يبيع جنود أفغان مستاؤون أطباق البطاطس والأرز إلى الجنود الأميركيين في معسكر على خط الجبهة في الحرب ضد حركة طالبان, على أمل جمع بعض المال لرشوة قادتهم ليسمحوا له بقضاء عطلة مع عائلاتهم. ويقول هؤلاء الجنود إن بعضهم يحصل على هذه العطلة ولا يعود أبدا. وأسر بعض الجنود لوكالة فرانس برس انه نظرا لوجود أقليات أفغانية في الجيش, الذي يشكل الباشتون غالبية افراده, تبقى الرشوة الطريقة الوحيدة التي تضمن لهم الحصول على إجازات من قائدهم. وقال احدهم وهو شاب في العشرين من العمر ينتمي إلى إتنية الهزارة إن «القائد يقول لنا (ابحثوا في جيوبكم). إذا أعطاه احدهم المال يمكنه أن يحصل على إجازة. أنا لا املك المال لذلك لا استطيع الذهاب». وأكد جندي طاجيكي الاتنية من جهته طالبا عدم كشف هويته خوفا من أي إجراء انتقامي «بما أنني لست باشتونيا, فانا رخيص. ليست لي نفس قيمة الجندي الباشتوني». ويؤدي هذا الوضع إلى تقويض معنويات المجندين الشباب في قاعدة موسى قلعة الصغيرة في ولاية هلمند المضطربة التي تعد منطقة خطيرة جدا وأحد معاقل طالبان. وهذه ليست سوى واحدة من المشاكل التي يعاني منها الجيش الوطني الأفغاني الذي يضم 051 ألف رجل وتعد قوته عنصرا أساسيا في خطة القوات الدولية للانسحاب تدريجيا ونقل مسؤولية الأمن إلى القوات الأفغانية بحلول 4102. وكان تقرير لمنظمة مجموعات الأزمة الدولية غير الحكومية قال في مايو إن الجيش الأفغاني الحالي «عاجز عن مقاتلة المتمردين بمفرده», مشيرا إلى الانقسامات الاتنية والأمية والإدمان على المخدرات والفرار. وكشفت أبحاثها أن معظم الضباط من الباشتون والطاجيك الذي يشكلون على التوالي 24 و72 بالمائة من كل الأفغان, بينما يبقى تمثيل الهزارة والاوزبك غير كاف. وردا على هذه الاتهامات قال الجنرال محمد ظاهر عظيمي الذي يعمل في وزارة الدفاع أن الجيش الوطني الأفغاني متوازن اتنيا ولا يقبل بأي تمييز في صفوفه. وصرح لوكالة فرانس برس «لم نبلغ بأي إساءة معاملة جنود ينتمون إلى مجموعة اتنية من قبل مجموعة ضباط من اتنية أخرى أو ضباط يحصلون على رشاوى لإعطاء إجازات لجنود». وأضاف «سنحقق في هذه المعلومات وإذا وجدنا أنها صحيحة سنتخذ الإجراءات اللازمة. لن نسمح بأي نوع من التمييز في الجيش الوطني». وهذا الإقصاء لا يساعد في إثارة حماس المجندين في عملهم الجديد الذين اعترف كثيرين منهم بأنهم باقون في الجيش من اجل الأجر الضئيل الذي يبلغ 082 دولارا شهريا. وهم يشعرون بالخوف من هجمات طالبان أيضا على الجيش في المدن والبلدات الأفغانية. وقد قتل تسعة جنود في يوم واحد الشهر الماضي في كابول وقندوز. وقال الجندي الطاجيكي الذي يتوجب عليه ان يبقى في الجيش ثلاث سنوات أخرى «اشعر بالخوف. من لا يخاف من هجمات طالبان؟ إذا غادر الأجانب فلن يبقى لنا شيء». وأضاف الجندي الهزارة «معظمنا نخاف لأننا جئنا للحصول على المال فقط. نخشى ان نصبح على خط الجبهة». وتابع أن «معظم الجنود يحصلون على عطل ولا يعودون وبدون مساعدة المارينز لا يمكننا السهر على امن موسى قلعة», مؤكدا انه «بسبب المشاكل الاتنية سيبقى الجيش ضعيفا». ويقول قادة مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إنهم راضون عن التقدم الذي تحقق في تدريب الجنود في الدروس اليومية والدوريات المشتركة.وعندما تغادر دورية القاعدة يتقدم جنود المارينز على الطريق بينما يقوم الجنود الأفغان بعمليات بحث عن الأشخاص والمجمعات. لكن عندما تخوض القوات الدولية معركة مع طالبان يقف الجنود الأفغان في الصفوف الخلفية. وفي واحدة من الدوريات, عبر جندي اوزبكي عن اليأس الذي يشعر به كثيرون في الجيش. وقال «لا قيمة لغير الباشتون هنا. ماذا يمكنني أن افعل؟ كيف يمكن لبلدنا أن يبنى إذا كانت الأمور تسير بهذا الشكل».