«سوسيولوجية الدولة بالمغرب.. إسهام جاك بيرك» عنوان كتاب للباحث عادل المساتي صدر مؤخرا عن «سلسلة المعرفة الاجتماعية السياسية». وقام بتقديم هذا الكتاب، الذي صدر في 191 صفحة، الأستاذ أحمد بوجداد منسق مجموعة الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية والسياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال-الرباط. ويتضمن الكتاب (من الحجم الصغير) إضافة إلى المقدمة وفصلا تمهيديا للتعريف ب»العلامة جاك بيرك وتقديم أعماله»، الفصل الأول الذي يتطرق فيه المؤلف إلى موضوع «الدولة بالمغرب في منظور بيرك: من النشأة إلى الانتشار المجالي»، والفصل الثاني حول «المغرب الكولونيالي في منظور بيرك». كما يشتمل المؤلف بين دفتيه تعريفا بالكاتب جاك بيرك إذ يتطرق إلى مراحل حياته منذ ولادته بالجزائر ومروره بمرحلة تواجده بالمغرب حيث كان مراقبا مدنيا بايمنتانوت سنة 1947، وإنجازه سنة 1955 أطروحته قصد نيل الدكتوراه حول موضوع «البنيات الاجتماعية للأطلس الكبير». وقال الأستاذ بوجداد في تقديمه للكتاب، الذي هو في الأصل أطروحة لنيل إحدى الشهادات الجامعية العليا, «إن عبقرية جاك بيرك الفذة ورصيده العلمي الهائل (164 كتابا ودراسة إضافة إلى عشرات المداخلات والمقابلات الموزعة بين التاريخ والسوسيولوجيا السياسية والتاريخ الاجتماعي والاقتصادي والقانون واللغة...)، بوأته مكانة علمية مرموقة سمحت له بالولوج مبكرا إلى أرقى المؤسسات العلمية بأوروبا». واعتبر الأستاذ بوجداد أن العلامة جاك بيرك شخصية علمية نادرة قلما جاد بها التاريخ الثقافي الحديث، إذ تناغمت حياته الخاصة بحياته المهنية والعلمية فألفت سيمفونية رائعة، تجسدت في تطابق تحقيب مراحل حياته المهنية بتطور حياته العلمية. وأشار في هذا الصدد إلى أنه يعتبر أحد رواد السوسيولوجيا الكولونيالية العربية ومن الداعين إلى تأسيس انثروبولوجيا جديدة، دون أن ننسى كونه منظرا لامعا لحركة تصفية الاستعمار. وأضاف أنه إضافة إلى كونه يجمع بين اختصاصات المؤرخ السوسيولوجي والانثربولوجي والسيميولوجي، فإنه أحيانا يكتب بأسلوب شاعري، فهو يتمتع بقدرة كبيرة على الانتقال من حقل معرفي إلى آخر، والنهل من مختلف مصادر المعرفة الانسانية على اختلاف مشاربها وتطويعها وصبها في قوالب خاصة به حتى أصبحت هناك لغة ومنهجا خاصين به وحده. وعن أسباب إخراج هذا الكتاب إلى حيز الوجدود، قال الكاتب عادل المساتي إن الفرضية التي ينطلق منها هذا البحث تقوم على أن اختيار موضوع الدولة في المغرب في كتابات من حجم كتابات بيرك من شأنه أن يعمق معرفتنا العلمية بالموضوع. وأوضح أن ما يؤسس لذلك هو وجود مجموعة من الأبحاث الرصينة أنجزها باحثون أجانب حول المغرب تستحق الالتفات بل وتستلزم الرجوع إليها بقصد إغناء البحث العلمي بالمغرب والدفع بعجلته إلى الأمام. وقال إن بيرك يعطي صورة شاملة عن التطور السياسي بالمغرب مصحوبا بتحليل وافي للتطورات الاجتماعية والاقتصادية وذلك منذ بداية الحماية حتى مرحلة متقدمة من الاستقلال مرورا بمحاكمة بيرك للمرحلة الاستعمارية، إضافة إلى تميزه بالتنوع الكبير لمعارفه وكثافة عبارته وغزارتها.