قال مسؤول في إدارة الرئيس لوران جباجبو أول أمس الأحد إن التحقيق الذي تعتزم الأممالمتحدة إجراءه في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في ساحل العاج سيكون بلا فائدة دون تعاون السلطات الموالية لجباجبو. وهوت ساحل العاج في اتون ازمة بعد ان رفض الرئيس المنتهية ولايته لوران جباجبو التخلي عن السلطة بعد انتخابات الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني التي ادت الى اعمال عنف في بلد ما زال مقسما بعد حرب اهلية دارت عامي 2002 و2003. واعترفت لجنة الانتخابات في ساحل العاج وبعض الدول الكبرى والجمعية العامة للامم المتحدة بمنافسه الحسن واتارا فائزا في الانتخابات. وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الاممالمتحدة في بيان «أبلغ الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الرئيس واتارا بأنه شعر بقلق بسبب التقارير التي تحدثت عن حدوث انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان» وذلك في إشارة الى اتصال هاتفي بين واتارا وبان أمس السبت. ويقول أنصار واتارا إن القوات الموالية لجباجبو تتصيدهم في الليل وتقتلهم أو تخطفهم. وقالت الأممالمتحدة ان عدد القتلى زاد على 170. بينما زاد عدد المصابين على 200. وأعلنت قوة الأممالمتحدة في ساحل العاج الشهر الماضي إن القوات الموالية لجباجبو تمنع الوصول لما قد يكون مقبرة جماعية قرب ابيدجان. وأبلغ دبلوماسيون من الأممالمتحدة رويترز أن قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في ساحل العاج ما زالت ممنوعة من دخول هذا المكان. وأضافوا «أن (بان) قال إنه صدرت تعليمات لقوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في ساحل العاج ببذل قصارى جهدها من اجل الوصول إلى المناطق المنكوبة لمنع الانتهاكات والتحقيق فيها وتسجيلها حتى يمكن محاسبة المسؤولين». وقال فيهي توكبا المدير العام لوزارة الداخلية التابعة لجباجبو لرويترز في اتصال هاتفي ان مثل هذا التحقيق لن يقود الى شيء من دون تعاون قوات الأمن في ساحل العاج. وأضاف «كيف يمكن للأمم المتحدة أن تجري تحقيقا في ساحل العاج من دون مشاركة السلطات في ساحل العاج.. ما هي قيمة ذلك..» «حينما تكون هناك حاجة لاستجلاء الحقائق فسنبنيها على الحقائق.. لا على الادعاءات.» وتابع انه إذا كانت هناك أدلة على وجود مقبرة جماعية فعلى الأممالمتحدة أن «تقول لنا.. أين هي». وفي تحد للضغوط الدولية المتزايدة أكد جباجبو من خلال تلفزيون الدولة دعوته لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لمغادرة البلاد واتهمها بإطلاق النار على المدنيين. ورفضت البعثة اتهاما مماثلا في موقعها على شبكه الانترنت قبل ثلاثة أيام ووصفته بأنه «كاذب» وأضافت أن تلفزيون الدولة ينشر معلومات خاطئة للتحريض على الكراهية. وفي الشهر الماضي قال سكان منطقة يعتقد إنها موقع مقبرة جماعية أن جيش ساحل العاج طوق الموقع ويقوم بإبعاد أي شخص يحاول الوصول إليه. وطلب واتارا من المحكمة الجنائية الدولية إيفاد بعثة إلى ساحل العاج للتحقيق في تقارير عن وقوع أعمال عنف في فترة ما بعد الانتخابات ارتكبتها القوات الموالية لجباجبو. وأكد واتارا هذا الطلب في اتصال هاتفي مع بان أمس. ويعتزم ثلاثة من رؤساء الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) عقد جولة ثانية من المحادثات غدا الموافق الثالث من يناير كانون الثاني مع جباجبو في محاولة لإقناعه بالتخلي عن السلطة وإلا تعرض لتنحيته بالقوة. وجاء في بيان للاتحاد الإفريقي أول أمس أن رئيس وزراء كينيا رايلا اودينجا الذي دعا لاستخدام القوة للإطاحة بجباجبو سيشارك في الاجتماع.