من المرتقب أن يحل، يومه الأربعاء، وفد وزاري يترأسه عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن بمدينة جرادة التي تشهد احتجاجات جماهيرية منذ ما يزيد عن 10 أيام، بعد مقتل أخوين ببئر لاستخراج الفحم الحجري نهاية دجنبر الماضي. في هذا السياق، حذرت مصادر محلية من انفجار الوضع بإقليم جرادة وإشعال فتيل الاحتجاجات بشكل أقوى، حيث قالت هذه المصادر ل "بيان اليوم" إن اللقاء الوزاري المرتقب من الواجب أن يكون بين لجان الأحياء التي شكلتها الساكنة والتي تقود الاحتجاجات، من جهة، والوفد الوزاري، من جهة أخرى. وتابعت مصادرنا أنه "في حالة ما إذا اختار الوفد الوزاري لقاء المنتخبين فإن الوضع سينفجر وسيدفع الساكنة نحو التصعيد". وعن أسباب ذلك، قالت ذات المصادر إن الإشكال يكمن في عدم ثقة الساكنة في بعض المنتخبين الذين يشكلون بحد ذاتهم مشكلا ودافعا للاحتجاج، كاشفة، في هذا الإطار، أن بعض المنتخبين ينعتون في المدينة ب "أباطرة الفحم"، إذ يمتلكون شركة لتسويق الفحم الحجري التي تقتني الفحم من شباب المدينة بثمن زهيد جدا لا يساوي مغامرة هؤلاء الشباب الذين ينقبون عليه بشكل "عشوائي وخطير" بين الآبار التي تركتها شركة "مناجم المغرب". وأشارت المصادر إلى أن هناك تواطؤا بين منتخبين لاستغلال الشباب بالمنطقة ودفعهم للتنقيب عن الفحم وبيعه مقابل ثمن زهيد وبشكل غير قانوني، في حين يقوم المنتخبون بتحويله لشركة قانونية وبيعه بأسعار مرتفعة دون أن يفكروا في تحسين وضعية شباب المنطقة. من جهة أخرى، تعرف مدينة جرادة، بشكل يومي، احتجاجات عارمة للساكنة التي تنسق فيما بينها عبر لجان الأحياء التي تم إحداثها لقيادة الاحتجاجات وتأطيرها في اتجاه المطالبة ببديل اقتصادي عن "مناجم الموت" وعدالة اجتماعية وكرامة بدل "الرغيف الأسود". كما خاضت الساكنة، مساء أمس الثلاثاء، احتجاجات بأرجاء المدينة، إلى حدود ساحة البلدية التي أضحت قبلة لنقاشات الساكنة. وحسب مصادر من عين المكان، فإن الساكنة اختارت أن تلتقي الوفد الوزاري الذي سيحل يومه الأربعاء قبل خوض أي شكل احتجاجي تصعيدي. إذ من المرتقب أن تعرف ساحة البلدية نقاشا مستفيضا مساء يومه الأربعاء لتدارس الخلاصات التي سيتم التوصل إليها من خلال الاجتماع. إلى ذلك علمت "بيان اليوم" أن عشرات المحتجين من مناطق مجاورة كمدينة وجدة، ومنطقة بني مطهر، وتكافايت، وجرسيف التحقوا باحتجاجات جرادة، حيث اختار بعضهم القدوم إلى "جرادة" مشيا على الأقدام كتعبير احتجاجي على الأوضاع التي تعرفها جهة الشرق، خصوصا ساكنة بني مطهر وتكافايت التي قضت ليلة من السير على الأقدام، يوم الخميس الماضي، للالتحاق بالإضراب العام الذي عرفه الإقليم يوم الجمعة الماضي، والذي رافقته احتجاجات سميت "جمعة الغضب"، جابت الساكنة، خلالها، ما يزيد عن 40 كيلومتر مشيا على الأقدام. هذا واختار شباب المنطقة مجموعة من الأشكال الإبداعية للتعبير عن غضبهم حيال الأوضاع بالمنطقة، إذ أقدم تلاميذ إحدى الثانويات بمدينة جرادة على ارتداء الملابس المستعملة في التنقيب على الفحم، وقاموا بطلاء وجوههم باللون الأسود، في إشارة منهم إلى الأوضاع الصعبة التي يبحث فيها آباؤهم وأسرهم عن لقمة العيش بين آبار الفحم بجرادة أو "مناجم الموت" كما اختار البعض تسميتها.