كان الجمهور الرياضي المغربي يومه السبت 15 ماي 2010 مع لحظة تراجيدية منقحة، فالفريق البطل يفوز بالبطولة وفي نفس الوقت يدفن إسم القائد والبطل الحقيقي... إنه التقاء الفرح والشفقة في نفس الوقت. رسمت الدورة الأخيرة من البطولة الوطنية في كرة القدم عناوين بارزة من التخبط والعشوائية والهواية والمحسوبية ووووو، رغم ما بدا من أجواء الفرح والهتاف في المدرجات وفي بيوت مشجعي وحبي الفريق الأحمر، وهي لحظات من حق أي جمهور أن يعيشها... فهنيئا لفريق الوداد بفوزه بالبطولة. لكن التساؤل الذي يطرح باستغراب كبير في هذا الموقف، هو كيف يعقل أن يقود إطار مغربي إسمه بادو الزاكي، له تاريخ كبير ومحترم في ناديه، وحصل معه على الإنجازات والأفراح، يقود فريق طيلة الموسم بشكل جيد، ويتم دفعه في الأخير إلى الاستقالة بمجرد الهزيمة في مباراة واحدة، وتقدم الهدية على طبق ماسي لشخص آخر... حظه الوحيد أنه فاز في أقل من مبارتين!! وإلا كان سيندم على حياته إن لم تسر الأمور كما شاءت إرادة المسيرين والإداريين... فهذا هو حالنا، ننسى من زرع ونتذكر ونمدح من يأكل جيدا. والمفارقة الأخرى العجيبة هي أن الأطر المغربية نفسها ليست في المستوى، لأنها تقبل تبادل الأدوار فيما بينها.... بالأمس كان الزاكي والسلامي ووو ضحايا، واليوم فخر الدين كان محظوظا، وغدا سوف يقع له ما وقع لأصدقاء الأمس من ظلم ذوي القربى طبعا... وهكذا دواليك. ومبروك مرة أخرى للحمراء.