جرت بمدينة الدارالبيضاء، أمس الأربعاء، مراسيم تشييع جثمان الراحل عبد العزيز التازي، مؤسس مجموعة «ريشبوند». وبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء، حيث ووري الثرى في موكب جنائزي مهيب، بحضور أفراد عائلته، وبعض الفعاليات السياسية ومحامين وأساتذة جامعيين ومئات من العمال والأطر العاملين بشركاته. وكان الراحل، المعروف بمؤسس مجموعة «ريشبوند»، قد توفي أول أمس الثلاثاء، عن عمر يناهز 91 سنة، بعد أن كرس حياته للعمل الدؤوب والجاد بعيدا عن الأضواء. وكان للمرحوم، علاقة متينة مع عبد الله العياشي وعلي يعته ومع باقي القادة الآخرين للحزب الشيوعي المغربي، كما لعب دورا مهما في مجال المقاومة، وبالأخص في المهام المرتبطة بالتواصل في الحزب. بيان اليوم التقت بعض الشخصيات السياسية ممن جايلوه واستقت منها الشهادات التالية: شهادات في حق الراحل عبد العزيز التازي عبد الواحد سهيل: رجل شجاع في مواقفه ومتشبث بمبادئه السي عبد العزيز رحمه الله، من الناس الذين بدأوا حياتهم كمناضلين شباب. انخرط في صفوف حزب الشورى والاستقلال، ثم التحق بالحزب الشيوعي المغربي. لعب دورا في النضال من أجل الاستقلال، كان قريبا من الرفاق في الدارالبيضاء، كان صديقا حميما للرفيق عبد الله العياشي والرفيق علي يعته. بقي في الحزب مواظبا كمناضل، واستمرت العلاقات مع السي عبد العزيز التازي، وأفراد من عائلته الذين كانوا مناضلين في الحزب منذ السرية. كان رحمه الله، شجاعا في مواقفه، ومتشبثا بمبادئه، وقدم دعما كبيرا للحزب سواء من الناحية السياسية أو من الناحية المادية، ونفس التعامل كان له مع قوى تقدمية وديمقراطية أخرى. من جانب آخر، فقد أنشأ نشاطا اقتصاديا جديدا وتوفق فيه، حيث اشتغل منذ البداية على المواد المشتقة من البلاستك، في إطار شركة صغيرة، وواصل عمله بشكل عصامي وكان يعتمد على الأسواق الشعبية، إلى أن طور هذه الشركة لتصبح مجموعة اقتصادية من أهم المجموعات في المغرب، اشتهرت بصناعة الأثاث والنسيج. فقدان السي عبد العزيز التازي، يحرمنا من جيل الرواد الذين بنوا الحزب وغامروا في وقت كانت فيه المغامرة محفوفة بالمخاطر، وقد حرص الجيل الذي جاء من بعده والجيل الموالي على استمرار التجربة مع حزب التقدم والاشتراكية. السي عبد العزيز التازي، كانت علاقته وطيدة مع الرفاق الرواد كشعيب الريفي، وشمعون ليفي، وأوبلا القوقجي، وعبد السلام بورقية. كانت هذه العلاقة مبنية على الوفاء وعلى الثقة. كان رجلا متواضعا ويشتغل بكثير من التروي، وكان لا يفصح عن رأيه بشكل مباشر إذا لم تكن له ثقة في محاوره. كان الحزب كلما احتاج إلى سي عبد العزيز التازي، وجده داعما ومساندا. إسماعيل العلوي: سي عبد العزيز كان وفيا لوطنه ولحزب السي عبد العزيز التازي رحمه الله، كانت له علاقة متميزة مع الراحلين عبد الله العياشي وعلي يعته. وتعرفت عليه عن طريق الرفاق الذين جايلوه. فقد ظل وفيا للمبادئ التي ناضل من أجلها في المقاومة من أجل استقلال الوطن، كما بقي وفيا للحزب ولمبادئه وأفكاره، وظل يدعم الحزب ماديا وسياسيا. السي عبد العزيز التازي، رجل عرف بتواضعه الكبير، كان يعيش في الظل، ويناضل في صمت من أجل خدمة قضايا الوطن والشعب. أحمد سالم لطافي: مناضل وفي لأصدقائه وذو أخلاق عالية تعرفت على السي عبد العزيز التازي رحمه الله، في سبعينيات القرن الماضي، ببيت الرفيق عبد الله العياشي الذي كانت تجمعه معه علاقة كبيرة جدا، وكانا صديقين حميمين. فقد كنت أستمع بإمعان، وبصمت إلى حديثهما، عن الاستقلال وعن المقاومة، لأن كل حكاياتهما كانت شيقة، وكانت مفيدة بالنسبة لي، بالنظر إلى حجم المعلومات التي كان الراحلان يثيرانها أثناء حديث بعضهما البعض. معلوم أنه في البداية كان سي عبد العزيز التازي منضويا في صفوف حزب الشورى والاستقلال، قبل أن يلتحق بالحزب الشيوعي المغربي، حيث ظل مناضلا وفيا، إلى جانب رفاقه عبد الله العياشي وعلي يعته وغيرهم من جيل الرواد. السي عبد العزيز رحمه الله، لم يبخل عن الحزب بأي شيء، كان داعما له ماديا وسياسيا، كان رجلا فاضلا، متواضعا جدا، وذا أخلاق عالية، ظل مؤمنا بالقيم التي كان يناضل من أجلها داخل الحزب الشيوعي المغربي. كان السي عبد العزيز وفيا لأصدقائه، فلم يبخل على الرفيق عبد الله العياشي لما اشتد عليه المرض، وكانت ابنته آسيا، في كثير من المرات، تأتي وتأخذه إلى المنزل حيث كان يحظى باحترام العائلة كلها، فهي عائلة متميزة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وزوجة السي عبد العزيز امرة فاضلة وخلوقة، بالإضافة إلى ابنه كريم المناضل التقدمي، فهي عائلة متميزة تفرض احترامها على الجميع. السي عبد العزيز رحمه الله، رجل اشتغل بعصامية، واستطاع أن يطور في مجال اشتغاله، العديد من المواد. حيث يعود له الفضل في تطوير مجموعة من المنتجات الصناعية، خاصة تلك المتعلقة بالأثاث والنسيج.