خرج الرجاء البيضاوي من سباق دوري أبطال العرب،وتوقفت مسيرته عند الحاجز الأردني، على الرغم من تعادله أمام الفيصلي على أرضية ملعب عمان الدولي بهدف لمثله في الجولة الأخيرة من التصفيات المؤدية للمربع الذهبي، و كان الرجاء سباقا للتسجيل في الدقيقة 13 من عمر المباراة التي دارت أول أمس الأربعاء، بواسطة اللاعب السينغالي سير ديا، لكن الفريق البيضاوي عجز عن الحفاظ على المكسب الصغير وتلقى في الدقيقة 25 من الشوط ذاته هدفا عن طريق اللاعب حيدر عبد الأمير من هفوة مشتركة بين الحارس وخط الدفاع، وهي نتيجة ظلت صامدة طيلة مجريات المباراة التي قدم خلالها الرجاء عرضا محترما لكنه حسب المتتبعين لم يشفع للفريق لأنه تأخر عن موعده، وضيع اللبن في بداية الخريف. لم يظهر الفريق الأردني بمظهر قوي وتبين أن انتزاع التأهيل من قلب العاصمة الأردنية عمان لم يكن أمرا مستحيلا بالنظر لهشاشة الخطوط الفيصلية وظهور أكثر من ممر في جدار الدفاع الأردني، بل إن الرجاء استطاع أن يفرض إيقاعه طيلة فترات عديدة من زمن اللقاء، دون أن يتخلص من أسلوب تقليدي يجعل لاعبي خط الدفاع الوسط يختزلون المساحات في رفع الكرات في اتجاه مربع العمليات الأردني والبحث عن رأس اللاعب سانغو، أكثر من البحث عن حلول أخرى من شأنها أن تنهي الحصار المضروب على مرمى الحارس لؤي العمايري الذي لم يختبر بشكل جدي على الرغم من السيطرة العمياء لفريق الرجاء. جاءت الجولة الثانية مشابهة إلى حد ما لسابقتها ولم تظهر معالم التغيير على النهج الرجاوي والفيصلي، بل تكرس نمط فريق يدافع بشكل متقدم وفريق يهاجم باحتشام شديد خوفا من هدف ينهي الرحلة بخسارة، سيما وأن اللاعبين الرجاويين كانوا يفضلون مغادرة المسار العربي بنصف خسارة، أما الفيصلي فكان مدربه العراقي يدرك أكثر من غيره أن البحث عن نقطة واحدة أشبه بسلاح ذو حدين لأن عقلية اللاعب العربي تميل غالبا للدفاع عن المكاسب الصغيرة، وهو ما حصل للفريق الأردني الذي ظل هاجسه الأول الحصول على التعادل لضمان التأهيل إلى المربع الذهبي مهما كانت نتيجة مباراة دمشق. تابع رئيس الرجاء البيضاوي المباراة عبر الشاشة الصغيرة رفقة بعض محبي الفريق، وعلى امتداد المواجهة ظل هاتفه المحمول يحمل ملتمسات التدخل لإبعاد المدرب إيف شاي، بل إن بعض المسيرين لم يترددوا في مطالبة غلام باستبدال الطاقم المساعد في محاولة للدفع بسعيد الصديقي إلى الواجهة سيما وأن هذا الأخير مؤازر من طرف الكاتب العام وبعض المسيرين القدامى، وهو وضع يجعل مجموعة من المسيرين والمنخرطين ينطلقون فرحا بعد الإقصاء، لأن انتصارات الفريق تزيد من عمر المدرب. ومن الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها المكتب المسير للرجاء تكليف عبد اللطيف العسكي بمهمة رئيس الوفد في رحلة الأردن على الرغم من العداء الخفي بينه وبين المدرب، مما سيضع أمام الرئيس تقريرا لن يخدم بالضرورة مصالح الطاقم التقني، على الرغم من الحماية التي يوفرها غلام للمدرب ومساعديه حين أكد في أكثر من تصريح صحفي أن الهدف المسطر هو بناء فريق للمستقبل. واستند خصوم إيف شاي والسلامي في دفوعاتهم على ما يقوم به الغريم الوداد الذي غير خمسة مدربين دون أن يخرج من سباق الكأس العربي والبطولة وكأس العرش.