يعرض الكاتب والناقد اللبناني جهاد فاضل في كتاب له صدر أخيرا، مسيرة الفنان الكبير الراحل محمد عبد الوهاب وتوازيها مع مرحلة من حياة أمير الشعراء احمد شوقي ليعيد طرح سؤال هو هل كان محمد عبد الوهاب «صناعة شوقية». وهو من خلال عرض مسيرة الموسيقار والمطرب الشهير وعلاقته بأمير الشعراء، يعيد طرح تساؤلات وصف الكاتب أصحابها بأنهم خبثاء. هذه التساؤلات التي قد يتوهم البعض من القراء أن طرح جهاد فاضل لها لم يخل من شيء من الخبث أيضا أو من الابتعاد عن إطلاق التهم مباشرة والتصرف بما يشبه اللجوء إلى تعبير للصحافي اللبناني الشهير غسان تويني هو «لغيرنا أن يقول ذلك»، دارت حول نوع العلاقة التي كانت قائمة بين هاتين الشخصيتين الكبيرتين. الكتاب الذي حمل عنوان «محمد عبد الوهاب.. بين التقليد والتجديد»جاء في 172 صفحة متوسطة القطع وصدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت. محتويات الكتاب عامة جاءت على الشكل التالي: هل كان صناعة شوقية، وتحته عناوين فرعية منها فصلان: متصوران، على طريقة المقابلات الصحافية المتصورة التي تقوم على حقائق. والفصلان هما «عبد الوهاب كما راه شوقي»و»شوقي كما رآه عبد الوهاب». ومنها عنوان آخر هو «يبايع شوقي إمارة الشعر». العنوان الأساسي الثاني كان «جفنه علم الغزل، العلاقة مع الأخطل الصغير، أي الشاعر اللبناني بشارة عبد الله الخوري ثم عناوين منها: ألحقه العقاد بجماعة اللصوص الظرفاء، ثم لقاء قمة مع أم كلثوم، و»بدأ مطربا وانتهى فيلسوفا» وعناوين فرعية أخرى انتهاء بما يلي: «عندما يأتي المساء» و»شهريار شرقي» و»مشاريع موؤدة» و»فهرس الإعلام» و»فهرس الأماكن». الفصل الأول يبدأه جهاد فاضل بالقول «إذا كان من المبالغة القول إن محمد عبد الوهاب «صناعة شوقية» استنادا إلى الأثر الكبير لأمير الشعراء شوقي في سيرته وفي فنه، فلا شك أن محمد عبد الوهاب لم يكن (ليكون) هذا العملاق الكبير في تاريخ الفن العربي المعاصر لولا شوقي. فشوقي ومجالسه وما كان يدور فيها من أفكار ونقاشات هما اللذان صنعا هذه الظاهرة الفنية الخالدة». وأضاف «كان من تقليد أهل الصناعة الواحدة كالفن والغناء والشعر والأدب أن يلزم المريد مجلس شيخه ليتتلمذ عليه ويأخذ منه حتى يتحول إلى شيخ. لكننا في حالة شوقي وعبدالوهاب. لم نكن إزاء شيخ ومريد من أهل الصناعة الواحدة بل إزاء شيخ ومريد من صناعتين مختلفتين». ومضى «فقد احتضن شوقي عبد الوهاب واهتم به اهتماما شديدا بحيث لم يكن يفارقه على مدار الساعة. ويقول عبد الوهاب انه كان يلتقي شوقي يوميا من الساعة الثانية عشرة ظهرا ويظلان معا حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.وقد أثارت هذه العلاقة حنق بعض أفراد أسرة شوقي ومنها ابنه حسين الذي كان يتشاجر كثيرا مع عبد الوهاب لأنه كان يأخذ من طريقه الوقت الذي يفترض أن يخصصه له والده». وقال إن عبد الوهاب سخر في حوار تلفزيوني من القصيدة التي غناها من نظم حسين شوقي ومطلعها «سهرت منه الليالي، ما للغرام ومالي»، فقال إنها قصيدة فاشلة سخيفة لا معنى لها وأنها القصيدة الوحيدة لحسين شوقي «إذ لم يكتب قبلها شعرا ولا بعدها».