لم يستسغ الرجاويون أن ينهي فريقهم المسار في الدوري الوطني في الرتبة الثانية ويضيع منه اللقب في آخر الأنفاس. ولم يقبل المحبون، المنخرطون، المهووسون بعشق الخضراء أن تتعثر الرجاء وتخرج مهزومة بطريقة غير مفهومة في محطة هامة كانت فيها متحكمة في مصيرها وهي متقدمة بفارق نقطة واحدة عن الجارة الوداد. كان السيناريو مثيرا بالفعل بين الدارالبيضاء والرباط، 90 دقيقة، 90 كلم بين ملعبي المدينتين؟ وكان الوضع مستقرا حتى الدقيقة 39 حيث هز بيضوضان شباك الفتح الرباطي بالمركب الرياضي محمد الخامس وفرض بذلك على الرجاء الفوز للبقاء في الرتبة الأولى؟ ولا شيء غير الفوز، لكن في الدقيقة 61 استقبلت الرجاء هدف اللاعب وادوش لترتفع بذلك حدة المعاناة؟ الأكيد أن الرجاء ضيعت مكسبا، تخلت عن الرتبة الأولى التي استرجعتها قبل الدورة الأخيرة ولم يكن لاعبوها في يومهم وللمرة الثانية يتمكن فريق الجيش الملكي من حرمانهم من اللقب. الرجاء طورت مستواها في مسار الدوري وبإمكانيات بشرية عادية وفي غياب استقطاب لاعبين من عيار مميز كانت في الطليعة ونافست بقوة بهدف الاحتفاظ باللقب. وقد أثار جل الرجاويين هذه الملاحظات منذ بداية الموسم وعاتبوا الرئيس لعدم ضم لاعبين من عيار معين في مستوى الأهداف المرسومة، وهكذا توجد الرجاء في الرتبة الثانية بعيدا عن الرتبة الأولى بفارق نقطتين محققة خمسة عشر فوزا وتسع تعادلات وتعثرت في ست مباريات، والهدوء الذي بسطه الفوز في الديربي فجرته الهزيمة في الدورة الأخيرة وتحرك الجدل حول التغيير في التسيير وتقوية الفريق. الرئيس عبد الله غلام أعلن من قبل أنه لن يستمر في موقع المسؤولية، وأثير هذا الموضوع من جديد مباشرة عند نهاية الدوري، وبدأ النقاش يصب في اتجاه الرئيس البديل، الرئيس الجديد. وبدأ الحديث عن رؤساء سابقين وإمكانية عودة أحدهم الى المسؤولية: عبد السلام حنات، أحمد عمور، حميد الصويري، امحمد أوزال، وبلغنا أن المسير "الزيات" الذي قيل أن عبد الله غلام يحضره للرئاسة أعلن عدم استعداده للمهمة رغم قيمته في عالم الإقتصاد والتدبير والمال. وفي جو مشحون بالقلق أمام الهزيمة وضياع اللقب تحركت لقاءات الرجاويين المحبين والمنخرطين إضافة الى المسيريين القدامى منهم والجدد، ويبدو أن عبد الله غلام يصر على التخلي لأسباب صحية. غلام تحمل مسؤولية رئاسة الرجاء في محطة عملت فيها فعاليات الفريق على نهج التغيير في أكتوبر سنة 1992 وتم اختياره من لدن لجنة سباعية تكونت عقب جمع عام تاريخي احتضن أشغاله المركب الرياضي محمد الخامس، لجنة ضمت عبد الواحد معاش وبوجمعة الكادري وامحمد أوزال وعبد الواحد اسحيتة ونور الدين البرنوصي وعبد القادر الرتناني وامحمد عزو، وفاز المكتب المسير برئيسه غلام بلقب البطولة والكأس (الازدواجية في موسم 95-96) وكأس افريقيا في نسختها الأولى سنة 1997. وبعد هذه المرحلة عاد غلام للرئاسة في الموسم 2006-2007 حيث كان الفريق في رتبة متأخرة لأسباب معينة استهدفت الرئيس آنذاك (حميد الصويري) وأمكن إنقاذ الفريق، وفي الموسم الموالي 2007-2008 احتل الرجاء الرتبة الثالثة، وبعده فاز بلقب البطولة في الموسم الماضي 2008-2009. وفي الموسم الحالي، تعذر الإحتفاظ بالمكسب ومن جديد الرجاويون حائرون يتساءلون يناقشون، فمن سيقود الرجاء من الجدد أو القدماء، والفريق يتأهب لولوج الإحتراف واعتماد نظام أكثر شفافية وصرامة؟ يبدو أن الاختبار صعب والمسؤولية على كاهل برلمان الرجاء والحسم يوم رابع يونيو في الجمع الاستثنائي، هذا الجمع الذي ينبغي أن يستحضر دروس الأمس في بناء الحاضر والمستقبل.