران مرفوقا بمجموعة من الوزراء والمثقفين الدورة الحادية والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب المقامة بالدارالبيضاء، على امتداد أسبوع كامل من 13 إلى 22 فبراير 2015. وتمثل دولة فلسطين ضيف الشرف في سياق التعريف بفكرها وثقافتها وفنها، من خلال إقامة ندوات ومحاضرات ولقاءات أدبية وثقافية خاصة ومشتركة. وسيكون أزيد من 700 عارض مباشر وغير مباشر على موعد مع القراء، وهو ما يمثل 47 دولة. جائزة المغرب الافتتاح الرسمي لهذه السنة تم خلاله منح جائزة المغرب للكتاب عن 2015، التي وزعت على الشكل التالي: السرديات فاز بجائزتها الروائي والناقد محمد برادة عن روايته «بعيدا عن الضوضاء قريبا من السكات». العلوم الإنسانية حاز جائزتها عبد الإله بلقزيز. العلوم الاجتماعية تقاسم جائزتها محمد حركات وحسن طارق. الدراسات الأدبية واللغوية ظفر بجائزتها رشيد يحياوي. والملاحظ أن الحجب طال القصيدة المغربية. بوكر القائمة القصيرة واللافت في هذه الدورة بالذات اختيار معرض الدارالبيضاء بغاية الإعلان عن القائمة القصيرة لبوكر الرواية العربية، من خلال لجنة ترأسها الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، بحضور وزير الثقافة ونخبة من المثقفين والكتاب والمبدعين، نذكر من بينهم الروائي محمد الأشعري وبنسالم حميش والناقد محمد الداهي، حيث توزعت القائمة القصيرة على الشكل التالي: أحمد المديني (المغرب) عن روايته «ممر الصفصاف». لينا هويان الحسن (سوريا) عن روايتها «نساء وألماس». جنى فواز الحسن (لبنان) عن روايتها «طابق 99». حمر زيادة (السودان) عن روايته «شوق الدراويش». شكري المبخوت (تونس) عن روايته «الطلياني». والملاحظ بخصوص القائمة القصيرة تجديد التأكيد على أسماء سبق أن فازت بجوائز غير محلية كالسوداني»حمور زيادة» الذي حاز جائزة نجيب محفوظ، والسورية لينا هويان الحسن التي تمكنت في دورة سابقة للجائزة (2013) من البقاء ضمن القائمة القصيرة بروايتها «أنا هي والأخريات». وتجب الإشارة هنا إلى أن القائمة القصيرة أسقطت أسماء وازنة، كالسورية مها حسن، والروائي الكويتي المتميز عبد الوهاب الحمادي، والروائي والناقد محمد برادة، مثلما أبرزت للوجود أخرى تدوولت أسماؤها في حقل الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية كالتونسي شكري المبخوت. بيت الشعر بين الأركانة وفورة الإصدارات الشعرية وتجدر الإشارة إلى أن بيت الشعر دأب على تفعيل حضوره على امتداد دورات معرض الكتاب، خاصة أنه في هذه المناسبة بالضبط، يحرص على منح جائزة الأركانة العالمية للشعر، والتي بلغت هذه السنة دورتها الرابعة، حيث منحت للشاعر البرتغالي نونو جوديس، الذي يعد من أقوى الأسماء الشعرية حضورا على مستوى المشهد الشعري المعاصر. وللتذكير، فإن الجائزة توجت في السابق مارلين هاكير (أمريكا) وأنطونيو غامونيدا (إسبانيا) وإيف بونفوا (فرنسا). وبالموازاة والجائزة، أصدر البيت عددا جديدا من المجلة، تحقق الاحتفاء فيه بالباحث والناقد محمد مفتاح، إلى فورة من الإصدارات الشعرية لنا أن نذكر من بينها : عائشة البصري، رشيد المومني، محمد أبركان، سكينة حبيب الله، عبد القادر وساط، مصطفى ملح، كمال أخلاقي، عبد الهادي السعيد وأحمد العمراوي، إلى دراسة نقدية عن الشعر المغربي المعاصر للدكتور محمد بودويك تحت عنوان : «ناده بما تشتهي ناده كما تشتهي».. هيمنة سوق الترجمة على أن ما يمكن ملاحظته بالنسبة لهذه الدورة أساسا التركيز على الترجمة، من خلال الحرص على نقل الفكر والأدب العالميين، في محاولة لخلق حوار ثقافي عالمي بين الثقافة العربية والعالمية، علما بأن العديد من النصوص التي سبق تحقق ترجمتها يعاد فيها النظر بغاية دقة التقريب، والسعي إلى تجديد العلاقة والكلاسيكيات العالمية. ومن أبرز الدور التي حرصت بقوة على إيلاء الترجمة المستحق نجد دار الجمل، دار المدى والمركز الثقافي العربي. من جانب آخر يلفت النظر لدى بعض الناشرين الإسهام في إشاعة فكر التنوير والعقلانية الموضوعية، ونمثل بدار رؤية والطليعة والفارابي. أدب الطفل وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة أولت عناية خاصة لأدب الطفل، انطلاقا من مجموعة من الأنشطة التي وازت بين الثقافي والترفيهي، حيث استند الخطاب التربوي على مخاطبة كافة الفئات العمرية بتقديم معلومات ثقافية وتاريخية عن المغرب، مع فتح ورشات للإبداع و التشكيل. دار جديدة يبقى القول بأن «دار نون» الإماراتية، التي يديرها خالد سليمان الناصري الشاعر والسينمائي، تمثل الوافد الجديد على هذه الدورة، إذا ما ألمحنا لكونها أسست في 2012 وتتنوع إصداراتها بين الأدبي والفكري الموضوع والمترجم، إلى خزانة موسيقية هامة. كواليس المعرض فوجئ العديد من المبدعين والمثقفين المغاربة عقب إعلان تركيبة لجنة البوكر، إذ لم يتوقع أحد أن تكون خالية من اسم مهتم بالكتابة الروائية، حتى أن أحدهم قال بسخرية إن اللجنة وضعت خطأ لأنها كان يمكن أن تكون خاصة بتحكيم الشعر وليس الرواية. فالرئيس شاعر وبروين حبيب شاعرة كذلك.. لم يستسغ قراء الرواية العربية إقصاء الروائي الكويتي عبد الوهاب الحمادي، علما بأن نصه الروائي «لا تقصص رؤياك» يعد من أقوى النصوص الروائية في القائمة وبشهادة الجميع. غابت الدور السورية مجددا عن هذه الدورة، مثلما غابت إحدى الدور الشهيرة، وأقصد دار رياض نجيب الريس الذي سبق أن أصدر مجلة «الناقد».. شوهد الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف برفقة الشاعر والناشر خالد المعالي، الذي يحرص على طبع ونشر جديد سعدي متى أتيح ذلك. تسابق العديد من القراء إلى اقتناء روايات القائمة القصيرة للبوكر العربية، وهو تقليد غير مألوف على مستوى دورات معرض الدارالبيضاء للنشر والكتاب.