حطمت البطولة الوطنية لكرة القدم في قسمها الأول خلال مرحلة الذهاب رقما قياسيا بخصوص تغييرات المدربين والتي بلغت لحد الآن تسعة، كان آخرها مدرب النادي القنيطري الأرجنتيني أوسكار فيلوني، خاصة أن كل المؤشرات توحي بإقالته من حين لآخر باعتبار المشاكل التي عاشها رفقة فارس سبو هذا الموسم. وتعتبر هذه الظاهرة غير صحية بالنسبة لكرة القدم الوطنية التي أصبحت على مرمى حجر من الإنتقال إلى العصبة الإحترافية الموسم المقبل، خاصة أن الرقم الحالي يوحي بأن هناك خلل ما داخل المنظومة الكروية، وإن كانت الطريقة الهاوية التي مازالت تسير بها الأندية هي السبب الرئيسي في المشاكل المتنوعة التي تعيشها هذه اللعبة. ففريقا العاصمة الإقتصادية كانا سباقين إلى تغيير مدربيهما، وذلك نتيجة الضغط الجماهيري التي تعرضان له، خاصة إذا كانت النتائج سلبية، وقد يتم قبول هذا المبدإ بالنسبة للرجاء التي أخطأت الطريق عندما تعاقدت مع الفرنسي هنري ميشيل الذي لم يعد قادرا على تقديم الإضافة اللازمة لأي فريق تعاقد معه، خصوصا أنه فشل في أغلب التجارب التي خاضها رفقة الأندية التي دربها قبل العودة مجددا إلى القلعة الخضراء. أما بالنسبة للجارة الوداد، فإن تغيير البرازيلي دوسانطوس كان خطأ كبيرا، باعتبار أن الفريق كان يحتل آنذاك المرتبة الأولى، ورغم ذلك مازال يقوم بتجريب العديد من العناصر الجديد لإيجاد التوليفة اللازمة لتكوين فريق قادر على الظهور بمستوى لافت في دوري أبطال إفريقيا، حيث مورست عليها ضغوطات رهيبة من طرف بعض المسؤولين إلى درجة تحريض بعض المحسوبين عن محبي وأنصار النادي ليكون الإنفصال هو الحل المرضي بالنسبة للمدرب دوسانطوس. ولم يصمد جواد الميلاني أكثر من خمس دورات رفقة الكوكب المراكشي لتتم إقالته بالرغم من النتائج التي حققها، حيث لم ينهزم إلا في مباراة واحدة، وهذا نتيجة الحملة المسعورة التي تعرض لها من طرف عضو داخل المكتب المسير الذي سخر مجموعة من الجماهير المراكشية التي لازمته كالظل في كل اللقاءات التي خاضها، حيث كانت لغة السب والقذف هي شعار هؤلاء المحسوبين على أنصار القلعة الحمراء لإرغام الميلاني ورئيس الفريق على الرحيل. وبالجيش الملكي لم يستطع عزيز العامري أن يحافظ على مكانته، بعدما تكالبت عليه النتائج السلبية من جهة، وتمرد اللاعبين من ناحية أخرى، حيث دخل في صراعات طاحنة معهم لتتم إقالته من تدريب الفريق، علما أن الفريق العسكري عرف منذ سنوات باستقراره التقني، لكن السنوات الأخيرة كسرت هذا العرف، حيث غير النادي أكثر من مدرب. أما الدفاع الحسني الجديدي، فقد كانت الصراعات التي يعيشها المكتب المسير والتي قسمته إلى أربعة أحلاف سببا في استقالة كرامة ومن قبله جمال فتحي من تدريب الفريق، كما أنها كانت وراء انفصال جمال السلامي عن فارس دكالة بعدما كانت كل المؤشرات توحي بإحراز الفريق الدكالي لأول لقب له في تاريخه، لكن تجري رياح المسؤولين بما لايشتهيه أنصار الدفاع. ويمكن اعتبار الوافد الجديد على القسم الأول شباب قصبة تادلة أكبر الفرق التي غيرت مدربيها أكثر من مرة، بالرغم من المشاكل الكثيرة التي يعيشها ممثل منطقة تادلة، وفي مقدمتها الملعب والموارد المالية التي لاتساير طموحات فريق يمارس ضمن منتظم القسم الأول. بالمقابل حافظت خمس أندية على مدربيها، بالرغم من نتائجها المتباينة خلال مرحلة الذهاب، وفي مقدمتها الفتح الرباطي الذي يعتبر نموذجا لهذه الفرق، ذلك أن الحسين عموتة يقضي موسمه الثالث على التوالي بالفريق، ولعل النتائج المحصل عليها دليل على الإستقرار التقني الذي ينعم به أصدقاء بنشريفة، إضافة إلى المحتلين للصفوف الأولى المغرب الفاسي وأولمبيك خريبكة. يبقى السؤال المطروح، متى سيتم إخراج قانون المدرب إلى حيز الوجود، خصوصا بعد الإجراءات التي سنتها الجامعة خلال هذا الموسم بخصوص الرخصة المتعلقة بالتدريب، والتي كان ضحيتها أوسكار فيلوني أحد أكبر المتوجين بالنسبة للمدربين الأجانب بالمغرب؟. في انتظار ذلك يبقى المدرب الوطني ضحية العلقية المزاجية لمسيري الأندية التي غالبا ما تعلق إخفاقاتها وفشلها على شماعة الأطر المحلية.