كان الراحل متفانيا في حب الوطن ومناصرا للشغيلة المغربية ومدافعا عن الطبقات المسحوقة ووري جثمان الفقيد الحاج محمد بنبلا، الثرى، بعد عصر أول أمس الاثنين، بمقبرة الرحمة بالحي الحسني بالدارالبيضاء، بحضور أفراد عائلته، والعديد من رفاقه ورفيقاته، في المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، واللجنة المركزية وفي الفروع المحلية والإقليمية بجهة الدارالبيضاء - سطات. وبهذه المناسبة، ألقى عبد الواحد سهيل، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، كلمة عدد فيها مناقب الفقيد، الذي كرس حياته من أجل خدمة وطنه وشعبه، مستعرضا مسار حياته النضالية سواء في الحزب أو في صفوف النقابة الموحدة للنسيج التابعة آنذاك للاتحاد المغربي للشغل. واعتبر سهيل أن الفقيد بنبلا، يعد أحد القادة السياسيين لحزب التقدم والاشتراكية الذين طبعوا بنضالهم مسيرة المغرب الحديث، حيث انخرط في الحركة العمالية في الخمسينيات، وهومازال شابا، وكان متفانيا في حب الوطن ومناصرا للشغيلة المغربية ومدافعا عن الطبقات المسحوقة والمستضعفة، رغم كل المضايقات والصعوبات التي كان يواجهها. وأكد سهيل أيضا في كلمته، أن مناضلات ومناضلي الحزب ما يزالون على الطريق، طريق الوحدة والنضال، متشبثون بمبادئ الحزب والذود عن الشعب وحقوقه وثابتون على العهد، أوفياء للوطن ولتضحيات الشهداء. شهادات اسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية: بنبلا مناضل كبير وسياسي ملتزم اختار أن يبقى دوما في الظل كان سي محمد رحمه الله مناضلا مثاليا في صفوف حزب التقدم والاشتراكية.. كان يتميز بالتزامه السياسي المستمر، وكونه كان عضوا نشيطا وملتزما في المكتب السياسي ضمن الأعضاء المنبثقين من الطبقة العاملة، لم يمنعه من أن يبقى وفيا أيضا لقضايا هذه الطبقة ولمهنته وزملائه في قطاع النسيج، بحيث لم يطالب أبدا بالتفرغ، طيلة المدة التي تحمل فيها المسؤولية السياسية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنه كان يضع مصلحة الطبقة العاملة، ومصلحة الوطن، وكذا مصلحة الحزب، فوق كل اعتبار.أتذكر له عددا من المواقف القوية وخاصة موقفه في سنة 1969 عندما تعرض حزب التحرر والاشتراكية لمحاكمة جائرة، ونودي على الفقيد للشهادة. وكان رحمه الله قد قام في نفس السنة، بأداء مناسك الحج ضمن الوفد المغربي الرسمي.. فكانت شهادته قوية لفائدة حزبه الذي كان من يحاكمونه يتهمونه آنذاك بالإلحاد، حيث أكد الحاج بنبلة أنه فخور بنضاله في صفوف حزب التحرر والاشتراكية وريث الحزب الشيوعي، مؤكدا أن ذلك لم ينقص في شيء من قوة إيمانه وعمق تشبثه بعقيدته الإسلامية. كما أتذكر أيضا الدور الهام الذي لعبه الفقيد في تحرير منطقة سيدي إيفني وهو المنحدر من منطقة سوس. وعلى الرغم من أن الحاج بنبلة كان يصر دوما على أن يبقى في الظل بكل تواضع.. لكنه في نفس الوقت كان مناضلا كبيرا بمعنى الكلمة في ظل حزبه ولأجل أبناء وطنه. فلا يمكننا إذن إلا أن نعبر عن أسفنا وعميق حزننا لفقدان مناضل من طينته. وبهذه المناسبة أقدم تعازي الحارة لأسرته ولحزب التقدم والاشتراكية ولكافة المناضلين. محجوب الكواري عضو مجلس رئاسة الحزب:مناضل سيظل اسمه منقوشا في تاريخ حزب التقدم والاشتراكية الحاج محمد مناضل سيظل اسمه منقوشا في تاريخ حزب التقدم والاشتراكية، له رصيد نضالي حزبي ونقابي داخل الاتحاد المغربي للشغل، مليء بالعطاء الفياض من التضحيات لخدمة وطنه. كان قائدا في تنظيم ناحية الدارالبيضاء كما كان قدوة ونموذج يحتدى به من قبل باقي الرفاق في الديوان السياسي للحزب. كان للسي محمد أسلوب خاص في تكوين الرفاق ينبني على الإقناع في التواصل مع الشباب وحثهم على الصبر ومواصلة النضال وعدم التفريط في مبادئ الحزب مهما كانت الظروف. رحمة الله على السي محمد وعزاؤنا أن ذكراه ستبقى حية وحاضرة بيننا، عزاؤنا أن الأهداف والمطامح الديمقراطية التي ناضل من أجلها، عبر سنوات، تتجسد اليوم على الأرض ويساهم حزب التقدم والاشتراكية إلى جانب شعبنا وقواه الحية، في ترسيخها وتعزيز البناء الاقتصادي والنهوض الاجتماعي في إطار مشروع مجتمعي حداثي وديمقراطي. عبد الطيف أعمو عضو المكتب السياسي:فقدانه خسارة كبيرة للحزب الحاج محمد هو من المناضلين العصاميين القلائل داخل التقدم والاشتراكية من الجيل الأول، كان مؤمنا بحتمية التطور واستمرار الصراع من أجل تحرر الإنسانية من الاستعباد والاستغلال والاستعمار. انخرط منذ كان شابا في الحركة العمالية في الخمسينيات عن قناعة وإيمان بهذه المبادئ النبيلة التي اكتست بعدا أساسيا في عمله النقابي الذي اكسبه شحنة قوية كمناضل بالحركة الشيوعية في الخمسينيات، وهي الحركة التي كانت تتعرض للمضايقة والمناهضة خصوصا في مدينة الدارالبيضاء. الحاج محمد كان على قناعة تامة بالنضال العمالي في طليعة الشعب المغربي من أجل التحرر والاستقلال، صمد وتحمل كل أساليب القمع حاملا لواء التحرر والاشتراكية ولواء التقدم والاشتراكية. كنت أعرفه في التحرر والاشتراكية لما كنا نهيئ أطروحة الثورة الوطنية الديمقراطية، وما زالت أمام عيني صورته كشاب حيوي متحرك يملأه الإشعاع والنشاط أثناء الإعداد للمؤتمر الأول للحزب بالدارالبيضاء. أتذكر المكانة المتميزة التي كان يحظى بها السي محمد لدى المرحوم علي يعته، كما أتذكر العلاقة الطيبة التي كانت تربطه بباقي رفاق الحزب. من مميزات السي محمد أنه كان يحب خدمة الحزب والمساهمة في تكوين الرفاق الشباب، إن فقدانه خسارة كبيرة للحزب ولكنه ترك حياة مليئة بالذكريات التي لا يمكن إلا أن تساهم في استمرار الأمل والثقة في المستقبل. أحمد زكي عضو المكتب السياسي:الفقيد نموذج للعامل المغربي الواعي كان الرفيق الحاج محمد بنبلا قدوة بالنسبة لنا في الحزب، لكونه كان نموذجا للعامل المغربي الواعي، الطموح لخدمة مصلحة البلاد، بالإضافة إلى دفاعه عن قضايا الشغيلة. ومن خلال نضالنا المشترك، كنا نلمس في الفقيد الثبات في المواقف، خصوصا فيما يتعلق بقضايا العمال، حيث كان دائما يعرض على الهيئات الحزبية، قضايا التضامن مع العمال والدفاع عن قضاياهم. وشكل الفقيد بنبلا رفقة مجايليه من أمثال الرفاق عباس ظهير، مصطفى نجمي، وابراهيم واحمان، قدوة في النضال، ساعدهم في ذلك، وعيهم السياسي المبكر، مما فتح لهم آفاق النضال ويساهمون في التنظير في القضايا الكبرى التي تهم البلاد. وقد كنا في الحزب، خصوصا بالدارالبيضاء، نعطي أهمية كبيرة لقضايا الشغيلة. عبد الواحد سهيل عضو المكتب السياسي:رحيل رجل من طينة الكبار كان الراحل محمد بنبلا مناضلا من المناضلين الكبار، ميزه ذكاء خارق وظفه لخدمة حزبه ولخدمة الطبقة الكادحة. ولا غرابة في ذلك فالرجل تشبع بمبادئ الحزب الشيوعي المغربي وبعده حزب التحرر والاشتراكية ثم حزب التقدم والاشتراكية. كما ساعده تكوينه العصامي وتمرسه كعامل في معمل للنسيج ثم كنقابي في ّإطار الاتحاد المغربي للشغل على الالتصاق بهموم الطبقة العاملة وقضايا الشعب. وهي الهموم ذاتها التي يحملها حزبه الذي كان الراحل من الموقعين على وثائق تأسيسه. فإمضاؤه لازال ناصعا في وثائق تأسيس حزب التحرر والاشتراكية وحزب التقدم والاشتراكية . الحاج حمد بنبلا كان رجلا شعبيا، لا تفارق الابتسامة شفتيه، وكان صديقا للعديد من قيادات الحزب ولأجيال متعاقبة من المناضلين. انتخب في مجلس الرئاسة في المؤتمر التاسع وأعيد انتخابه في المؤتمر العاشر. رحم الله رفيقنا المناضل. كان بالفعل من طينة الكبار . أحمد سالم لطافي عضو المكتب السياسي:الحزب يفقد أحد أعمدته برحيل الحاج محمد أوبيلا، يفقد حزب التقدم والاشتراكية أحد أعمدته وأحد مناضليه الكبار. فقد وهب محمد أوبيلا كل حياته للحزب الشيوعي المغربي ولحزب التحرر والاشتراكية ولحزب التقدم والاشتراكية. تعرفت على الحاج محمد بنبلا وأنا حديث العهد بالحزب. كان آنذاك عضوا بالمكتب السياسي لحزب التحرر والاشتراكية ثم للتقدم والاشتراكية. عرفته مذ ذاك مناضلا صلبا يجسد انخراط الطبقة العاملة في العمل السياسي. لم يكن هذا الانخراط عاديا، بل كان انخراطا صلبا، مشاكسا وقويا قهر كل المضايقات والصعوبات. كان الحاج محمد بنبلا مثالا وقدوة لنا جميعا، وعنوانا للصيغة التي يجب أن تنخرط بها الطبقة العاملة في العمل السياسي. انخراط متبصر وواع بالقضايا الايديولوجية والسياسية.الحاج محمد بنبلا رفيق وصديق فقدناه اليوم بألم شديد. عزاؤنا لأسرته وأقربائه ولرفاقه وكل المناضلين من أجل نصرة قضايا الوطن والشعب. أحمد بوكيوض عضو اللجنة المركزية: بنبلا نجم لامع في حياة الحزب الحاج محمد بنبلا من قدماء الحزب ومن المناضلين النشيطين منذ بزوغ فجر الاستقلال. في منتصف خمسينات القرن الماضي، ومن معمل النسيج ببوركون بالدارالبيضاء، أعلن بداية النضال في صفوف الحزب وعاش كل مراحله سواء في السرية أو بعد انتزاع الشرعية. حضر الراحل المؤتمر الثالث للحزب سنة 1966 كان عضوا فاعلا في لجنته المركزية، ومن الموقعين على وثائق التأسيس، قبل الالتحاق بالديوان السياسي في حلته الجديدة التي ضمت مناضلين من الجيل الجديد. ونعني بذلك جيل ما بعد علي يعته وعبد السلام بورقية وعبد الله العياشي وغيرهم. لم يفتر نجم الحاج بنبلا في الدارالبيضاء خاصة ضمن خلايا المدينة القديمة أو على مستوى ناحية الدارالبيضاء. كانت الحياة الحزبية تسري في دمه، لا يتخلف عن الاجتماعات ولا عن الأنشطة بما في ذلك البيع النضالي لجريدتي الحزب. رحم الله الحاج محمد بنبلا وعزاؤنا لعائلته ولكل المناضلين.