كما هو معلوم قررت الجامعة الملكية المغربية كرة القدم اللجوء إلى اختبار الفحص على المنشطات بداية من السنة المقبلة، خصوصا في ظل تطبيق العصبة الإحترافية، مثل ما هو الشأن في أغلب البطولات العالمية. واستنادا إلى مصادر قريبة من جامعة الفهري فإنه سيتم اللجوء إلى مختبر وطني تابع للدرك الملكي يتوفر على تجهيزات معترف بها من طرف الإتحاد الدولي لكرة القدم من أجل القيام بمهمة البحث عن اللاعبين الذين يتعاطون للمنشطات، فيما استبعدت المصادر ذاتها اللجوء إلى مختبر تونس. ومن خلال هذا الإجراء الجديد الذي يدخل ضمن مجموعة الإصلاحات والتغييرات التي تقوم بها الجامعة من أجل الإنتقال إلى الإحتراف من بابه الواسع، وذلك مثلما أخبرت به الفيفا جميع الإتحادات التي ما زالت تعيش على إيقاع الهواية، حيث منحتها نهاية 2010 المنقضية كآخر أجل لتطبيق هذا المفهوم الجديد، والذي تأمل من ورائه إلى الرقي بهذه اللعبة إلى ما هو أفضل. وتعيش الرياضة الوطنية كل أنواع المنشطات التي أصبحت متفشية بشكل كبير بين صفوف الممارسين، خصوصا رياضتي ألعاب القوى بنسبة كبيرة وكرة القدم التي يعتمد فيها اللاعبون على بعض الأساليب القديمة في التعاطي لبعض المواد المحظورة والتي تؤثر بشكل سلبي على صحة متعاطيها. ونجد عددا ليس باليسير من لاعبي البطولة الوطنية يتعاطون شتى أنواع المنشطات والتي تعد دخيلة على المجتمع المغربي كالشيشا والكوكايين، إضافة على المعجون وحبوب الهلوسة (القرقوبي)، وذلك بهدف منح قوة إضافية ونشاط للجسم للظهور بمستوى لافت خلال المباريات. وارتباطا بالموضوع قامت اللجنة الطبية داخل فريق الرجاء البيضاوي في شخص البروفيسور محمد العرصي بحملة تحسيسية اتجاه اللاعبين من أجل حثهم على عم تناول بعض الأدوية التي تحتوي على مواد منشطة قد تطيح بصاحبها خلال الإختبارات المتعلقة بالفحص على المنشطات، وذلك خلال المعسكر التدريبي المغلق الذي يقيمه الفريق بالغولف الملكي بالجديدة. وتأتي هذه المبادرة في إطار مشاركة الرجاء في دوري عصبة أبطال إفريقيا، وبالتالي توعية اللاعبين من تفادي بعض المواد المنشطة التي قد تكون لها عواقب وخيمة بالنسبة للاعب بالدرجة الأولى وكذا النادي، خصوصا أن الفريق البيضاوي سبق له أن وقع في المحظور بعدما أسقطت الفحوصات إسم اللاعب عبد الواحد عبد الصمد خلال إحدى المباريات الإفريقية أمام الأهلي المصري خلال موسم 2003- 2004، مما عرضه إلى عقوبة التوقيف لمدة سنتين. ولم يقتصر الأمر في التعاطي لهذه المواد المنشطة على اللاعبين المحليين فقط، بل أن بعض المواقع الإلكترونية سبق أن قامت بعرض شريط لبعض العناصر المحترفة وهي تدخن الشيشة في إحدى المقاهي البعيدة عن أنظار الجميع، مما يؤكد أن هذه الظاهرة أصبحت موضة متفشية بين صفوف الرياضيين. إذا، فالحرب على المنشطات سينطلق بداية من الموسم المقبل، وهذا ما سيعرض العديد من اللاعبين لعقوبات مختلفة، بالرغم من الإجراءات الزجرية المحتملة في هذا الإتجاه من طرف الجامعة، لأنه من الصعب الإقلاع عن هذه الآفة في البداية، وأن الأمر يتطلب مجهودات كبيرة من طرف الأندية للحد من ظاهرة التعاطي للمنشطات، خاصة بالنسبة للعناصر التي اعتادت مثل هذه الممارسات، لكون هذه المواد المحظورة تساعدها على تقديم مستويات لافتة. الكرة الآن في مرمى الأندية بعد قرار الجامعة، لأنها مطالبة بالقيام بحملات تحسيسية اتجاه اللاعبين من طرف الأطقم الطبية التابعة لها، من خلال حثهم على تجنب بكل من له صلة بقضية المنشطات، سواء تعلق الأمر بتناول بعض الأدوية والتي غالبا ما تتم بدون استشارة طبيب الفريق، بالإضافة إلى الإبتعاد عن تدخين الشيشة والمعجون والكوكايين الذي تفشى بشكل كبير في المدة الأخيرة بين صفوف اللاعبين. فالموسم الماضي عاشت مجموعة من الأندية مشاكل متنوعة أثرت على مسيرتها داخل البطولة بسبب سلوكات بعض عناصرها، مما عرضها في أكثر من مرة على اللجنة التأديبية للفريق، خصوصا أن أصبحت معروفة من طرف الرأي العام بممارساتها المنافية للروح الرياضية، و نتمنى أن يكون قرار الجامعة بمثابة سيف ديموقليدس مسلط على رقاب هؤلاء اللاعبين للإقلاع عن هذه السلوكات التي قد تضر بمستقبلها الرياضي.