أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الأربعاء بالرباط، أن فتح جمهورية سورينام قنصلية عامة لها بالداخلة تعبير عن موقفها الثابت من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية. وجاء ذلك خلال ندوة صحفية مشتركة عقب مباحثات أجراها بوريطة مع وزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والتعاون الدولي بجمهورية سورينام ألبيرت رامدين، حيث أبرز أن موقف جمهورية سورينام من القضية الوطنية يشكل مفتاح تطوير العلاقات الثنائية في إطار الدينامية الهامة التي تشهدها العلاقات بين المغرب ودول منطقة الكاريبي. وقال بوريطة، إن فتح جمهورية سورينام قنصلية عامة لها، غدا الخميس بالداخلة، إضافة إلى افتتاح سفارة لها اليوم بالرباط، يشكل آلية لتتبع تنفيذ خارطة الطريق الموقعة بين البلدين في مارس 2021، وكذا تعزيز شتى أوجه التعاون بين البلدين. وأشار بوريطة في هذا الإطار، إلى الأهمية الخاصة التي تكتسيها زيارة رامدين للمغرب، "والتي ستشكل منطلقا لعلاقات ثنائية أقوى، باعتبار أنها تأتي في إطار الدينامية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية"، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد المواقف الإيجابية التي عبرت عنها جمهورية سورينام إزاء قضية الصحراء المغربية سنة 2016. وفي هذا الصدد، أضاف الوزير أن البلدان دخل في إطار تعاون قوي توّج بتوقيع أول خارطة طريق للتعاون بين البلدين في مارس 2021، مشيرا إلى أن "خارطة الطريق هاته تتضمن مجموعة من مجالات التعاون والتضامن بين البلدين، تماشيا مع الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس للعلاقات جنوب – جنوب، ولإقتناعه بأن التضامن والتعاون الملموس هو الأساس لتطوير علاقات المملكة مع أشقائها وأصدقائها في مختلف بقاع العالم، وخاصة في منطقة الكاريبي". وذكر المسؤول الدبلوماسي، أنه تم الاتفاق اليوم على العمل من أجل تنزيل مقتضيات خارطة الطريق، وذلك من خلال تنزيل المشاريع المذكورة فيها ومجالات التعاون المنصوص عليها، إضافة إلى تعزيز التعاون بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية. وكشف بوريطة، قرب إنهاء محادثات بشأن توقيع أربع اتفاقيات ثنائية في مجالات عدة، لاسيما الاقتصاد والثقافة، تفتح المجال لتعاون اقتصادي أكبر، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقيات قد تكون جاهزة للتوقيع في إطار زيارة مرتقبة له قريبا بعد تلقيه دعوة من نظيره السورينامي لزيارة هذا البلد. واتفق البلدان، وفقا لبوريطة، على ضرورة تعزيز التعاون التقني ومظاهر التضامن بين البلدين، والتعاون الاقتصادي، بمشاركة القطاع الخاص، في مجموعة من القطاعات الهامة، وفي إطار الدينامية الاقتصادية التي تشهدها جمهورية سورينام. وفي سياق آخر عبر الوزير عن تضامن المغرب التام مع جمهورية سورينام بعد الفيضانات التي شهدها هذا البلد في الأيام الأخيرة، لافتا إلى أن المغرب، وفي إطار رؤية الملك للتضامن جنوب-جنوب، سيعبر عن تضامنه كذلك بشكل ملموس من خلال مساعدة جمهورية سورينام على مواجهة هذه الكارثة الطبيعية وما خلفته من خسائر هامة.